عن 30 يونيو ـ سعد عباس
ينفتح المشهد المصري على معادلات جديدة يراها كثيرون، وهم محقّون، أنها نتاج طبيعيّ لتحوّلات في الموقف بشأن ثورة يناير، ففيما يغادر فريق من المجتمع المصري مواقعه السابقة المعادية للثورة أو المتحفظة عليها أو غير المكترثة بها سلباً أو إيجاباً لينضمّ الى شباب تمرد في حلم تصحيح المسار، فإن فريقاً آخر يغادر مواقعه السابقة المؤيدة للثورة أو غير المعادية لها أو الملتحقة بها أو الخاطفة لها ليصبح حجر العثرة الذي لا بدّ أن يزال كي تتحق أهداف الثورة في بناء دولة على مقاس المجتمع بتنوعه الديني والفكري والثقافي لا على مقاس طائفة دينية أو سياسية أو فكرية أو ثقافية أو عرقية.
هذا أمر طبيعيّ جداً حدث وسيحدث في أي بلاد وعقب أي ثورة، ولا سيّما في بلادنا العربية التي لم تتأصّل فيها بعد مقاربة رصينة لمفهوم العدل وهو من أهم ركائز الإصلاح والصلاح في التجارب الإنسانية، بل لعلّه الركيزة الوحيدة التي نالت العناية الأكبر في الرسالات السماوية وأولاها الأنبياء والرسل القسط الأوفر من جهدهم الرساليّ.
سألني أحد شباب حملة تمرد في إيميل تلقيته منه قبل أسابيع عن قراءتي لمستقبل مصر بعد 30 يونيو، فأجبته الأمر يعتمد على إدراك حقيقي لعلّة الإخفاق الرئيسة في بناء الدولة منذ تحررت بلادنا العربية من الاستعمار وحتى اللحظة الراهنة. ذلك أننا نضيّع الوقت في ملاحقة النتائج من دون تشخيص العلة الرئيسة.
تكمن العلة في أننا لا ندرك أو لا نريد أن ندرك أن العدل أساس البناء الرصين والنهوض الحقيقي، وأن التحرر من ظلم لا يستوي إلا بإرادة على إقامة العدل والإيمان بأنّ للناس جميعاً الحقّ في حياة حرة كريمة. وأنّ الدولة ليست ملك من تتهيأ له فرصة حكمها، مثلما هي ليست ملك حزب أو جماعة أو طائفة تفرض على سواها الوصاية باسم الدين أو العرق أو اللون وتبيح لنفسها إبادة أو إقصاء أو تهميش أيّ مخالف في الرأي أو الاجتهاد.
حكم جماعة الإخوان ليس استثناء، وسيسقط كما سقط من قبل وسيسقط من بعد أي حكم لا يتعضّد بالعدل. إذ ليس في وسع أي شعار حتى لو كان دينياً أن يستر ظالماً.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول جون شتاينبك لا أحد يريد النصيحة، بل يريدون فقط التأييد؟.
جواب جريء
ــ قوله روح حزينة بإمكانها أن تقتل الإنسان أسرع من جرثومة.
AZP02
SAAB