عودة نقدية الى قصص خمار دزدمونة
الاشتغال على منظومة ذاكرة القسوة 8
عزيز الساعدي
أصدر القاص فاروق السامر مجموعته القصصية تحت عنوان خمار دزدمونة ويربط قصص هذه المجموعة خيط مشترك ذو مسارين أحدهما سبب والآخر نتيجة
المسار الأول خارجي يتمثل في وقع سلطة الخارج وذاكرة القسوة على الشخصيات والأحداث والمكان والزمان.
المسار الثاني داخلي يجسده الإحباط النفسي والعاطفي لوجود عطب في الشخصية والمكان وتوحدها وعزلتها.
المسار الأول والثاني متجسداً بوضوح قصة خمار دزدمونة 1
المسار الثاني يتجسد في قصة الرسم على ظهور النساء 2 بوضوح أدق.
في قصص هذه المجموعة يشكل المكان فيها شخصية متفردة الجانب أو بموازاة شخصيات هذه القصص وذلك للعناية الفائقة التي منحها السرد للمشهد البانورامي لمسرح الأحداث.
في هذه المجموعة كما سنرى ظل القاص وفياً لمنهج الواقعية ذات المضامين الاجتماعية وابتعاده عن التجريبية التي تعتني وتؤثث لبعد جمالي على حساب المضمون والواقع واللون المحلي.
يلحظ على السرد في هذه القصص السيل المكثف لتأثيث المكان والشخوص والأجواء والطبيعة والأشياء المتعانقة مع تخمة الأجواء والشخصيات.
هذا.. المنثال كالشلال يبدو زاحفاً بقوة خارقة جارفاً كل عوائق الرتابة والبطء في الإيقاع فكأنه يرسم مكان الأحداث بفراغها الموحش وامتلائها المكتظ بالأشياء والشخوص. في قصة الطيور السجناء لا يغادر القاص موضوعته الأثيرة عن قسوة الخارج المتجسد بالسلطة الشمولية العاتية وتدميرها المادي والروحي للناس والطبيعة، حتى الطيور البريئة لا تسلم من نيرانها المتأججة. إنسان قصة الطيور فرض عليه النزوح جبراً من مدينته إذ أصبحت الهجرة أمراً محتماً، وفد مع كثرة الوافدين إلى مدينة من مدن العراق المنكوبة، مدينته يفرّ منها، لكنه رغم هذا التورط غير المدروس، ورغم طعنات الزمن الغادر التي تلقتها خاصرته ببرود غريب وأثار السياط اللاذعة التي حفرت أوشامها العميقة فوق ظهره فقد ارتدى على مرّ الوقت ثوب المدينة المهلهل البائس وعرف من خوائها وكآبتها ص100 .هذا الانتقال القسري من مدينته إلى مدينة أخرى لم يشكل لديه فارقاً محسوساً بل العكس هو الصحيح، كانت المدينة الأخرى تشبه مدينته في ارتدائها الثوب، المهلهل البائس وخوائها وكآبتها بمدن العراق، في زمن الطاغية صدام حسين وحزب البعث الفاشي توسمها شراكة وتشابه ومساواة وعدالة واحدة في توزيع القمع والبؤس والمقابر الجماعية.
دلالة العنوان
الطيور السجينة تحيلنا إلى المعادل الموضوعي بين سجن الإنسان داخل جمهورية الرعب وسجن الطيور، رمز الجمال، والمحبة. إن بيع الطيور مهنة فيها ذوق وإحساس مرهف يكشف الخلفية الثقافية للبائع المهاجر وكفاحه من أجل محاربة العدم، لأن التخوف من العدم سببه أننا لا نعلم عنه شيئاً، وعلى الرغم من أنه غامض لكنه حاضر في حياتنا فنحن نخاف بشكل دائم من العبث، ويتعين علينا خوض تجربة الانفعال والخيال والاختيار والمسؤولية وكما يقول هايدجر من العدم يتفجر كل شيء موجود وهكذا يحقق رجل الطيور الذي فرضته عليه الهجرة من الخارج السلطة وجوده ، لأن وجود الإنسان هو الشكل الوحيد للوجود وهو الوحيد الحقيقي بين الكائنات لأنه يعي وجوده بخلافها كلها هايدجر لكن هل استطاع هذا الاختبار لمهنة بيع الطيور البعيدة عن الرصد والشبهات من قبل السلطة أن يحقق وجوده وينقذ نفسه من شباك السلطة الشمولية؟ وتبعاً لمنطق الأشياء فإن هذه السلطة الشمولية تراقب كل صغيرة وكبيرة حتى النفس محسوب عليك.. وهذا الذي حدث عند حضور مختار القرية إليه لاستجوابه عن داره التي يسكن فيها، ومكان نزوحه السابق وعن بعض الخصوصيات وعلاقته بالقرويات اللواتي يشتري منهن الطيور. لقد وقع في الشباك الآن والأخطار حاصرته
وكان صباح البلابل وعدم رضاها عن هذا الزائر الكريه هو الرد الوحيد الذي بحوزته ص106 .
