غرس الانكليز – خضير العقيدي
ثلاث كلمات غرسها الانكليز في المجتمع العراقي(شعلي ،معلي ما ادري) مثلما غرس في المجتمع الهندي الكلمات ذاتها( لا ارى لا اسمع لا اتكلم ) وهي ليست كلمات وانما اصبحت واقع حال فالزائر لبلاد الغربة يجد انه حتى المسنيين عندما يجدون مخالفة لا يتوانى عن الابلاغ عنها فورا ويوبخ من يتصرف بمخالفة للاداب والقوانيين ولذلك تجدان مسنة قلبت الدنيا ولم تقعدها لمجرد ان المحاسب استقطع ملاليم من راتبها بدون وجه حق والنظافة الشغل الشاغل في الشارع والبيت ولا وجود لكلمة رشوة او
هدية او حادث بدون ان يبلغ عنه اصبحت هذه الامور جزء من ثقافة المجتمع منذ الصغر واذا كان العراق قد تخلص من الانكليز لماذا هذا الاصرار على هذا الغرس ونعجب بالشخص الذي يحافظ على القانون ولا نقتدي به حتى اصبح السلوك السائد هو مخالفة القانون وقواعد التعامل اليومي مع الناس وما هذه الظواهر التي نسمع عنها الا دليل على ذلك،
مصر وجدت الحل وضعت صندوق شكاوي في مسجد الامام الشافعي يقوم المواطن بوضع شكواه والاشخاص الذين يتلقون الرشاوي وبدون ان يذكر اسمه ويقرأ خطيب الجمعة الرسائل ويدعوا الادعاء العام الذي هو ضمير الشعب بمتابعة الشكوى ويكون من يذكر اسمه قد عوقب اجتماعيا ودينيا وقضائيا،ولقد نقل لي صديق هاجر الى السويد وقد تغير عليه الجو فرقد في المستشفى عشرون يوما وعندما استفاق وجد على الطاولة بجانبه وردة وظرف فيه مبلغ من المال فسأل ماهذا فقيل له ان الملك زار المستشفى واهدى لمناسبة العيد الوطني وردة ومبلغ من المال فتعجب وقال هل لازالت هنا منذ عشرون يوما نعم انها حقيقة في السويد ونكتة في العراق،في بلد يعيش (شعلية ومعلية ومادري) لغاية ماصبح الحال على ماهو عليه.