عن.. أوباما وأشياء أخرى ـ سعد عباس

عن.. أوباما وأشياء أخرى ـ سعد عباس
يشتم كثير من العرب وغير العرب ساسة البيت الأبيض، لكنهم في الوقت نفسه يعقدون آمالهم عليهم، في تناقض رهيب، أو قلْ في تعبير مثالي عن التخبط والارتهان والهوان.
أوباما في ولايته الثانية لما تزل الآمال معقودة عليه من جانب الشخوص ذاتها التي ما انفكّت تتحدث عن خيبة أملها به في ولايته الأولى.
لكنْ، ماذا في وسعه أن يفعل حقّاً كي لا يخيّب آمال هؤلاء الشتامين؟. وكيف له أن يرضيهم وهو منقسمون فيما بينهم على كلّ شيء؟، أيحارب في سوريا فيغضب فريقاً، أم يهاجم ايران فينبري له فريق باللعنات؟، أم يقف الى جانب فريق من فرق المحاصصة في العراق فينهال عليه الآخر بالشتائم؟، أم يساند جبهة الانقاذ في مصر ليصبح في مرمى اتهامات الاخوان الجاهزة؟، أم يدعم رام الله فيثير حنق غزة؟.. أم .. أم؟، وثمة عشرات أخرى من أم في البحرين وليبيا وتونس والأردن والجزائر… ومالي، أيضاً، التي يصفق فريق لتدخل الفرنسيين العسكري فيها فيما يوجّه لها فريق آخر سيلاً من الشتائم؟.
لا يشتغل أوباما بالطبع عند أيّ من هؤلاء، ولم يصبح رئيساً بفضل من أيّ منهم، انما هو سيّد البيت الأبيض بأصوات من انتخبه من شعب الولايات المتحدة، وهو ملزم كأيّ رئيس في دولة ديمقراطية بالسهر على مصالح بلاده، وهي مصالح لا يحدّدها الرئيس بل مؤسسات تشريعية ودستورية صارمة، وليس في مقدوره اتخاذ أيّ قرار ما لم يحظ برضاها.
ثم ان الرجل ملزم بالانصياع الى جدول أولويات مصالح بلاده، وهي في ولايته الثانية كما في الأولى داخلية في الغالب الأعمّ منها، فلا تعطيه فسحة كافية للتصدي للكمّ الهائل من الملفات الخارجية التي كان قد وعد شعبه في حملته الانتخابية أن يحفظ كثيراً منها في الأدراج.
ستنتهي ولاية أوباما الثانية وسيأتي سيّد جديد للبيت الأبيض، لكنّ حديث خيبة الأمل لن ينتهي، ما دام هناك من يبحث عن حلول خارجية لأزماته الداخلية ويستقوي بسيّد البيت الأبيض على من يحكمه أو يحكمهم.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول هنري فورد تسعون بالمائة من السياسيين يعطون للعشرة بالمائة المتبقين السمعة السيئة ؟.
جواب جريء
ــ قول توماس هكسلي الحقائق المقامة على أسس غير منطقية قد تكون أكثر ضرراً من الأخطاء المنطقية .
AZP02
SAAB