بغداد – عبدالحسين غزال
نسبت مصادر احد الفصائل العراقية الى «عصائب اهل الحق» الفضل في تنفيذ عملية استدراج من الخارج لقاتل اشهر مراجع الشيعة في القرن الماضي، فقد كشف تسجيل صوتي للسيد محمد الطبطبائي نائب الامين العام للعصائب ورد الى صحيفة «الزمان» لمنتسب يعرّف نفسه بانه من «عصائب أهل الحق» ، وكما يوضح سياق كلامه، أن عملية أمنية، تخللتها تهديدات لإقليم كردستان، أدت الى اعتقال مسؤول أمني رفيع من النظام السابق، وهو سعدون صبري المعروف بـ»عميد نزار»، والذي شغل سابقًا منصب مدير الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية فضلا عن مدير امن النجف. ووفق المتحدث في التسجيل الصوتي الذي تأكدت الزمان من صحة صدوره عن قيادي في العصائب، فقد القي القبض عليه بعد قدومه الى أربيل لتجديد مستمسكات رسمية في إقليم كردستان، وهو متورط في تصفية رجل الدين العراقي محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى في العام 1980، وبحسب المتحدث فان سلطات الإقليم تأخرت اول الامر في تسليمه، ما دفع العصائب الى الاتصال بوزير الإسكان والاعمار بنكين ريكاني، وهو كردي ويقيم في بغداد، وابلاغه، أن عدم تسليم المطلوب يعني نهاية العلاقات بين بغداد وأربيل، وان الصواريخ والمفخخات سوف تتدفق على أربيل. ورفض الوزير التهديدات بحسب المصدر. ولم تصدر الحكومة العراقية بيانا رسميا حول الحادثة او صحة التهديدات وما علاقة العصائب بإمكانية تغير موقف بغداد من أربيل .
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني قد زار مقر العصائب في بغداد قبل اسابيع، فيما تجاهل التيار الصدري هذه الانباء بالرغم من انها تخص احد أعمدة التيار التاريخيين، وقال السفير العراقي في لندن محمد جعفر الصدر ان المجرم الأول هو صدام حسين وكتب على منصة اكس ان المسؤول عن دم السيد الشهيد الصدر الأول واخته العلوية بنت الهدى هو المجرم صدام ولا يهم السكين التي استخدمها في جريمته. ولم تطالب المحكمة الجنائية العليا الخاصة بجرائم النظام السابق والتي حلت قبل سنوات بالقبض على ضابط الامن الذي استدرجته امنية رالى العراق.
وقال المتحدث أن عصائب أهل الحق كانت تتابع سعدون صبري منذ حوالي أربع سنوات، حيث تنقل بين عدة دول مجاورة منها مصر وسوريا وتركيا، وقد استغل الفريق الأمني المتابع عرض بيته في منطقة البياع ببغداد للبيع، وتم الترتيب لشرائه بشرط تسليم المبلغ في أربيل، مما أتاح الفرصة لاستدراجه إلى عاصمة الإقليم. وقال إنه بعد التحري وجمع المعلومات والمتابعة الدقيقة، تم رصد دخول سعدون صبري إلى كردستان قادمًا من محل إقامته بين الإمارات والأردن لتجديد أوراقه الشخصية الرسمية.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية في بغداد فتحت قنوات الاتصال مع جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم بمجرد دخول المطلوب إلى الأراضي الكردية، إلا أن سلطات الإقليم طالبت بان تكون التحقيقات معه على أراضي كردستان. وأبلغت الجهات الأمنية رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني بوجود المطلوب في الإقليم، مؤكدة أنه قاتل محمد باقر الصدر ويعرف مكان دفن بنت الهدى، وهو أيضًا قاتل عم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، فيما وعد رئيس الوزراء ببذل الجهود لتسليمه.
واسترسل: تحت ضغط التهديدات والتصعيد، اقترح رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني إجراء التحقيق مع المطلوب في الإقليم، وهو ما رفضته الجهات الأمنية العراقية، مطالبة بتسليمه إلى بغداد. وتم الاتفاق في النهاية على تسليمه، وهو ما حدث بالفعل.
وكشف المصدر عن أن المتهم يخضع الآن لجلسات تحقيق في مكان آمن ومريح، نظرًا لعمره البالغ 77 عامًا، كاشفا عن ان سعدون صبري متهم بالكثير من أعمال القتل، وقيامه بالتحقيق مع محمد الصدر وقتله، بالإضافة إلى قتل أفراد من اسرة آل الحكيم الدينية، وأفراد من عائلات دينية أخرى. ولا يوجد أي جهة مستقلة تتابع التحقيق.