قادة التعصب

قادة التعصب

 في زمن العولمة والثورة التكنولوجية وتطور وسائل الاتصال والأعلام الجماهيري وتقريب المسافات للدرجة التي جعلت العالم ليس قرية صغيرة كما وصفه العالم الكندي مارشال ماكلوهن بل هو أصغر من غرفة صغيرة هذه الثورة التكنلوجية نتج عنها ثورات أخرى لكنها سلبية لعل أبرزها ثورة التعصب بين البشر والحقد والكراهية وأن هذا العالم المصغر أضحى قاعدة أساسية لتشكيل العلاقات السرابية بين الأفراد.

فإذا تصفحت موقع التواصل الأجتماعي الفيسبوك مثلاً ستجد المعنى الحقيقي لتداعي قيم الحداثة والعودة للجاهلية الكبرى فبعض الأفراد يعتلون هذه المنصة لطرح أفكارهم التي لا تخضع لسلطة العقل ولا المنطق فهو يشجع عمليات القتل والتخريب جوهرياً,في نفس الوقت يمارس دور الوطني صاحب القضية في مكان أخر فهو يمر بسلسلة إنشطارات سريعة ويتنقل بين الخنادق المتقاتلة حسب ماتقتضيه مصلحته ومايرضي جشعه.

ستكون هذه الممارسات طبيعية لو أنها صدرت من فرد مضطرب نفسياً وعقلياً لكن الطامة الكبرى أنها صفة الأغلبية من مايطلق عليهم مصطلح (قادة الرأي) أو الرأي العام القائد التي يجب أن تمارس عملية تنوير الرأي العام بدل تضليله وأن يتسموا بالتسامح وتقبل الأخر بدل تشكيل الجماعات وتخويفهم من الطرف الأخر وتصويره “بالغول” الذي يشكل تهديد يجب كبحه والقضاء عليه.

نعم أستغل أغلب قادة الرأي وسائل التواصل الأجتماعي لنفث سمومهم وكلماتهم المثقلة بالبلاغة المتورمة التي تزيف الواقع وتحطم بنية العقل وتحول المتلقي لشخص بليد أثناء تلقي الرسالة شديدة التعصب في مواجهة الطرف الذي يستهدفه مرسل هذه الرسالة.

بهذا أتاحت وسائل التواصل الأجتماعي مناخاً مناسباً لتكوين الجماعات الارهابية وأنتشار الجريمة المنظمة فالمجرم أثناء تأديته الجريمة يحمل في ذهنه أيدلوجيات وصور ذهنية كونتها تلك الرسائل التي تلقاها من منابر المتفيقهين الذين سقطت أقنعتهم وظهرت وجوههم الصدئة.

الحل يكمن في تفعيل قانون العقوبات وقانون النشر والأعلام وقانون الجريمة الألكترونية لكبح الحناجر المظلمة التي تقبت رئة العراق بسهم الطائفية.

مصطفى عبد الكريم طالب

مشاركة