بيروت- الزمان
اعلن الرئيس ميشال عون الأحد أن وقت التغيير حان داعيا الى إعلان لبنان «دولة مدنية» عشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يدعو الى إصلاح النظام السياسي. وهو تطور فكري في مؤسسات القيادة اللينانية الثلاث ، حيث يعيش البلد في ظل حكم الطوائف بعيدا عن مفهوم الدولة المدنية الواحدة منذ اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية.
وقال عون في كلمة الى اللبنانيين «لأنني مؤمن أن الدولة المدنية وحدها قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو الى إعلان لبنان دولة مدنية، وأتعهد بالدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلاً الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة».
فيما أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد أن الحزب منفتح على مناقشة الاقتراح الفرنسي بشأن التوصل إلى «عقد سياسي جديد» في لبنان شرط أن أن يكون «بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية».
وقال نصرالله في خطاب «سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان إلى عقد سياسي جديد».
وجاءت تصريحاته قبل يوم واحد من وصول الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى بيروت، في ثاني زيارة له خلال أقل من شهر، وذلك للضغط من أجل الإصلاح السياسي وإعادة الأعمار، بالتزامن مع بدء المشاورات السياسية لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية.
وفي زيارته الأولى بعد يومين من الانفجار المروع في مرفأ بيروت والذي خلف 180 قتيلا على الاقل وآلاف الجرحى، طالب ماكرون المسؤولين اللبنانيّين المتّهمين بالفساد والعجز، بـ»تغيير عميق» عبر «تحمّل مسؤوليّاتهم» و»إعادة تأسيس ميثاق جديد» مع الشعب لاستعادة ثقته.
ودفع الانفجار داخل العنبر الرقم 12 حيث كان يُخزن 2750 طناً من نيترات الأمونيوم منذ أكثر من ست سنوات، بالحكومة إلى تقديم استقالتها في العاشر من آب/أغسطس.
وأضاف نصر الله في كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء «نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال (…) لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية».
وتأتي كلمة نصر الله قبل ساعات من كلمة يُتوقع أن يُلقيها الرئيس اللبناني ميشال عون، بمناسبة الذكرى المئوية لإعلان «دولة لبنان الكبير».
ولم يحدّد نصرالله ماهية التغييرات التي ينوي الحزب أخذها بالاعتبار. لكنه اضاف «سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان» الذي «لم يعد قادراً على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته».
وهناك 18 طائفة في لبنان وتتوزع مقاعد البرلمان مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في عرف فريد من نوعه في الدول العربية.
بقية الخبر على موقع (الزمان)
ورغم ذلك، فشلت الحكومات المتتالية التي شُكلت في ظل النظام القائم في تلبية المطالب الشعبية لجهة تحسين الظروف المعيشية.
وماكرون هو أول رئيس دولة أجنبية زار بيروت عقب الانفجار الهائل في مرفأ العاصمة اللبنانية، ويصل الاثنين إلى لبنان لمواصلة ضغطه من أجل إجراء إصلاحات وإعادة الإعمار.
وقال ماكرون الجمعة إن «القيود التي يفرضها النظام الطائفي» في لبنان، أدت «إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد (سياسي) وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات».
وأكد نصرالله أن حزبه سيكون «متعاوناً» في تشكيل حكومة «هدفها الإصلاح وإعادة الإعمار» في وقت تعوق الخلافات السياسية حتى الآن الاتفاق على رئيس جديد للحكومة.