ويأتي جواب هذه الزيارة الأمنية عاجلاً سريعاً فيحترق الدكان وتتفحم الطيور، فلا يبقى أمام المهاجر إلا سبيل واحد، وبلمحة خارقة فكر بأن حريته لا تتحقق رغم حزنه العميق الذي كان يعتصره بشدة إلا إذا حرّر طيوره خارج أقفاصها صاعدة نحو الأعالي كغيمة من غيوم الخريف الداكنة لتركض فوق حدبات السماء المكفهرة متجهة نحو غبار الجنوب ص113 .
فامتلأ حبوراً وسعادة، إذ أدرك في قراراته بأن موسم الأمطار سوف يدق الأبواب بعد فترة وجيزة ويطرد وحشة روحه وخوائها العظيمين.
في قصص الوهم و الغناء في الهواء الطلق و غضب النارنج تبدو لنا الشخصيات أسيرة لسلطة الداخل والخارج في عزلتها وتوحدها الموحش القلق والمتوجس من الرعب الساكن والمحيط فبطل قصة الوهم يعاني من قسوة واضطهاد السلطات الأمنية التي خطفت زوجته الأولى بشكل غامض واختفائها، مما أدى إلى فقدانه لصوابه وإصابته بعطب نفسي فأخذ يشك بالجميع متصوراً نظرات رجل» الدراجة» تطارده وتراقبه لاعتقاده بأنه أحد رجال السلطة التي خطفت زوجته الأولى ويتمثل العطب النفسي في الهستيريا التي أصابته عند وصوله إلى داره، فتوهم بأن رجل الدراجة ظهر أمامه بأنه رجل السلطة الذي يراقبه ويطارده، فاندفع إلى الداخل كالإعصار مضطرب الأعصاب منفوش الشعر مبهور الأنفاس، وهو يقبض بباطن كفه السمينة صغيراً راح يلوح به إلى الأعلى تتبعه زوجته الثانية وبناته هائجات صارخات مذعورات.ص76 وفي قصة غضب النارنج المرمزة يسرد لنا القاص اعتزال بطلها الناس وسكناه لبيت قصي خوفاً من سلطة وقسوة الخارج المرعبة فركز جهده على الاهتمام بحديقته الغناء وأشجار فاكهتها النارنج وأزهارها الورد الجهنمي إلا أنه رغم هذا الحذر والتوجس والعزلة والتوحد لم يسلم من مطاردة سلطة الخارج التي رمز إليها القاص بالجراد الزاحف الأسود والذي أخذ يهاجم الحديقة وثمرها وأزهارها والبيت السكن فيه فأحالها إلى خراب، وقد ظلت الصدمة المخدرة ممسكة به، حتى اللحظة التي فرزت فيها مداواة الأهراش المصابة، وما أن تركه لحظة حتى تلفقته بقوة أقوى من السابق حيث اكتشف الكثير من الجرادات الزاحفة وقد رست عند ربوع الشجيرات الفتية واحتمت بأوراق الجهنميات النافرة فعرف على الفور بأن موجاته قد وصلت البيت المنعزل.ص39
أما قصة الغناء في الهواء الطلق فهي تحمل مفارقة بين العنوان الذي يتضمن معنى الحرية وحالة الناس المحاصرين داخل البوابة وسياحتها الحديدي الذي يشبه الثكنات والمعتقلات رموز قسوة واقع السلطة القمعية قلاعها المرعبة التي قضى في أقبيتها ودهاليزها المظلمة آلاف الضحايا الذين دفن بعضهم وهم أحياء في المقابر الجماعية.
