عيد أبطال الجو – لؤي الشقاقي

عيد أبطال الجو – لؤي الشقاقي

في نيسان من هذا العام مرت الذكرى 92 على تأسيس القوة الجوية العراقية “مرت هذه الذكرى دون اي نشاط اواحتفاء او احتفال”، حيث شهدَ العراق في 22 نيسان 1931 وصول اول 5 طائرات يقودها طيارون عراقيون الى ارض مطار الوشاش “المثنى حالياً” قادمين من المملكة المتحدة البريطانية، وهم كلاً من (محمد علي جواد ، ناطق الطائي ، موسى علي ، أكرم مشتاق وحفظي عزيز)، وحضر لاستقبالهم الملك فيصل الاول وحشدٌ غفير من المسؤولين والمواطنين، جاءوا لمشاهدة اول سرب عراقي محلقاً في سماء الوطن، وأنشئ أول رف عراقي، واعتُبرَ هذا التاريخ هو التأسيس الفعلي للقوة الجوية العراقية وصار عيداً لهم يُحتفى بهِ كل عام.

وخلال فترة الخمسينيات والستينيات ازداد الاهتمام بالقوة الجوية واستُقدمت الطائرات السوفيتية، وفي مطلع السبعينات نمى هذا السلاح بسرعة حيث اشترى العراق عدداً من الطائرات الفرنسية.

وبلغت القوة الجوية العراقية أوج ذروتها وقوتها خلال الحرب العراقية الإيرانية، ووصلت العمليات الجوية داخل العمق الايراني مسجلة لاول مرة قوة جوية عربية تستخدم الارضاع الجوي اثناء العمليات، ولا ننسى دورها المتميز في الحروب القومية وقضايا الامة العربية مثل حرب  1967 و 1973.انهارت القوة الجوية عام  1991بعد ان دخل الجيش بمعركة غير متكافئة وقُصفت الطائرات وهي جاثية بدون مشاركة في القتال.بعد حرب   2003مرت القوة الجوية بمراحل بناء عديدة بمساعدة الولايات المتحدة حيث جهز العراق بعدد من الطائرات وبأنواع مُختلفة، وكان له دور مميز في محاربة عصابات القاعدة وداعش والتنظيمات الاجرامية المختلفة.بطولات صقور الجو كثيرة ولا تحصى، ولكني اقتبس شيء من مقالة الأستاذ خالد الحسن عن بطولات لسلاح الجو قد لاتكون معروفة:الحالة الاولى كانت لطيار سقطت طائرته في اول ايام الرد على العدوان الايراني وهو يقصف اهداف في العمق الايراني.

اذاع الاحواز

كان هنالك شخص اسمه (ابو علي) يقدم برنامج بالعربية في اذاعة الاحواز يحاول من خلاله أن يضعف عزيمة المقاتلين وشعب العراق ويُخَذلهم، ويذيع بعض اللقاءات مع اسرى عراقيين مفترضين وكانت اسئلته تنصب على سبب اشتراكهم في الحرب ضد ايران، وفي احد الايام خرج ليعلن بأن طياراً عراقياً قد وقع بالاسر بعد سقوط طائرته ووصفه بالصيد الثمين وكان سؤاله الاول المعتاد هو لماذا تقاتل جيش الثورة الاسلامية؟ ودون اي تردد اجابه الطيار العراقي الشهم: إني انفذ الواجب العسكري المنوط بي وادافع عو شرف وكرامة الوطن .

وإن عدت للعراق سأفعل ذلك ثانية واعود اليكم فأنتم اعداء الوطن،

مما جعل (ابو علي) يوقف البث الاذاعي المباشر.

الثانية يحكيها طيار عربي: في احد الايام اعلنت حالة الانذار في قاعدة في دولة الأمارات وحينما استفسرنا عن سبب الانذار قيل لنا ان هناك طائرة حربية تتجه للقاعدة وقائدها يطلب الهبوط فيها ولسنا متأكدين هل هي عراقية ام انها ايرانية وخلال دقائق معدودة وضعوا سيارات الاطفاء والاسعاف على مدرج الهبوط في القاعدة ليمنعوا الطيار من الهبوط فيها وهرعنا جميعا لنرى ما سيحدث وما هي الا دقائق قليلة حتى اصبحت الطائرة تحوم على القاعدة وهي ميراج حديثة يعلوها علم العراق ولم يتوانى الطيار حتى هبط بطائرته على المدرج الموازي للمدرج الرئيسي بطريقة غاية في الحرفية برغم التعقيدات لان المدرج لم يكن معبد بعد ان رأى المدرج الرئيس مغلق، توجهنا جميعا ومعنا امر القاعدة الى الطائرة ووقفنا على مقربة منها حيث نزل منها الطيار وهو برتبة نقيب واستعد لامر القاعدة وادى له التحية وكانه ضابط قوات خاصة وقدم نفسه له وكان يحمل مسدساً، واصطحبناه الى بهو القاعدة، وبعد حديث قصير علمنا ان سبب هبوطه في القاعدة الاماراتية كان نفاذ الوقود بطائرته، وقال: جهزوا الطائرة بالعتاد والوقود كي اعود ثانية للاغارة على الاهداف البحرية الايرانية بعد ان احصل على اذن قيادتي.

المُلفت انه وعلى غير العادة لم يتم تجريده من سلاحه الشخصي، وحينما سالنا الامر عن السبب قال بالحرف الواحد: هل تريدوننا نتورط مع العراقيين؟

ولم يكمل امر القاعدة استفساراته حتى وقفت ثلاث سيارات مرسيدس سوداء نزل منها مجموعة شباب اصطحبوا الطيار الى السفارة العراقية لان السيارات تعود لها ولم نعرف عنه شيئا، وفي اليوم التالي حطت طائرة نقل عسكرية وفيها طيار وفنيون من القوة الجوية العراقية جهزوا طائرة الميراج بالوقود وفحصوها وغادرت القاعدة مع طائرة النقل.

مشاركة