نذير الأسدي
وقع أثناء الحرب العالمية الثانية، عدد كبير من اسرى التحالف الدولي بيد القوات الألمانية، ووقعت اعداد كبيرة من الاسرى في قبضة القوات الكورية…
ما جرى على الاسرى عمليات غسيل دماغ، غيرت الكثير من سلوكهم وافكارهم.
وقد حاول الالمان استغلال قوه الجنود الاسرى، وتسخيرها لمصالحهم واهدافهم العسكرية.
واحدة من هذه الطرق كانت استخدام الطبول والمزامير وحتى الغناء والاناشيد في تحفيز قوه الاسرى واستغلال قوتهم في تجديف السفن الحربية العاطلة فوق سطح مياه البحار والمحيطات.
كانوا يضعون مع هؤلاء الاسرى فريق مدرب يعزف الابواق ويقرع الطبول ويعزف الاناشيد الوطنية، وكان الاسرى يحفز بعضهم البعض الاخر استجابة لصوت المارشات العسكريه التي تنبأهم بقوتهم وشجاعتهم…..
استطاعت المانيا جذب هؤلاء الاسرى وتحويل ولاءهم تدريجيا حتى صاروا اكثر تعلقا من المواطن الالماني في الانحياز لألمانيا ضد بلده الام…
وبعد سلسلة من المحاضرات والتلقين وزرق عقولهم بالأفكار النازية، تحول هؤلاء الاسرى لجواسيس ووكلاء ومواطنون المان بحكم ما تعرضوا له من ضغوطات مدروسة كانت تعد لهم وفق برنامج ممنهج.
ما ان انتهت الحرب حتى انتحر الكثير من هؤلاء، اذ وجدوا انفسهم قد سيقوا كرها لأخذ جرعات من عمليات غسيل الدماغ تحت عناوين الوطنية او الإنسانية أو المبادئ السامية..
كان من نتائج غسيل الدماغ ان كثيرا من الاسرى اصطفوا مع قوات اعداءهم وشاركوا باندفاع شديد في تقدم الصفوف الألمانية ضد بلدانهم وشعوبهم، وقد مات العديد منهم دفاعا عن الافكار التي شبعوا بها ضد اوطانهم.
لكن بعضهم استطاع الانفلات من ضغوطات العقل الجمعي واثاره التدميرية في مسخ العقل البشري من فطرته..
التي جبل عليها وعاد هاربا لوطنه يطارده العار والخذلان.