غزة (الاراضي الفلسطينية) (أ ف ب) – نفّذت إسرائيل سلسلة غارات جديدة على قطاع غزة أوقعت ما لا يقل عن 34 قتيلا معظمهم نازحون سقطوا عند استهداف خيم في خان يونس، وفق الدفاع المدني.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي في الوقت الحاضر على هذه الضربات الجديدة، غير أنه كثّف غاراته الجوية ووسع عملياته البرية في قطاع غزة المحاصر والمدمر، منذ أن استأنف هجومه في 18 آذار/مارس، منهيا بذلك هدنة استمرت شهرين.
وقتل منذ ذلك الحين 1691 فلسطينيا في غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح نصف مليون من السكان بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن تشديد الضغط العسكري سيرغم حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزوا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.
وخطف خلال هجوم حماس 251 رهينة لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم توفوا قُتلوا.
وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس أن القتلى و”معظمهم من النساء والأطفال” سقطوا “في استهداف بصاروخين من الطائرات الحربية الاسرائيلية بشكل مباشر لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس” جنوب القطاع.
وأشار إلى مقتل طفل ووالده في ضربة على خيمة نازحين في منطقة أبراج طيبة قرب منطقة المواصي، ومقتل سبعة أشخاص معظمهم نساء وأطفال في ضربة على خيمة نازحين في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس خيما مشتعلة في منطقة المواصي بعد الضربات، وعناصر إطفاء يحاولون إخماد النيران.
ونقلت جثث بعدها في سيارة إسعاف فيما كان مدنيون يحاولون انتشال أشلاء في أغطية على ضوء هواتفهم النقالة.
– “انفجرت الخيم” –
قالت إسراء أبو الروس النازحة من المواصي “كنا في الخيمة، رأينا ضوءا أحمر ثم انفجرت الخيم واحترقت. خرجنا إلى البحر ورأيت الخيم تحترق الواحدة بجانب الأخرى. ماذا فعل لهم الأطفال؟ أُخرجوا أشلاء. عن أي إنسانية يتكلمون؟”.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي سيطرت على السلطة في القطاع في 2007، وهي تطالب الحركة بنزع سلاحها وخروج مقاتليها من غزة، وهو ما ترفضه حماس.
وسعيا لتضييق الخناق أكثر، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء السيطرة “على نحو 30 بالمئة من مساحة قطاع غزة كطوق أمني دفاعي متقدم”، كما أفاد أنه هاجم نحو 1200 “هدف إرهابي” جوا ونفذ أكثر من 100 عملية “تصفية مستهدفة” منذ 18 آذار/مارس.
وبعدما أعلنت إسرائيل الأربعاء عزمها على مواصلة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، اتهمت حماس في بيان الخميس الدولة العبرية بـ”استخدام التجويع كسلاح” معلنة أن هذا القرار هو “أحد أدوات الضغط … وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب”.
على صعيد آخر، أكد مصدران فلسطينيان مطلعان أحدهما من حماس لوكالة فرانس برس أن مشاورات الحركة حول المقترح الإسرائيلي لوقف طلاق النار “تقترب من الانتهاء وسيتم إرسال الرد للوسطاء فور الانتهاء”، مضيفا “ليس مستبعدا أن تنتهي اليوم”.
– مواصلة المحادثات –
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الأربعاء في بيان أن نتانياهو أعطى توجيهات لفريقه المفاوض بـ”مواصلة الخطوات” للدفع باتّجاه الإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
وأضاف البيان ان نتانياهو أجرى تقييما للقضية مع فريق التفاوض وقادة المؤسسة الأمنية.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح معظم السكان البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، وسط وضع إنساني كارثي.
وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الأربعاء بأن قطاع غزة تحول إلى “مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم” جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات.
وأتاحت الهدنة التي استمرت من 19 كانون الثاني/يناير إلى 17 آذار/مارس إعادة 33 رهينة بينهم ثماني جثث، مقابل الإفراج عن نحو 1800 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.