عن .. العدالة الاجتماعية ـ سعد عباس

عن .. العدالة الاجتماعية ـ سعد عباس
ترتكب أحزاب الإسلام السياسي خطأ فادحاً حين تعلّق غضب الجمهور على شماعة المؤمرات الداخلية منها والخارجية، شأنها في ذلك شأن أي نظام حكم استبدادي.
في العراق كما في مصر، وهما الأنموذجان الأبرز والأهمّ لهيمنة هذه الأحزاب على السلطة حالياً، ثمة استنزاف يومي متلاحق لرصيد هذه الأحزاب الذي تراكم عبر تضحيات واضطهاد وتنكيل مورس بحقها على مدى عقود، وثمة سيولة يومية أيضاً في تبرير إخفاقاتها وارتكاباتها وفشلها الذريع في إدارة البلاد والتعاطي مع مفردات الحكم وأدواته.
أزمة هذه الأحزاب الأكبر تكمن في عاملين الأول يتعلق باستخدام الدين لا خدمته، والثاني يتعلق باستعباد الجمهور لا تحريره.
لهذا اختلف مع قراءات تذهب الى أن لهذه الأحزاب فهماً قاصراً للعدالة الاجتماعية التي تعدّ الباعث الجوهري الرئيس لحراك الجمهور ضد الاستبداد.
وتستند هذه القراءات في مجملها الى أن أحزاب الإسلام السياسي رأسمالية الهوى في نظرتها الى الاقتصاد.
لكنني أرى غير ذلك، إذ أميل الى قراءة تذهب الى أن هذه الأحزاب تقف بالضد تماماً من مفاهيم العدالة الاجتماعية، شأنها في ذلك شأن أي رؤية استبدادية للحكم، ولا سيّما أن الرأسمالية في أنموذجها الأوربي تقدم أشكالاً متتوعة للعدالة الاجتماعية في السويد وبريطانيا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما لا تقدّمه أحزاب الإسلام السياسي البتة، إلا إذا وقعنا في خطأ القراءة الساذجة التي تعدّ الرشى الانتخابية شكلاً من أشكال المران في ماراثون العدالة الاجتماعية.
لا تجتمع العدالة مع التمييز، وأحزاب الإسلام السياسي قائمة على التمييز الصريح بين أنصارها ومن تعدّهم خصومها من أبناء البلد الواحد.
الى ذلك، فإن تجربة هذه الأحزاب في العراق على مدى أكثر من 10 سنوات في الحكم وفي مصر على مدى أكثر من 10 شهور، تفيد بأن أولويتها الأولى هي ترصين شبكة امتيازات مغلقة. وللحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول بروست لقد قرعوا الأبواب التي لا تفضي إلى شيء ؟
جواب جريء
ــ قول أديسون لا أشعر ببرود الهمة، لأن كل محاولة خاطئة أتخلى عنها هي خطوة تقودني إلى الأمام .
AZP02
SAAB

مشاركة