غارات روسية إنطلاقاً من قاعدة ايرانية وبطريرك المشرق ينتقد لامبالاة العالم إزاء حلب

خبير عسكري في موسكو: القاذفات ستحمل كماً أكبر من القنابل عبر قاعدة همدان

20160815103209reup--2016-08-15t103030z_299337701_s1aetvohswaa_rtrmadp_3_mideast-crisis-syria.h

موسكو- بيروت – الزمان

اعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء ان مقاتلات روسية قصفت مواقع لجهاديين في سوريا انطلاقا من قاعدة جوية في ايران، لتعلن موسكو بذلك للمرة الاولى انها تستخدم قاعدة جوية ايرانية. وبهذه الغارات تكون روسيا اعلنت للمرة الاولى انها تستخدم قاعدة في بلد شرق اوسطي غير سوريا منذ ان اطلق الكرملين حملة الضربات الجوية دعما لحليفه الرئيس السوري بشار الاسد في ايلول/سبتمبر الماضي. ميدانيا، قتل 19 مدنيا على الاقل الثلاثاء جراء غارات مكثفة على حيين تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب في شمال سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «في 16 آب/اغسطس (الثلاثاء) اقلعت قاذفات +تي يو-22 ام3+ و+اس يو-34+ مسلحة من مطار همدان في ايران وقصفت اهدافا للجماعتين الارهابيتين الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في مناطق حلب ودير الزور وادلب».

واضافت الوزارة ان هذه الضربات اتاحت تدمير «خمسة مخازن كبرى للاسلحة والذخائر» ومعسكرات تدريب في دير الزور وسراقب في ريف ادلب والباب، المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش  في منطقة حلب. وضربت الطائرات الروسية ايضا ثلاثة مراكز قيادة في مناطق الجفرة ودير الزور ما ادى الى مقتل «عدد كبير من المقاتلين» بحسب البيان.

وقال المحلل بافل فيلغنهاور «انها خطوة جديدة في الحملة العسكرية الروسية في سوريا».

واضاف «استخدام هذه القاعدة يعطي روسيا تقدما تكتيكيا لان قاذفاتها الثقيلة يمكنها نقل قذائف اكثر بكثير اذا كان وقت طيرانها اقل» معتبرا ان هذه الاستراتيجية ستنطوي على القاء «عدد هائل من القنابل». تستخدم روسيا طائرات حربية متمركزة في قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية وكذلك سفنا حربية متمركزة في بحر قزوين وغواصة في البحر المتوسط لاطلاق صواريخ عابرة في سوريا. واعتبر الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني ان موسكو وطهران «تتبادلان الامكانات والبنى التحتية في اطار مكافحة الارهاب» وذلك كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية. من جهتها نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الثلاثاء باستخدام الطائرات الحربية السورية والروسية وبشكل متكرر اسلحة حارقة ضد المدنيين في محافظتي حلب وادلب في شمال وشمال غرب سوريا، واصفة هذه الهجمات بـ»المشينة».

واعلنت موسكو الاثنين ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف توجه الى طهران حيث استقبله وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبحث النزاع السوري بشكل خاص. من جانب اخر، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين ان موسكو وواشنطن اقتربتا من اتفاق حول تعاون عسكري في مدينة حلب، لكن الولايات المتحدة لم تؤكد هذه المعلومات. وقال الدبلوماسي الروسي الكبير في جنيف الكسي بورودافكين لوكالة انترفاكس الاثنين ان الجيشين الروسي والاميركي في خضم عملية «الاتفاق على بعض القضايا العملية الملموسة» بخصوص ايصال المساعدات الانسانية الى المدينة. وقتل 19 مدنيا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الثلاثاء جراء غارات مكثفة على حيين تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل 12 عنصرا من الفصائل المقاتلة الثلاثاء جراء غارات نفذتها طائرات روسية على موكب على طريق الراموسة في جنوب غرب المدينة، وفق المرصد.

و ندد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي خلال قداس في وارسو الثلاثاء باللامبالاة التي يبديها العالم ازاء ماساة مدينة حلب السورية. وقال البطريرك الذي يقوم بزيارة الى بولندا حيث تلقى شهادة دكتوراه فخرية من كلية اللاهوت «نحمل في قلوبنا جروح كنيسة انطاكية وتمزق الدول في تلك الارض».

واضاف «نحمل اوجاع مدينة حلب التي تنتظر منذ ثلاث سنوات عودة المطرانين المختطفين. وخلال هذه السنوات الثلاث، بقى العالم متفرجا على هذه المأساة». يذكر ان المطرانين يوحنا ابراهيم من الكنيسة السريانية الارثوذكسية وبولس اليازجي من كنيسة الروم الارثوذكسي، وهو ايضا شقيق البطريرك، تعرضا للخطف قرب المدينة خلال مهمة انسانية في نيسان/ابريل 2013.

مشاركة