غانم حميد.. في الإتجاه الصحيح – كافي لازم
وسط الزحف الكثيف من قبل الجمهور بالكاد حصلنا على مقعد لنا في مسرح الرشيد لمشاهدة مسرحية (ام المراية).. بدأ العرض بالمخرج وهو يكتب عنوان فصل من فصول العمل الاربعة على سبورة على يسار المسرح… تناول العرض قضايا وهموم يومية للناس بطريقة الواقعية النقدية التي يجيدها المخرج في جميع اعماله.. واضح انه اشتغل كثيرا على الممثل لاسيما ان نخبة جيدة استجابت تماما مع طروحاتة الفكرية في اظهار الشخصية المعبئة مسبقا لأستقبال حالة المخرج ومايشعر به وهذا يتأتى من تمرين قاس لتدريب الممثل وبالاخص عند حميد الذي يدخل حد التفاصيل الدقيقة في اداء الممثل بمعنى انه يبتكر اللعبة احيانا الى حد استفزاز الممثل كي يصل به الى الحالة النموذجية ولايهدأ له بال الا بتحقيق مايصبو له بالصبر والمطاولة وقد نجح في ذلك كثيرا مع وجود بعض المباشرة في العرض.
حدث هذا على حساب مكملات العرض الاخرى احيانا لاسيما في الديكور المتواضع وبالاخص في احد المشاهد والذي لم يكن له اثرا.. وربما هذا له علاقة بالتنقل بين مسارح المحافظات والتي تختلف حجومها عن مسرح الرشيد وكأني ارى ان هذا العمل يتسع لسنوغرافيا اكبر وحتى فرقة راقصه بين المشاهد. كذلك جهاز الداتشو انه عرض يحتمل الكثير ليصبح اكثر ابهارا وبهرجة بوجود الكوميديا الخلاقة الغير مخدشة .التفاؤل في هذا العرض كان حاصلا وسط الخيبات المتلاحقة التي اصيب بها الناس .
صفق الجمهور كثيرا لاداء الممثلين وهم يستحقون ذلك الفنانة المقتدره هناء محمد بثوب جديد ومختلف وكما هي قدرة هائلة لأستيعاب الشخصية المراد تجسيدها بدراسة ووعي ,كذلك الفنان ناهي مهدي بشخصيته الاريحية وتفاصيلها المعاشة بين الناس اسعد الجمهور بردود فعله الكوميدية .اما الفنان محمد هاشم كما عودنا بأدائه المبهر في تجسيد عدة شخصيات مختلفة الالوان بخبرته الطويلة والفنان المقتدر محمود شنيشل ارتكز في ادائة وحضوره المؤثر،كذلك الفنان علي نجم له ساحته وحضوره اللافت..كما يحسب لهذا العمل اكتشاف الوجه الجديد الممثله محبة التي اسعدتنا بدور الفتاة العراقية بعبائتها الجميلة وطولها الفارع. والشاب الجديد احمد غانم والذي سيكون له مستقبلا باهرا.وكان للمؤثرات الموسيقية تأثيرا طيبا ودخول عازف الساكسفون في المشهد رغم قصرة كان من اجمل مايكون.