عمود شبه يومي – طالب سعدون

tal1-213x300

نبض القلم

عمود شبه يومي  – طالب سعدون

إعتدت أن التقي القارىء الكريم عبر صحيفة الزمان الغراء في ثلاثة أيام بالاسبوع ( الاحد والثلاثاء والخميس ) من خلال عمود يمكن وصفه (شبه يومي) بالقياس الى عدد أيام صدور الصحيفة  ، وهي خمسة أيام في الاسبوع ، وركز في إهتماماته على هموم الوطن والمواطن ، وتطلعاتهما وأمالهما ، ومتابعة العالم قدر ما أراه مهما في الكتابة ، أو له علاقة ، ومساس بالوطن ….

واقترحت على الاخ  الدكتور أحمد عبد المجيد رئيس تحريرالزمان – طبعة العراق أن يعفيني من الالتزام معه ، ومع  القارىء  الكريم من الكتابة لثلاثة أيام لظرف خاص ، والاقتصار على يوم واحد وهو (الخميس) لحين تحسن ظرفي …

وعادت لي الرسالة منه  ، بتعليق جميل يصلح أن يكون  شهادة من رئيس تحرير صحيفة مهمة ، وأكاديمي متخصص ، لسنوات كتابتي الطويلة في الزمان ، ووجدت أن عبارته لا توحي بالمجاملة ، في مثل هكذا مناسبات ، بقدر ما تحمل قدرا مهما من  المسؤولية عن الرأي ، والحقيقة في التقويم ، والمهنية في الخطاب ،  والخلق الكريم الذي عرف به ، وقد تلخص بكلماتها القليلة رؤيته لتعاملي معه خلال سنوات طويلة ،  أو مع المتلقي ، واحترامي للقارىء ، لانه هو من يقدر في النهاية  ، ويعرف قيمة ما نكتب إذا كان مفيدا ، أو كان ثرثرة فارغة على الورق ، أو حواراً مع النفس لا يفهه الأخر، وليس معنيا به …

والعمود اليومي ، أو شبه اليومي بتلك الاهتمامات والشمولية صعب وسهل في أن معا :

صعب …

لانه يفرض على الكاتب  الدقة والالتزام  بكل شيء ، بدءا من الدقة بموعد ارسال العمود ، والتواصل المستمر مع هذا العالم المضطرب المليء بالاحداث ، وسريع الحركة ، ومع المواطنين والمسؤولين  في الداخل ، خاصة في ساحة مثل العراق ، فيكون الكاتب  الصحفي بمثابة عين المسؤول ، ولسان المواطن ، والبحث عن كل ما ينشر ويصدر، والكتابة  الجادة بمستوى عال من المهنية ، والقدرة التحريرية ..

وسهل …لانه يوفر للكاتب  فرصة مهمة تساعده على ملاحقة وتتبع  هذا الكم الهائل من الاخبار والاحداث ،  والمواقف في عمود يومي ، وتضمينه ما يراه مهما منها .. فعلى سبيل المثال لا  يمكن  للكاتب الصحفي أن يتجاهل ، او يغض الطرف عن احداث يومية متلاحقة وسريعة  تفرض الكتابة عنها في وقتها ، أو يعطي رأيا قد يفيد فيها .. فكيف له مثلا ان لا يتابع  خطوات الرئيس الامريكي دونالد ترامب  المتلاحقة  بسرعة ، التي اقدم عليها في الداخل خلال الايام الماضية في وقتها ،  او على الصعيد الخارجي  كتصريحاته حول الهجرة والعراق وإيران ، وردود الفعل عليها ، والحراك السياسي الداخلي السريع المليء بالمتغيرات  ، ووقائع الحرب على الارهاب ، والهموم اليومية  الكبيرة للمواطن بكل مجالاتها ، وحركة الدولة والمجتمع عموما،  والقرارات المتعلقة بها ، وكل ما يستحق الكتابة عنه ..أحداث سريعة ومهمة تسهل عليك كتابة العمود اليومي ، أو شبه اليومي ، وتشجعك على الالتزام به  ولا يمكن  لعمود واحد أن يلاحقها كلها ،  او يرضي فضولك الصحفي ، خاصة اذا كان الكاتب مهتما بهذا والعمود اليومي في الكتابات الجادة يحتاج  الى مجموعة مواصفات في الكاتب تجمعها مهنية عالية ، يقدمها بلغة راقية جميلة سهلة ، تصلح ان يخاطب بها كل المستويات ، ومزاج صحفي ، لا تعكره الرتابة ، والتكرار، والالتزام الصارم بدون ملل ، وقدرة عالية على المتابعة والتواصل مع العالم ، وقراءة احداثه قراءة موضوعية …والعمود الصحفي  عموما  بكل أنواعه  ، بدون تلك المواصفات يجعل كتابته  موضوعا انشائيا ، أو ذاتيا لا يعني القارىء بشيء ، وبالتالي لا يكون  أكثر من  حيز مكاني  فقط في الصحيفة ، يفضح  قصور كاتبه ، وعدم قدرته على ممارسة هذا النوع من الكتابة  ..

{{{

كلام مفيد :

من الحكم المفيدة ( الذي  يشتري ما ليس في حاجة اليه يسرق نفسه ) ..

مشاركة