قصة الرسم على ظهور النساء يرصد القاص موضوعة الوحدة، التوحد والاغتراب والوحشة لرجلين وامرأة يكون فيها الرجل الثاني السمين الأبهق ظلاً للرجل الأول، معوّق الحرب الجندي المسّرح من الخدمة بعد أصابته في ساقه وبترها وهو البعد الثاني الإحباط النفسي نتيجة عيب بدني في جسد الشخصية ولقناعة الرجل المعوّق المبنية على وقائع اجتماعية وظروف شخصية بأنه حياته سوف لا تتخذ مسارها الاعتيادي والطبيعي وسط مجتمع يقدّس الزواج والعائلة كمظهر اجتماعي وديني إلا بالزواج من امرأة وفية تعيد له توازنه النفسي والاجتماعي والعاطفي فركضت العجائز والأخوة والأصدقاء وهو يفكرون متفائلين بالكثيرات مطلقات وأرامل وبنات فاتهن القطار نتيجة عدم أقدام الخطاب إليهن بسبب الحروب الكارثية التي طحنت الرجال وأكلت الأخضر واليابس وتأتي نتيجة هذا البحث لتشكل له صدمة نفسية عنيفة هذا الرفض منبعه أصابتهن بذعر شديد من مجرد التفكير بشعور الاحتكاك المفاجئ أثناء الهياج الجسدي بموضع الجزء السالب المبتور أثناء الهياج الجسدي أثناء الملامسات الحميمية والتكاتف والالتصاق من مجرد العثور على ذلك التجويف المخيف القريب من ورك الرجل فيطلقن دون إبطاء قراراتهنّ العاصفة الرافضة ص85. وكانت ردة الفعل لديه هو الثأر لنفسه، وهو تعويض نفسي من نوع آخر وذلك يتمثل بإغراء النساء ببيع بضاعته» كماليات نسائية» لهن بأرخص الأثمان، والديون الآجلة، بهذا الإغواء المحبب لكثير من النساء سواء منهن الباحثات عن اللذة كتعويض جسدي عن الحرمان الجنسي أو الباحثات عن النفوذ يتقدم منهن ويأخذ حاجته بارتواء جنسي ممزوج بشبق عارم والثأر لرفضهنّ الزواج منه، بعد أن يرسم على ظهورهن كلمات معينة. لغة السرد، في هذه القصة تنثال كالشلال الهادر تحمل صوراً مؤلمة لضراوة الواقع النفسي المحطّم للرجل المعوق، هو يصارع رغباته المتأججة لتلك المرأة التي دخلت دكانه فجأة.. امرأة نابضة بالحياة، بل هي الحياة بعينها، ووجهها التفاحي وجيدها الرخامي المشرئبة بحرية من الطوق الدائري لبلوزة صوفية، ذات الزندين الدهنيين اللامعين وثديين قويين طليقين.ص88
لقاؤه بهذه المرأة المشتهاة وهو يتفحص ربلتي ساقيها البيضاوين المدريتين والانحناءات والتقوسات الحادة لفخذيها الجبارين المهلكين، ولد لديه شعوراً بأن روحه عارية جرداء كثيرة الندوب صادية القروح، هذا الاندفاع والشعور الانساني وجد حاضنته بشعور واغتراب هذه المرأة بافتقارها إلى عاطفة الحب الزوجي،الذي لا تشعر نحوه بعاطفة وحنان الحب والألفة عندما ينام معها فتتخيل بدلاً عنه آخرين فيهم سمة الجمال والارتواء الذي وجدته له تعويضاً بالتقائها بهذا الجندي المعوق الذي كان يترك بصماته وعضاته فوق ساعديها وزنديها وقضم شفتيها ورقبتها وثدييها بأسنانه الحادة، ويبثها عواطف وانفعالات نفسية حادة متفجرة تشعرك بالشحنة الانفعالية والعاطفية المتفجرة. بعد مغادرتها أحس أنه مقاد نحو دروب مسدودة وشعور بالانحطاط والاغتراب الوجودي، نحو سماوات ملبدة بغيوم حياته الرمادية بالانحطاط والهزيمة وأفكاره السوداء.
في قصة خمار دزدمونة يشتغل القاص على ثنائية الغياب والحضور من خلال لغة تركيبية تتداخل فيها الأزمنة الحاضر والماضي والمستقبل بانسيابيته سردية عذبة قسمها القاص إلى ثلاثة مشاهد. المشهد الأول هو تزوير الرؤيا والمشهد الثاني الرؤيا والثالث مرسم الأهوال.
في الرؤيا المشهد يتجسد في الندبة البنفسجية في وجه فتاة جميلة؟ هذا الشرخ العميق الذي أحدثته شظية طائشة في زمن الحرب في وجهها والذي يجري كالأخدود المائل من أسفل العين مباشرة نحو انطباق الشفتين. ص134 مقابل لوحة جميلة لامرأة معلقة على الحائط.
