عن..الانشقاق

عن..الانشقاق
سعد عباس
ما الذي يعنيه انشقاق رئيس وزراء؟. سؤال يحتمل أكثر من طريقة لفهمه، ومن ثم فإن الإجابة عنه تتباين بحسب زاوية النظر الى مغزاه، قبل أن تتعدد وتتنوع بتعدد وتنوع الآراء والأفكار والمعلومات.
سألني صحافي كنديّ لماذا أعلن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب انشقاقة، ولم يعلن استقالته؟.
سألته ما رأيك أنت؟.
قال الاستقالة احتجاج علني ورفض صريح لسياسات وارتكابات. وهي أبلغ وقعاً من الانشقاق الذي ينطوي على هروب وسلبية.
قلت هذا صحيح إذا كانت هناك ضمانات بأن الاستقالة حقّ قانوني ولا تترتب على من يتقدم بها اتهامه ممن يتقدم بها اليه بالخيانة والتخاذل وسوى ذلك مما يجعل الاستقالة والانشقاق في مرتبة واحدة.
قال لكنهما ليستا كذلك.
قلت هما كذلك في بلداننا.
وسألته منذ متى سمعت خبراً عن انشقاق وزير أو رئيس وزراء أو جنرال في بلادكم أو في أي دولة ديمقراطية؟.
لم تسعفه الذاكرة بأي اسم. فسألته وماذا عن أخبار الاستقالات؟.
قال أوه، إنها لا تعدّ ولا تُحصى.
قلت أظنكّ لن تسمع عن أي استقالة في دول المنظومة الشرقية يوم كانت ترزح تحت الحكم الشيوعي الشمولي. ولا بدّ أنك قرأت عن منشقين كثيرين في الاتحاد السوفياتي السابق.
قال نعم.
قلت في بلدان يحكمها القصر الرئاسي أو الملكي، لا يملك مجلس الوزراء سوى إدارة شؤون الخدمات وتنفيذ الإملاءات الأمنية والعسكرية، لأن الوزارة الحقيقية الموازية التي تدير شؤون البلاد وترسم السياسات الاقتصادية والأمنية موجودة في القصر ومؤسسته الأمنية على وجه الخصوص. وملخّص الكلام أن الاستقالة إهانة للقصر وخيانة لصاحبه. لهذا فلا طريق سوى الانشقاق.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول أورويل ينبغي أحياناً إعادة سرد البديهات والحقائق الجلية ؟.
جواب جريء
ــ قوله في النظم الشمولية كما في الحروب السلطة هي القانون .
/8/2012 Issue 4272 – Date 8 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4272 التاريخ 8»8»2012
AZP02
SAAB

مشاركة