عمل يماهي الإرث الشعبي مع الرسالة السماوية

حمدي: صهيل مونودراما تغازل الواقع العراقي عن كثب

عمل يماهي الإرث الشعبي مع الرسالة السماوية

بغداد – ياسين ياس

عرض منتدى المسرح الجاد في الفلوجة وبالتعاون مع دائرة السينما و المسرح مؤخرا مسرحية (صهيل) على خشبة مسرح آشور ببغداد  وهي من تأليف سعد هدابي واخراج عكاب حمدي وسينوغرافيا احسان مطيع الجميلي وتمثيل عبدالله كريم.

وعن المسرحية قال حمدي  (صهيل مونودراما تغازل الواقع العراقي عن كثب وهي رحلة الانسان المقهور بعد ان طعنت الحروب والازمات ايامه واستباحت وطنه ،كان يبحث عن هدنة مع من حوله عسى ان يرمم ماذهب من حياته وتاريخه ليصدم عبر رحلته بعد ان قاده العطش الى بئر هذا البئر هو المنفى ليوسف هذا الزمان ، نبي الله يوسف الذي تخلى عنه اخوته وسعوا الى قهره وضياعه فصرخ صرخه كونية ،لماذا في كل زمان ومكان هناك يوسف؟) موضحا ان(هي مجموعة مسرحية ضمت سبعة نصوص مسرحية للكاتب المبدع سعد هدابي وهي : الوقاد ، شرفات ،ارواح جائحة،النباشة،نساء في عاصفة ، ،صهيل ،قصة حب وثنية ،والاخيرة حملت المجموعة اسمها). وعن دوره في المسرحية تحدث الممثل الشاب عبدالله كريم قائلا(دوري في المسرحية محروس عسكري خرج من جحيم المعركة تتداول الاحداث ،فكرة العرض المسرحي تجسد الواقع الذي نعيشه من الم وحرمان وضياع كل شىء وهي تحذير او رسالة للناس احذروا  الفتن). وتحدث الناقد عمر مصلح تحدث عن المسرحية قائلا(صهيل مسرحية مونودراما وهي اصعب انواع التمثيل والاخراج .من حيث التمثيل يكون العبء على الممثل كبير اذ ليس هناك تسليم واستلام وعليه ان يتلاعب بالطبقات الصوتية والوانها حسب تغيير الشخصية ،وقد نجح الممثل الشاب عبدالله كريم بادائه رغم عدم اكتمال الخبرة ووقع ايضا ببعض الهفوات اللغوية لكنه نجح ادائيا ) واضاف (اما بالنسبة الى المخرج فقد حول النص الادبي الى فعل درامي ناجح من حيث التوزيع الحركي والاشتغال على منطقة الوسط وتوظيف المفردات التي وضعها مصمم الديكور الفنان مطيع الجميلي بشكل رائع ومصمم الاضاءة ومعد الصوت بشكل عام، وكانت السينوغرافيا ممتعة ودقيقة ومحسـوبة، والعودة الى المؤلف والمخرج استطاعا ببراعة مماهاة الارث الشعبي مع الرسالة السماوية بمداخلاتها ومخرجات فنية معبرة صادقة ، ابتداء من الكرسي المدولب وتمزيق ثياب الجندي واللوحات المتوشحة بالسواد مرورا باستخدام القناع والازياء وخيال الماتم الذي كانت له الحصة الاهم من حيث التوصيل ، اما الشفرات التي اراد المؤلف توصيلها فقد اداها المخرج ببراعة حيث لم يكن مرآة للمؤلف بل استنبط صورا باذخة الجمال لتطهير البلد من خطايا الاخرين ، بدموع والد يوسف وقطرة حياء نسوة البلد ونكاية ببعض المحسوبين على العروبة اخوة يوسف اما القناع الذي كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير فقد وظفها لتوصيل مااراد المؤلف). من جهته  قال مدير عام دائرة السينما و المسرح احمد حسن موسى عن هذا العمل (انه واحدة من الاضاءات التي ارادتها دائرتنا وهي فتح المجال للإبداع الشبابي الذي يعد الركيزة الأساسية لمستقبل المسرح في البلاد).

مشاركة