عيونهم مشدودة إلى ثمن البيع
والتأمر عليه والمتاجرة بارضه وشعبه ،نعم للأسف هناك من يرضون لأنفسهم بيع الضمير والشرف والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ و يتحركون بإشارتهم، وينفذون مخططاتهم الخبيثة لزعزعة الأمن، والاستقرار، وتفريق الكلمة بين أبناء الوطن الواحد، وإثارة الفوضى والقلاقل في البلاد الآمنة المطمئنة، والاعتداء على الأرواح، والأموال، والأعراض .. الوطنية الحقيقية ليست في الخطب الرنانة، والادعاءات الفارغة، ولكنها في تلك الممارسات الصغيرة التي تعترضنا كل يوم وتضع حبنا للوطن على المحك! الأوساخ التي نلقيها على الأرض طعنة في خاصرة الوطن المعاملات المكوّمة على مكتبك بانتظار توقيع لا يأخذ منك ثانيتين طعنة في خاصرة الوطن لا تتحدث عن الوطنية وأنت تحضر إلى عملك متأخرًا وتنصرف باكرًا الدفاع عن الوطن ليس مهمة الجنود فقط، كل واحد منا جندي في مجاله ليس. عدوتنا هي التي تخرب المقاعد في الحدائق العامة، ولا هي التي تتلف الطاولات في المدارس والجامعات، ولا هي التي تأخذ كيس القمامة من المطبخ فتلقيه عن الشرفة إلى وسط الشارع، نحن من نفعل هذا، ونحن لو تعلم في كثير من تصرفاتنا أشرس على أوطاننا من كل أعدائنا. خيانة الوطن جريمة لا تغتفر وسرقة المال العام عقوبة لا مغفرة بها ألا ترضية المسروق في كل زمان ومكان من يرتضون لأنفسهم الإقدام على خيانة وطنهم وأمتهم وشعبهم وبيع ضمائرهم وتاريخهم الشخصي إن كان لهم تاريخ وشخصية، والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة، لينالوا الخسران والعار والخجل في الحياة والآخرة.. ويبقوا منكسي الرؤوس في أماكن مظلمة مذعورين لا يخرجون من جحرهم في النهار وإذا ظهروا ليلاً فإن الذعر والخوف من انتقام الوطن يراودهم وهم لا يعرفون كيف يمضون العيش في ظل ذلك العار الذي يلاحقهم حتى وهم في أوكارهم الرواتب الفاحشة والامتيازات الخاصة خيانة للوطن ولابناء الوطن
أحمد عباس الذهبي