
عودة – هدى جاسم
قدم اليها اعتذارا عبر كل وسائل التواصل علها تحيد عن فكرتها بفك الارتباط الذي كلفها امراضا مزمنة ووجعا من صمت غير مبرر لانتهاكاته لحقوقها كأمراة لا تطلب شيئا غير الامان والاستقرار وكتف تتكأ عليه في ازماتها واحزانها .
توسل اليها طويلا وهي رغم اصرارها على الهروب من هذا الواقع لتعيش ايامها وما تبقى من حياتها بعيدا عنه ، الا ان قلبها مازال ضعيفا امام توسلاته التي اعتادت عليها في سنواتها الخمس والعشرين التي قضتها معه ، قال لها انه قد تغير بعد ان تركت بيته ولاذت باهلها دون ان تخبرهم مافعلت سنواتها التي قضتها معه من افعال ، وجع وصمت وعدم شعور بالمسؤولية وانانية لاحدود لها ،هكذا رسم حياته معها بلا مبرر واضح سوى انها صامتة امام اختراقاته الكثيرة لانوثتها التي فقدتها معه ،وصارت عصاها التي تخيلت انها ستتكئ عليها يوما عصا مكسورة بلا هدف .
يؤلمها دائما بكلماته الموجعة ويطالبها بان تقف الى جانبه في كل انكساراته التي صنعها بنفسه ، محاولا ان يستعطفها لتعود اليه كما كانت ( عطاء بلا مطالب )، حاولت هذه المرة ان تقول كلمتها له، ان تقول انها فقدت الاستقرار وكانت على الدوام تخاف من المجهول وان امراضها قد ازدادت واصبحت مزمنة لانها لا تجيد فن « التنفيس» عن ماتشعر به ، بل تستمع اليه فقط وعليها ان تفرش السجاد الاحمر تحت قدميه ليمر عليه نجما تلتقط عدسات المصورين حركاته دون ان يعتبر انها كانت وراء كل ذلك .
مرت بكل انواع الحزن وكانت تبتسم امامه ليجدها اقوى على تحمل وجعا اخر ومن نوع اخر غير الذي مرت به ، كان يطالبها بالوقوف وهي منكسرة ، يطالبها بالعطاء وهي خالية الوفاض ، يطالبها بتسديد فاتورة الحب وكانه يحملها وزر ارتباطه بها وعليها ان تكون ممتنة لهذا الارتباط .
ذاقت معه وبسببه كل انواع الظلم وتشبثت بالحياة وهي موجوعة وكان عليها ان تبتعد عله يمنحها فرصة لتعود بكامل عافيتها وقوتها التي كانت وضاعت معه ، صمت اذانها عن توسلاته ومطالبته بالعودة وكانت تدرك انه يريد ان يبقي على حبها وعطائها له مدى الحياة لانها الوحيدة التي تستطيع مقاومة افعاله بدون ان تصرخ امامها .
بعد شد وجذب فرضـــــــــت شروطها للعــــودة لانها ايضا ادركت انه سيفتعل المشاكل بابتعادها عنه وقــــــــــررت ان تقسم ايامها معه بعضها له وبعضها لها لتعيد توازن نفسها وتخيط ثوبا كاد ان يتمزق من الغضب ، هو وافق على كل شروطها ، وما ان عادت الى بيته حتى بدأت الرحلة من جديد كامرأة تصمت امام الوجع وتخيط ثياب مزقتها السنوات وتضع كل ادوية الامراض المزمنة قربها لاي وجع قد ينهض ويذكرها بانها مازالت تخطئ الطرريق وتمنح الاخرين قياسا غير قياسهم الحقيقي فقد من اجل ان يمنحها هؤلاء الاخرين فسحة من الهدوء والطمأنينة وبعض الاستقرار في بيت تهاوى سقفه وبات معرضا للانهيار .



















