عيد الشجرة مأتم العبّارة
مازال المشهد حاضر في ذاكرتنا وفي كل عام بدل الاحتفال بعياد نوروز وبعيد الشجرة التي ستزين وتخلع ثياب متهالكة وتلبس الاخضر تعلن اذهاننا الحداد بعد مرور سنوات على حادثة العبارة ذهب ضحيتها اكثر من حوالي 50 راكبا، ولكن عدد الذين ركبوا فيها كانوا 287 شخصا، وهو الذي أدى بالتالي إلى غرقها. وكانت دائرة الموارد المائية في الموصل قد أطلقت تحذيرات في اليوم السابق للحادثة، دعت فيها القاطنين بالقرب من النهر إلى توخي الحذر من ارتفاع منسوب نهر دجلة بسبب فتح بوابات سد الموصل ..أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ..بفتح تحقيق فوري بحادث غرق العبارة في الموصل، ورفع تقرير لهُ خلال أربع وعشرين ساعة لإظهار الحقيقة وكشف المسبِّبين.
أكدت هيئة السياحة أن الجزيرة السياحية في غابات الموصل والتي وقعت فيها حادثة العبارة ليست ضمن أملاكها، ولم يتم منح أي أجازة لمزاولة العمل السياحي من قبل هيئة السياحة للمرفق بشكل عام أو للعبارة بشكل خاص، وأن الجزيرة ليست من أملاك هيئة السياحة بل هي تابعة لدائرة عقارات الدولة وقد أعطيت استثمار عن طريق هيئة استثمار نينوى ولم يتم منح أي أجازة لمزاولة العمل السياحي من قبل هيئة السياحة للمرفق بشكل عام أو للعبارة بشكل خاص.
نشرت مصادر، وثيقة صادرة من محكمة استئناف نينوى الاتحادية المرقمة بالعدد 1123 بتاريخ 24 مارس/أبريل 2017? توجه مذكرة قبض وتحرِ بحق صاحب العبارة عبيد إبراهيم علي الديدي بجريمه الإرهاب، وفقاً للمادة الرابعة من الفقرة الأولى من قانون مكافحة الإرهاب في العراق، وتوجه أفراد الأمن والضبط القضائي باعتقاله.
نشرت صحيفة العربي الجديد تفاصيل عن التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان العراقي للكشف عن حقيقة الأوضاع في نينوى وتحديداً في عاصمتها الموصل،انتشلت فرق الإنقاذ حوالي 55 شخصاً من النهر وهم ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم 19 طفلا. ولقد أعلن مدير عام الدفاع المدني عن إنقاذ 61 شخصاً بحادث العبارة في الموصل، أغلبهم من النساء والأطفال، وأن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة…الطفل خالد عبد الرزاق ذو 15 عاما وهو أحد الناجين من هذه الحادثة لوكالة شفق نيوز، إن “القائمين على العبارة كانوا يزيدون أعداد كبيرة على العبارة وبعض الناس قالوا لهم بأن العبارة قد امتلأت لكن القائمين عليها لم يقدروا خطورة الموقف”.
ويضيف ، أن “الناس شعروا بميلان العبارة وبدأت تميل بهم وسط النهر وتغرف المياه وحتى انقلبت وتحولت الى قفص”.
ويتابع الطفل البالغ اربعة عشر سنة خالد، “لا اعلم ما الذي حدث وبقيت احاول الخروج حتى اصيبت قدمي بجرح بليغ ولكن نجحت في الوصول الى سطح المياه وسط عشرات الناس كنت اتشبث بأي شيء لا استطيع الرؤية لأن المياه كانت غير صافية وبعد أن طفوت على سطح المياه بدأت بالسباحة رغم أن قدمي مصابة ونجحت في الوصول الى حافة النهر ولكن لازلت حتى اليوم غير مصدق لما حدث وأنا نجوت بأعجوبة”.
حقوق ضائعة
لم تنصف الحكومة العراقية عوائل الضحايا رغم الوعود بشمولهم ضمن قانون الشهداء وحتى اليوم لم يتم التصويت عليهم بقانون وهنالك مساعي لذلك قبيل التصويت على الموازنة.
ويقول محافظ نينوى نجم الجبوري إن “المحافظة حصلت على قرار من رئيس الوزراء باعتبار الضحايا شهداء وحصلوا على قرار بأنهم شهداء لكن لا اعلم اذا تم تفعيل القانون أم لا”.
