عيد العمال العالمي
تظاهرة عام 1948
ايار اعتراف عالمي بحقوق العمال وعيدهم ومكانتهم وعيد العمال العالمي اصبح احتفالا عالميا ومن الاعياد العالمية الرسمية والايام الوطنية للامم والشعوب.. وهذه المناسبة في العالم صنعتها ارادات العمال وافراد الطبقات الفقيرة التي كانت تعاني وطأة الانظمة الراسمالية فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي وطول ساعات العمل وقلة الاجور.
ومنذ نجاح اول تنظيم نقابي سنة 1869 بالتكاتف مع الحركات العمالية النقابية في الولايات المتحدة الامريكية في انتزاع الاعتراف باعتبار اليوم الاول من ايار 1886 يوما للاضراب العام بغية تحديد يوم العمل بثماني ساعات في جميع الصناعات.. وتحسين الاجور.. وتخفيض ساعات العمل.. تدفق بعد ذلك تيار الاضرابات المطالبة بالحقوق حتى وصل عددها خمسة الاف اضراب في ذلك اليوم واشترك فيها (340) الف عامل وكان الشعار المشترك للكادحين. ساعات العمل لا تزيد عن 8 ساعات يوميا.. وعلى مر السنين وفي مختلف الدول برز قادة عماليون نجحوا في تبوء قيادات تنظيم العمال في العالم مثلما برز كادحون صاروا زعماء قيادات العمال يقودون دولا وشعوباً حتى في الانظمة الراسمالية نفسها.
وكان ابرز زعماء العمال في العالم الذي كان له الفضل في التمهيد لعيد العمال العالمي.. (اوجست سبانيزصاحب الخطاب بين عمال معامل (ماكورمسيك) الزراعية حيث دعاهم الى الاستمرار في اضرابهم بسبب تدني الاجور وكانت نتيجة قيادته للاضراب العظيم على المطالب الامر الذي احدث اشتباكات بين الشرطة والمضربين من العمال.
لكن تكتيك سبانير في التحشيد واستنهاض الهمم اتاح للتظاهرات ان تنتشر في كل مكان حتى تعرض عمال شيكاغوا لحملة مسلحة غير مسبوقة وحملات اعتقال واسعة النطاق واسفرت الحملة عن القاء القبض على ثمانية من القادة العماليين وجرت محاكمتهم بصورة سريعة لينالوا حكما بالاعدام في تشرين الثاني من سنة 1887 حيث نفذ حكم الاعدام باربعة منهم وهم:
1. اوجست سبينز.
2. ادولف فيشر.
3. البرت بارسونز.
4. جورج انجيل
واشعل اعدام القادة العمالين ساعة الصفر للتظاهرات في المدن الاوربية يوم الاول من ايار عام 1890 من اجل المطالبة بقانون يحدد ساعات العمل بـ(8) ساعات يوميا ليتمخض عن ذلك انتصارات مهمة للحركة العمالية (البروسين ريكر) في العالم.. وتقدم كبير في نيل حقوق الطبقات العاملة الاوربية.. فمن بريطانيا تجمع اكثر من (300) الف عامل في حديقة هايد بارك يشكلوا اكبر تظاهرة عمالية شهدتها البلاد في ذلك الوقت وفي النمسا (فيينا) شارك مئات الالاف في التظاهرات وفي جميع مدن اوربا الكبرى.. صار عيد العمال العالمي منذ ذلك التاريخ تقليدا سنويا للحركة العمالية الكادحة في العالم واصبح عرسا كرنفاليا لدى شعوب الارض جمعاء وكان ابرز زعماء العماليين في العالم لينين (1870-1923) الثوري الروسي الماركسي واعتبر الشغيلة مادة الثورة وهو يعلن ثورته البلشفية سنة 1971 وكذلك ماوتسي تونغ (1893-1976) الذي اعتبر العمال جهور الثورة وتوج ذلك زعماء البروستيارية الكادحة ماركس وانجلس في بيانهم قبل 160 سنة.
وكانت ثورة فرنسي العمالية (كوميونه باريس) والذي اندلعت ثورة عمالية سنة 1871 شكلت خلالها حكومة اشتراكية عملية التي قادتها الفئات الكادحة المظلومة في فرنسا.
وكذلك ابدى الزعيم السياسي الهندي المهاتما غاندي (1869-1948) السياسي البارز والزعيم الروحي في الهند اهتماما في الدفاع عن حقوق عمال الزراعة الهنود والعاملين في مزارع قصب السكر بجنوب افريقيا وكان يحث العمال مثلما الفلاحين على المشاركة في التظاهرات الشعبية الذي يدعو لها ؟؟ جشع الرأسمالية التي انتجب الاستعمار الذي احتل بلاده.
