قادمون للخدمة.. مثلما خدم السابقون
قادمون من أصقاع الأرض الى العراق، بالتزامن مع التعبئة الإنتخابية؛ مدّعين «خدمة الوطن» مثل كل الذين خدموه منذ 2003 إلى الآن، ولم ترتوِ شهوة المال لديهم.
فاسدون محدودو الرؤى، لكن ثمة إرادة فوقية لتنصيب الأغبياء على قدر العراق.. حاضراً يوئد المستقبل.. إرادة إقليمية وأممية، تسعى الى قمع التطلعات العراقية بتسليط الأغبياء على الأذكياء.
وهذا ليس جديداً، فبعد ثورة العشرين، آثر الإحتلال البريطاني ألا يدع جيشه الهش بموجهة صلابة العشائر العراقية؛ فأسس دولة، يوم 3 تشرين الأول 1932 وجيشاً يوم 6 كانون الثاني 1921 يعني الجيش قبل الدولة، وأسماه «فوج موسى الكاظم» لإحراج الثوار؛ بالمقدس!
وما زال الحبل على غارب مركب التاريخ العراقي الحديث.. تائه.. تلتطم من حول حافتيه أمواج عاصفة، تدار من الخارج، والمواطن يستسلم.. قهراً.. لماسكي مجذاف لا يجذفون! بل يتواجدون في المواقع المفصلية من إدارة الدولة؛ لحراسة مصالح شخصية وفئوية، أما الوطن القادمين لخدمته، فـ… على هامش مصالحهم بنوعيها المعلنين.. شخصياً وفئوياً.
بات الفساد علنياً في العراق…
تشكلوا في الخارج، ولاؤهم محسوم لمن جاء بهم الى المنصب، والعراق لا ظل له على أرصفتهم ولا وجود… معنيون بالإستحواذ على أكبر زخم من مال يتدفق الى أرصدتهم ودعائم قانونية تخدم طائفيتهم التي لا يتنزه عنها أحد.. الكل مخلص لأشيائه ما عدا الوطن القادمين لخدمته، كما يدّعون أثناء التثقيف الإنتخابي، ثم يتنصلون عندما يستتب الوضع لهم مقتعدين كرسياً تحت قبة السلطة وينسون وعوداً قطعوها.. متنكرين، يغيرون أرقام تلفوناتهم ولغة خطابهم و… يبحثون عن صفقات يروجونها لصالح مستثمرين، يتقاضون ثلاثة أرباعها وللمستثمر الذي تحمل إسمه ربع، من دون أن يخسر؛ فأي ثراء موار ينوء به العراق ولا ينضب.
الشعب هو الذي نضب صبره وجف رامضاً، وقاطع الإنتخابات السابقة بنسبة مشاركة 17 بالمئة من المشمولين، لكن… مشت!
قاطع العراقيون الإنتخابات النيابية الماضية، ومعظمهم عازم على مقاطعة المقبلة في 11 تشرين الثاني 2025 كي لا يتسبب بعودة فاسدين الى السلطة.. وسيعودون، سواء شارك المواطن أم لم يشارك، وإنتخبهم أم لم ينتخبهم، و… لا حول له سوى لعن الديمقراطية الشوهاء التي ألقتها أمريكا قطعة فحم على العراق، وتركت الأحزاب توقدها ناراً تتلظى الى أن تهفت البلاد رملاً، ونكتشف أن طائر العنقاء العربي أو الفينيق الإغريقي أو الققنس الفارسي، الذين يحلقون مستجمعين أنفسهم من رماد إحتراقهم؛ محض إساطير لا وجود لها في الواقع.
سناء وتوت