غياب برامج بناء السلام عن الجامعات العراقية – سعد نوري عطاالله

غياب برامج بناء السلام عن الجامعات العراقية – سعد نوري عطاالله

ان بناء السلام هو اساس استقرار المجتمعات والركيزة الاساسية للتقدم والرقي في جميع المجالات، فالسلام يعد شرطاً ضرورياً لاستمرار البشرية وتطورها وازدهارها، وتزداد هذه الاهمية لاسيما في المجتمعات التي تكون اكثر عرضة للصراعات او الناجية منها تكون الحاجة لجهود لبناء وتعزيز السلام اهمية قصوى على مختلف الاصعدة. ادركت هذه الاهمية عدداً من المؤسسات الحكومية العراقية ومنظمات المجتمع المدني سواء المحلية او الاجنبية . حيث قامت بتنفيذ المئات من برامج التماسك المجتمعي وبناء السلام في المحافظات المحررة، حيث استطاعت هذه البرامج بالوصول الى نتائج متوسطة بالرغم مما عليها من مؤاخذات وملاحظات.

حيث استهدفت هذه البرامج مختلف الفئات العمرية وفي عدة اقضية، في محافظة الانبار على سبيل المثال تم تنفيذ العشرات من هذه البرامج التي تنوعت بين جلسات حوارية او ندوات وبشراكة متعددة سواء مع ناشطين او جهات حكومية، الا ان هذه البرامج لم تركز على استهداف الفئات بشكل يضمن مخرجات اكثر فعالية تساهم في بناء سلام حققي ملموس.

اذ كان بالإمكان ولايزال ادخال الجامعات العراقية ولاسيما في المدن المحررة ضمن هذه البرامج نظراً للدور الكبير الذي يمكن ان تمارسه هذه الجامعات في تحقيق اهداف هذه البرامج حيث تمتلك العديد من المقومات الكفيلة بتعزيز السلام وبناء التماسك المجتمعي. حيث ان دخول الجامعات في عملية بناء السلام يمكن ان يساهم في سرعة تحقيق النتائج لهذه البرامج، ويضيف لها طابع تربوي واكاديمي اوسع، ويساهم في تحسين خبرات بناة السلام لما يمتلكون من خبرات وتجارب وذلك كفيل بتحقيق النجاح بمستويات عالية جداً. من الناحية البشرية والفكرية تحتضن الجامعات الفئات العمرية من الشباب الذين يعتبرون من الركائز الاساسية في بناء السلام وتعزيز التماسك، اذ ان وجود الفئة المستهدفة في اماكن مؤهلة ومناسبة لإقامة الورش والندوات والفعاليات في مجال السلام يساهم في انتقالة نوعية وتحقيق نتائج نوعية وبأوقات قياسية ، بالإضافة الى امكانية تجسيد ذلك حيث تحتضن هذه الجامعات الالاف من الطلبة من الطوائف والقوميات الاخرى .

برهان حي

ان وجودهم في هذه الجامعات يزيد من نجاح هذه البرامج وبرهان حي على التعايش السلمي الذي تعيشه المجتمعات. ومن ناحية اخرى فان هذه الجامعات سوف توفر العديد من المقومات التي يمكن ان توفرها بشكل تطوعي من امكانية استغلال هذه المنشأة للفعاليات والندوات التوعوية مما يوفر المصاريف المادية بالإضافة الى ادخال الاساتذة الجامعيين شركاء في تنفيذ هذه البرامج مما يعني استهداف اوسع للشباب في هذه البرامج. لذلك ولأسباب اخرى من الواجب اليوم على منظمات المجتمع المدني العاملة في هذه القضايا ان تعي هذا الدور وان تعمل على ادخال الجامعات العراقية شريكاً في تنفيذ هذه البرامج، والاهم من ذلك ان تعي الجهات المعنية في الحكومة العراقية هذا الدور الكبير الذي يمكن تمارسه الجامعات في بناء السلام وزيادة التماسك المجتمعي، وان يكون هذا الدور اكثر من نشاطات غير رسمية، ان يكون من ضمن الجهود التربوي والاكاديمي الذي تقوم به الجامعات العراقية في المحافظات المحررة وان يتم تخصص لها ما تحتاج من مقومات من تأهيل الكوادر التدريسية او اعداد المنهاج والمنشورات بالإضافة الى القيام الفعاليات التي تساهم في تعزيز ذلك من برامج التبادل الثقافي والجلسات الحوارية والندوات وغيرها من الانشطة التي تساهم في زيادة اواصر المحبة بين ابناء وطننا العزيز وتساهم في نشر السلام ومبادئ التسامح والتعايش من اجل مجتمع مسالم يسوده التنوع والامان؛ فالسلام هو الطريق الوحيد للاستقرار والرقي والتقدم بالمجتمعات وبدون السلام فأننا عرضة للانهيار والتخلف والصراعات المريرة التي يكون الجميع فيها خاسراً وضحية المستفيد الوحيد روح الشر والظلام التي تحرص على ان لا يعم السلام في عراقنا العظيم.

 –  الفلوجة

مشاركة