وكان ابرز الملاكات السوفيتية الذي اعتبر لعيد العمال العالمي اهمية خاصة واعتبر ذلك اليوم رمزا مميزا للاشتراكية العمالية (للعمال والفلاحين) لانه كان في شبابه فقيرا كبيرا حيث ظل عاطلا عن العمل لبعض الوقت ومن ثم عمل في مجال البناء ووالدته عملت عاملة خياطة.
وفي العراق ومنذ الثلاثينيات من القرن الماضي مارست الطبقة العاملة العراقية نضالاتها كطبقة اجتماعية واجبرت السلطات في سنة 1944 على ترخيص اجازة عمل النقابات العمالية حيث شهد العراق اضرابا عماليا عاما بعد ايقاف ترخيص النقابات في السنوات 1946 ،1948ولتاريخ الطبقة العاملة في العراق تاريخ العمل النقابي في قطاع النفط الى سنة 1920 وتشكلت اول مجاميع نقابية عمالية في كركوك والبصرة وبغداد.
ونشأت قيادات قادة العمال النقابي من اجل الدفاع عن حقوقه المشروعة فكان الاحزاب الكبير الذي قام به عمال النفط في كركوك في تموز سنة 1946 وقد جوبه هذا الاضراب بالرصاص من القوات الامنية الملكية. وفي عام 1951 اسس مكتب النقابات الدائم من دون اخذ موافقة من السلطات الحكومية كما شهدت مدة الخمسينيات اضرابات عمالية في البصرة وبغداد وشهد العراق عام 1958,1957 العديد من الاضرابات العمالية في قطاعات مختلفة حيث حضر ممثلوا الحركة العمالية في العراق لاول مرة المؤتمر العمالي العالمي في سنة 1957 وفي سنة 1959 عقد المؤتمر التاسيسي العلني للحركة النقابية العراقية نحو (250) الف عامل وعقد المؤتمر الاول في نفس السنة بحضور (350) مندوبا يمثلون اكثر من (150) الف عامل عراقي وشهد عيد العمال في هذا العام تظاهرات مليونية بالمناسبة والان يطالب عمال العراق في الغاء القانون رقم (150) لعام 1987 الذي ساوى العامل بالموظف والغى جميع الحقوق العمالية بهذا القرار. وكان نضال الطبقة العاملة العراقية في اتخاذ ابعاد وافاق وطنية منذ البدايات الاولى لنشوء التنظيم النقابي للحركة العمالية العراقية حيث واجهت الطبقة العاملة والشغيلة العراقية حالات المنع والتجريم والملاحظات في العهد الملكي وكانت تجسد الصلابة الطبقية للعمال وارادتها الثورية وتقديم التضحيات من العمال الابطال عبر مسيرتهم الطويلة الصعبة وكان ابرزها اضراب عمال السكك في معامل الشالجية سنة 1927 واضراب (كادر بانحي في كركوك) واخره في البصرة في الموانئ حيث اعلن عمال الموانئ العراقية اضرابهم سنة 1946 وشمل سفن الجبلية والفاو والبواخر التابعة لها حيث كان اوسع اضراب حقق العمال فيه مطالبهم لانشاء نقابة لهم وكان قد عقد المؤتمر الاول واروع ما حققه العمال والقوى الوطنية اضراب عمال السيكاير في نفس العام بقيادة صالح بحر العلوم واضرابات في اغلب المؤسسات الحكومية فيها شركة نفط الجنوب في البصرة وعمال نفط كركوك وعمال السكك عام 1938.
وشهد العراق اضرابا شمل جميع المحافظات العراقية حيث اكتسب الشعب العراقي المعنويات العالية وكان اروع مظاهرة في كانون عام 1948 حيث شاركت جميع فئات الشعب العراقي عمالا وفلاحين وطلبة ومثقفين وقامت السلطة الوحشية الملكية بالتصدي للمتظاهرين وقتل وجرح واعتقال الكثير منهم حيث قامت السلطات الحكومية في اصدار الاحكام العرفية الجائرة واغلقت جميع النقابات المهنية والعمالية بعد ذلك انتكاس الحركة العمالية الثورية باعدام قادتها الابطال (فهد) يوسف سلمان يوسف زعيم الحزب الشيوعي العراقي عام 1949 وحازم وصارم قادة الحركة العمالية النقابية في 14/2/1949 الا ان الحركة العمالية النقابية والوطنية ازدادت عزما واصرارا على المضي من اجل تحقيق اهدافها حيث اخذ العمال يطالبون باسقاط الحكومة من اجل تحقيق المواجهة والتحديات الاستعمارية البريطانية والامبريالية العالمية التي كانت متمثلة بالشركات الاحتكارية الاجنبية والمجد والخلود لشهداء الحركة النقابية العمالية في العراق والى الامام.
صائب عكوبي بشي – بغداد