يتساءل السارد ماذا يعكس لنا ذلك التناقض المرعب بين الصورة المنعكسة في أعماق القشرة الفضية للمرآة واللوحة الجميلة لصورة المرآة المعلقة على الحائط، التقابل بين الطهارة والبراءة وعذابات الحاضر المشوه ممثلاً بغزو الشبح الأزرق الذي أخذ يناورها وهو يتغامز ويهمس ويصفر ويغمغم غمغمة غير مفهومة محاولاً مد ذارعه المشعرة المداعبة وتدنيس جسدها العاري فتصرخ غاضبة هل جئت تنافس الموتى؟ حبيبها الحاضر الغائب الذي قتل وهو يحارب السلطة الباغية في الأهوار تستفزها لوحة صورتها المعلقة على الجدار لجمالها وانسجامها مقابل بشاعة الندبة العاوية المرسومة على وجهها فتهاجم اللوحة بغضب هستيري وتحطمها. تحطم ذلك الفردوس الذي فقد بريقه الآن وحل محل الواقع الجهنمي. يفتتح مشهد الرؤيا على فاجعة المكان المعادل الموضوعي للخراب الروحي الذي حفر أخاديد عميقة الغور داخل روحها المعذبة.. برك الدبابات شاخصة. حاملات الجنود العسكرية تطل منه عيون زرق ووجوه حمر.. حوامات الأباشي تعكر صفو الحياة بجيجها صور المقابر الجماعية، جماجم، جثث متعفنة. أب يقبل جمجمة ابنه المعدوم ضمن قوافل عشرات الألوف الذي أرسلهم النظام الصدامي إلى مجازره البشرية. هذه هي صورة الرؤيا الذي وجدت البطلة نفسها في دوامته هذه الرؤيا شكلت عدمية وجودها الذي هو بدوره وجودها الآخر المتحقق من خلال كينونتها ومعنى وجودها، فيحدث لديها التطير الأفلاطوني، فتخلع حجابها الذي كان يستر عورتها وتقذفه في لجة الماء دلالة على انسياب مجرى الحياة وجريانها في ديمومة مستمرة. هذا التطهير حررها من عقدة الشفقة والخوف إذ تصبح الندبة مطابقة في بشاعتها وواقعيتها لحياتها المشوهة مكاناً وزماناً.
يحدث ذلك من خلال استحضارات لصورة حبيبها الغائب الحاضر الذي استشهد في الأهوار ووجدت اسمه في منظمة الصليب الأحمر مدوناً في الرقم الدموي المشؤوم في المقابر بقائمة الشهداء.
ويتعمق فضاء المسرح بحواية الغياب والحضور بلوحة تختلج داخل وجدانها فتخاطب حبيبها المستحضر في مخيلتها.
كم تغيبت أثناء أصابتي ولم تحضر لرؤيتي؟
لقد أخذتني الحر.. لقد جندوني وحين قررت الهروب قالوا بأنك يجب أن تهرب نحو الأهوار فهي ملاذ الرافضين والمتمردين ولطالما فضلت الموت والفناء على الخضوع والامتثال كما تعرفين في حين كانت الدروب مسدودة في وجهي والنور داخلي هو عوني ودليلي الوحيد.ص144
في مرسم الأهوار تتوصل الفتاة إلى قناعتها الذاتية هذه القناعة وضعتها أمام موقفين رافضين، الأول يتمثل بعدم موافقتها على ترميم صورتها الجميلة المعلقة على الحائط بلوحة أخرى تحمل شرخ المحفورة في وجهها الشبيهة بأمعاء سمكة متعفنة لاعتقادها بأن هذا الفعل هو بمثابة تزوير الحقائق على أرض الواقع والثاني برفضها الدراماتيكي خطبة خطيبها المزيف الحامل حقداً دفيناً، على حبيبها الذي استشهد في الأهوار، والذي يجهل موته، فترتفع بصرها عنه رويداً رويداً نحو النافذة المفتوحة وهي تتهيأ لانهيار آخر شبيه بانهيار أصابها حينما قرأت اسمه في القوائم المعلقة على جدران الصليب الأحمر فتتساقط دبابيس الخمار وينزاح عن الوجه قليلاً فينكشف الجرح العميق الشبيه بأمعاء سمكة متعفنة وتنطلق الصرخة دون وعي ويحدث الانهيار.ص162
وأخيراً نقول أن اللغة المناسبة كمنلوج التداعي الحر المنثال في هذه القصة تؤدي وظيفة تركيبية في الحوار والدلالة والزمن الذي تتداخل فيه الأزمان وصولاً إلى سمفونية سردية مفتوحة استثمر بها القاص فن السيناريو والتقطيع السينمائي والحوار المسرحي وفن الرسم. الجنس» اللامحدود» الذي يوظف في فضاء كتابته أجناساً ليست من جنس الرواية ذاتها بتناولها الواقع تناولاً مستباحاً واقعياً أو متخيلاً أو إيهامياً أو فنتازياً كما يقول محمود عبد الوهاب.
إن قراءتي لمجموعة خمار دزدمونة فرضتها البنية الداخلية لتركيبة هذه القصص من حيث الزمان والمكان فالشخوص والأحداث ومضامينها الواقعية الاجتماعية ذات اللون المحلي والواقعي.
الهوامش
1. قصة خمار دزدمونة فائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الملتقى الثقافي الأول عقد في أيلول 2005.
2. قصة الرسم على ظهور النساء القصة الفائزة بإحدى الجوائز الخمس في مسابقة اليوم السابع العالمية للقصة القصيرة.
/5/2012 Issue 4207 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4207 التاريخ 23»5»2012
AZP09