مراضاة عشائرية وكشف عن أسماء مسؤولين وضباط وأشخاص وجهات مختلفة متورطين بفرض سيطرتهم بالقوة على المحافظة، وبتنفيذ عمليات تهريب وفساد وابتزاز وتهديد للمواطنين، واستضافت اللجنة العديد من القادة الأمنيين والمسؤولين المحليين، أبرزهم المحافظ السابق نوفل العاكوب وقائد عمليات المحافظة اللواء نجم الجبوري، وقائد الشرطة اللواء حمد نامس، وقائد الأمن الوطني هشام محمد، وقائممقام الموصل زهير الأعرجي، وعبد الخالق الخيكاني آمر وحدة التنسيق المشترك بين القوات الأمنية في الموصل، وقد بلغ عددهم 27 مسؤولاً حكومياً وأمنياً. وخلص التقرير إلى عدة حقائق، منها المكتائب الاقتصادية التابعة لفصائل مسلحة وممارستها عمليات ابتزاز وبيع أراضي الدولة وسرقة النفط، وعمليات تهريب الأغنام، والسجائر، وسرقة أنقاض المباني المدمرة وبيعها خارج الموصل، وتفشي الرشاوي والإتاوات في المدينة من عدة فصائل، وتزايد عدد الفصائل والجماعات المسلحة التي تدعي عملها مع الحشد الشعبي، ورفض عودة النازحين في قرى وبلدات عدة في المحافظة، كلهم من العَرب السُنة، من قبل البِشمركة وأطراف أخرى، ورصد كذلك عمليات تسلل إرهابية من سورية إلى العراق، وأنفاق ومخابئ سلاح لم يتم اكتشافها، وأوصى بتعزيز القدرات العسكرية العراقية، وكشف أيضاً عن أن مساحة 1000 كيلو متر بالساحل الأيمن غير ممسوكة من أي جهة أمنية، وهناك وجود لعناصر داعش في مخيم الجدعةببلدة القيارة ومخيم حمام العليل وركز التقرير يستذكر أهالي الموصل خاصة والعراقيون عامة، اليوم الأحد، المصادف 21 آذار الذكرى السنوية الثانية لحادثة غرق عبارة الموصل والتي راح ضحيتها المئات بينهم عشرات المفقودين إلى هذا الوقت.
في الحادي والعشرين من آذار عام تسعة عشر تحولت اعياد نوروز في الموصل الى مأتم بعد انقلاب عبارة الجزيرة السياحية وتحولها إلى قفص اعدام حبس المئات تحت الماء وأصبحت أيام الربيع على الموصليين خريف.
وبلغت حصيلة الجثث التي تم انتشالها حتى يومنا هذا 142 جثة من بينها 11 جثة مجهولة الهوية لم يستطع ذويها التعرف عليها لأنها قد تفسخت تماماً ورغم مرور عامين على الحادثة إلا أن الجثث لاتزال تظهر حتى يومنا هذا وبين الحين والاخر تعثر الشرطة النهرية على الجثث في قعر النهر.
وعن عدد المفقودين قال مدير الطب العدلي في الموصل، حسن واثق لوكالة شفق نيوز، إن “عددهم بالعشرات ولا يوجد رقم دقيق لهم لأن هنالك بعض ضعاف النفوس سجلوا مفقودين لديهم على انهم قد غرقوا في هذه الحادثة”.
وأضاف “هنالك لجنة تتابع هذا الملف بدقة وهذه الارقام المذكورة في مسجلة رسميا في دائرة الطب العدلي”.
ما الذي حصل ؟
….كل الاجراءات التي اتخذت في ذلك الوقت لم تكن سوى تخبط ومن نجى عاش ومن غرق ذهب الى ربه وانتهى الموضوع سياسيا وقانونيا ومازال حاضر في ارواحنا ..الرحمه لقلوبنا التي تتعايش مع هذا الواقع المؤلم في كل يوم لدينا فاجعة وحسرة ولوعه على اجيال لم يكون سوى ضحية لحروب وفساد وطمع بسلطة وهو يبحث على قوت يومه ..وانا لله وإنا اليه راجعون .
عبير حامد صليبي – بابل