غارات الطائرات الأمريكية تباشر استعادة غرب العراق بإسناد الجغايفة وألبوعلوان قرب سد حديثة
السيطرة على الخفاجية وحرق مواقع داعش في بروانة ومفخخة تضرب موكب محافظ الانبار الجريح
لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ علي لطيف
الرمادي ــ الزمان
باشرت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون امس بدعم القوات الامنية وعشائر الانبار عبر توجيه ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قرب سد حديثة للمرة الاولى بعد الاتفاق الموقع بين مستشارين امريكيين ومحافظ الانبار احمد خلف الدليمي في السفارة الامريكية في بغداد.
وقالت مصادر تشارك في القتال ل الزمان ان الدليمي اصيب مع عدد من اركان القيادة الميدانية بقذيفة هاون خلال قياته للقوات في معركة تستهدف استعادة بلدة بروانة.
واوضحت المصادر ان القوات الامنية ومسلحي العشائر استعادوا مواقع عسكرية مهمة من مقاتلي داعش وان الاشتباكات مستمرة في بروانة.
وقالت المصادر ل الزمان ان مقاتلي داعش انسحبوا من الخفاجية ايضامن دون قتال بعد اشتداد القصف الأمريكي.
واوضحت المصادر ان قوات مكافحة الارهاب وقوات الجزيرة والبادية التي تتلقى دعما من العشائر العربية وابرزها عشرتي الجغايفة والبو نمر تواصل اشتباكاتها مع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.
واكدت المصادر ان الدعم الامريكي يقتصر على القصف الجوي وانه لا يوجد مستشارون من هذه القوات على الارض.
واوضح شهود في المكان ان قذيفة هاون سقطت قرب المحافظ ما اسفر عن اصابته بجروح بالغة بالراس واصابة سبعة جنود اخرين .
وبحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي يرافق القوة المكلفة حماية المحافظ لان الاخير سينقل الى بغداد لمعالجة. وخلال نقل المحافظ والمصابين الاخرين وبينهم قائمقام حديثة حكيم الجغيفي الى المستشفى، فجر انتحاري نفسه قرب السيارة التي تقل المصابين، ما اسفر عن مقتل جندي واصابة ستة اخرين.
ووصل المحافظ اخيرا الى مستشفى حديثة مع باقي الجرحى، واجريت له عملية جراحية سريعة، وهو الان بحالة مستقرة بحسب مكتبه.
وكان المحافظ الذي يشرف على العمليات العسكرية في حديثة صرح قبل اصابته ان عملية تحرير المناطق الغربية بدات صباح الاحد، باسناد طائرات اميركية .
واكد الدليمي تحرير منطقة الخفاجية والتقدم نحو بروانة وحرق اكثر من عشرة مواقع لمسلحي الدولة الاسلامية.
وشنت القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر أمس عملية عسكرية على المناطق المحيطة بسد حديثة في غرب البلاد فيما استهدفت غارات اميركية للمرة الاولى مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة المذكورة.
وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية ان قوات مشتركة بمساندة الجهد الجوي وابناء العشائر شنت هجوما واسعا لتطهير المناطق المحيطة بقضاء حديثة من عصابات داعش الارهابية .
واطلق مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية هجوما كبيرا في العراق في حزيران»يونيو واستولوا على عدة مناطق ما دفع الولايات المتحدة الى بدء حملة الضربات دعما للقوات العراقية والميليشيات التي تتصدى لهم. و شنت الولايات المتحدة غارات جوية امس دعما للقوات التي تدافع عن سد حديثة في غرب العراق وقصفت مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية موسعة نطاق حملتها الجوية الى جبهة جديدة.
وقالت القيادة الاميركية الوسطى بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الاميركي ارهابيي الدولة الاسلامية قرب حديثة في محافظة الانبار دعما للقوات الامنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة .
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان لقد نفذنا هذه الضربات لمنع الارهابيين من ممارسة تهديد اضافي لامن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الامنية العراقية بدعم من عشائر سنية .
واضاف ان احتمال فقدان السيطرة على السد او انهياره الكارثي والفيضانات التي يمكن ان تنجم عن ذلك، كانا ليهددا الموظفين الاميركيين ومنشآت في بغداد ومحيطها الى جانب الاف المواطنين العراقيين .
وشاهد المراسل خمس جثث لعناصر الدولة الاسلامية لافتا الى ان القوات العراقية بدات تطارد الفارين في البساتين.
وهي المرة الاولى التي تشن فيها واشنطن ضربات جوية دعما للميليشيات السنية منذ ان بدأت حملتها الجوية في العراق في 8 اب»اغسطس.
وكانت الضربات السابقة نفذت بشكل خاص دعما للقوات الكردية في الشمال رغم ان واشنطن قدمت الشهر الماضي دعما جويا محدودا للجيش والميليشيات الشيعية في جنوب البلاد اثناء محاولتها فك الحصار عن بلدة امرلي التركمانية الشيعية.
والسدود كانت هدفا رئيسيا للمقاتلين المتطرفين في الاونة الاخيرة. وسبق ان شن الجيش الاميركي غارات جوية على مواقع لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق.
والى جانب الضربات الجوية ارسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين الى العراق فيما وعدت مع عدة دول بارسال اسلحة الى القوات الكردية التي تقاتل المتطرفين.
والرئيس الاميركي باراك اوباما الذي بنى مسيرته السياسية على اساس معارضته الحرب في العراق ووعده بانهائها، يحاول تشكيل تحالف دولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر ايضا على مواقع كبرى في سوريا المجاورة.
وحدد اوباما خلال قمة الحلف الاطلسي الجمعة اطار خطة لتشكيل تحالف واسع من اجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
والسبت، رحب العراق بمساعي اوباما لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر الدولة الاسلامية.
وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي لوكالة فرانس برس اننا نرحب بهذه الخطة مضيفا ان بلاده دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لان هذا التهديد بالغ الخطورة … ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لاوروبا واميركا والحلف الاطلسي .
واضاف انها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات .
وتابع لا احد يتحدث عن ارسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الاكراد البشمركة وقوات الامن العراقية وايضا لتامين معلومات استخباراتية واستطلاعية .
وعبر المجتمع الدولي عن مخاوفه حيال هذا التنظيم الذي نفذ العديد من عمليات القتل والخطف واستهداف الاقليات الدينية في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا.
لكن قطع راسي الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف الذي تبناه التنظيم، زاد من موجة الاستنكار الواسعة في الغرب لممارسات التنظيم واعطى زخما اكبر للتحرك ضده.
وتتخوف دول غربية عدة ايضا من ان يعود مواطنوها الذين يذهبون للقتال في سوريا الى بلدانهم ويشنوا هجمات فيها.
وما يؤكد هذه المخاوف ان صحافيا احتجز رهينة في سوريا قال ان احد خاطفيه كان مهدي نموش الفرنسي من اصل جزائري الذي يشتبه في انه اطلق النار داخل المتحف اليهودي في بروكسل ما ادى الى اربعة قتلى هم اسرائيليان وفرنسية متقاعدة وبلجيكي يعمل في المتحف.
AZP01