عمان تقرر التوجه إلى مجلس الأمن لعرض قضية اللاجئين
صحيفة بريطانية الأردن يفتح حدوده لحملة تقودها السعودية لنقل أسلحة إلى جنوب سوريا
لندن ــ يو بي اي قالت صحيفة الغارديان امس، إن الأردن وافق على فتح حدوده أمام حملة تقودها السعودية لتسليح المعارضة في جنوب سوريا، في إطار خطوة قالت إنها تتزامن مع حصوله على أكثر من مليار دولار من الرياض. افيما علن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور ان بلاده التي استقبلت مئات الالاف من اللاجئين السوريين قررت التوجه الى مجلس الامن الدولي لعرض التداعيات الجسيمة لهذه القضية التي وصلت الى مرحلة التهديد للامن الوطني الاردني . وقالت الصحيفة إن هذا التطور يمثل تغيراً كبيراً في موقف الأردن من سياسة محاولة احتواء التهديد الناجم عن انتشار الحرب في سوريا عبر حدوده إلى العمل بنشاط لوضع حد لها قبل أن يغوص فيها، وجعله يبرز الآن كقناة لنقل الأسلحة في الشهرين الماضيين مع توجه السعودية وبعض دول الخليج العربية وبريطانيا والولايات المتحدة لزيادة دعم بعض جماعات المعارضة السورية في محاولة لوقف تزايد نفوذ الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة بين أوساطها. وأضافت أن دحر تنظيم القاعدة بدلاً من محاولة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد هو القوة الدافعة وراء التوجه الأخيرة للأردن، مع أن مسؤولين في عمّان اعترفوا بأن هذا التوجه يزيد من مخاطر تعرّض بلادهم لرد انتقامي من قبل جارتهم سوريا. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن دبلوماسيين غربيين وعرب، أن الأردن يتعامل مع تزايد بروز تنظيم القاعدة لاعتقاده بأنه يشكل تهديداً على وجوده، في حين يخشى المسؤولون الأمنيون في عمّان أيضاً من تزايد نفوذ جماعة الأخوان المسلمين، والتي كانت على خلاف طويل مع النظام الملكي وقاطعت الانتخابات البرلمانية هذا العام. وقالت إن الملك الأردني، عبد الله الثاني، كان متردداً حتى هذا العام في اتخاذ موقف مباشر حيال الأزمة في سوريا، واختار فتح حدود بلاده في وجه اللاجئين والمنشقين السوريين، لكنه لم يسمح لهم باستخدامها كقاعدة لشن الهجمات أو المحاولات الرامية للإطاحة بنظام الرئيس الأسد. وأضافت أن مصادر في المعارضة السورية وأخرى غربية أكدت أن حسابات الملك الأردني تقوم على أن التعجيل بحل الأزمة في سوريا سيوفّر فرصة أفضل لإقامة نظام معتدل في دمشق. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول غربي لم تكشف عن هويته القول إن ما يجري حالياً في سوريا هو سباق بين تنظيم القاعدة والمتمردين، ولن يكون من مصلحة أحد أن يفوز الأول بهذا السباق . وكشفت أن أسلحة خفيفة ومتوسطة وأموالاً جرى إرسالها مؤخراً عبر الحدود الأردنية إلى المتمردين في سوريا بعد فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي آي إيه ، التي تدير برنامج تدريب داخل الأردن منذ أوائل 2012، وكانت كرواتيا مصدر بعض هذه الأسلحة ونقلها من هناك سلاح الجو الأردني . وأشارت الغارديان إلى أن المتمردين السوريين حققوا مكاسب كبيرة في الأسابيع الستة الماضية بالقرب من مدينة درعا الواقعة جنوب البلاد وفي منطقة حوران، وقام الأردن على اثرها بإغلاق معبر القنيطرة مع سوريا القريب من مرتفعات الجولان ذات الأهمية الاستراتيجية. وكانت الصحيفة نفسها كشفت الشهر الماضي أن دولاً غربية تدرب متمردين سوريين في الأردن، في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة السورية وجعلها حصناً في مواجهة التطرّف الإسلامي، والبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على الانضباط في حال سقوط نظام الرئيس الأسد. وقالت نقلاً عن مصادر أمنية أردنية إن مدربين بريطانيين وفرنسيين يشاركون في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتعزيز الفصائل العلمانية في المعارضة السورية . وقال النسور في البيان الوزاري لحكومته الذي تلاه امام مجلس النواب مساء الاحد ان الحكومة تعتبر ان الازمة السورية وتداعياتها وصلت لمرحلة التهديد للامن الوطني الاردني، وعليه فأنني أعلن أمام مجلسكم الموقر أنه تقرر أن يتوجه الاردن الى اعضاء مجلس الامن الدولي في الامم المتحدة لنعرض عليهم قضية اللاجئين السوريين في الاردن والتداعيات الجسيمة المترتبة على ذلك .
واضاف لنضع العالم أمام مسوولياته الامنية والانسانية ونبلور توجها دوليا واضحا للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين .
واوضح النسور ان التبعات التي يتحملها الاردن جراء استمرار المأساة التي تمر بها سورية الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة جراء استمرار تدفق مئات الالاف من اللاجئين السوريين وبأعداد متزايدة على الاردن ، مشيرا الى ان ذلك رتب ضغوطا اقتصادية واجتماعية وعلى البنية التحتية والنظام الصحي والتعليمي وعلى البيئة والسكن ومعدلات البطالة والفقر .
وتابع ان ما يزيد الامر خطورة التوقعات التي تشير الى أن الازمة في سوريا مرشحة للاستمرار الامر الذي سيضاعف انعكاساتها على الاردن على مدى الاشهر القادمة .
واكد ان الدولة الاردنية بكافة مؤسساتها على أعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي تدهور للاوضاع في سوريا فنحن مستعدون لكافة الاحتمالات ومتهيوون لاتخاذ كافة الخطوات والاجراءات للحفاظ على أمننا ومصالحنا .
ونفى النسور نفيا قاطعا وجود أي تدريبات من أي جهة اجنبية كانت على الارض الاردنية.
وقال أنني أنفي نفيا قاطعا وجود تدريب عسكري أو سواه من أي جهة مدنية كانت أم عسكرية لاي سوري على الاراضى الاردنية، كما أنفي وجود مراكز تدريب للجيوش الاجنبية على الاراضي الاردنية .
وشدد في الوقت نفسه على الموقف الاردني الثابت والواضح تجاه الازمة السورية في ضرورات السعي للوصول الى حل سياسي في سورية من خلال الاطر العربية والدولية عبر البدء بعملية سياسية توقف نزيف الدم أولا، وتلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية للنسيج الوطني السوري بكل فئاته ودون أي استثناء، وتحافظ على وحدة سورية وسيادتها وتعيد لها الامن والاستقرار .
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاحد ان اكثر من 485 الف مواطن سوري دخلوا الاردن منذ اذار 2011 وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية مناشدا العالم بأن يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني .
وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين في الاردن الى 1,2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.
وفي الاجمال فان نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 70 ألف شخص، بحسب الامم المتحدة.
AZP02