علي الجبوري الأمين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية لـ الزمان عملياتنا ضد الوجود الإيراني والحرس الثوري ينتقل إلى سوريا عبر حدودنا باتفاق مع مسؤولين عراقيين
حاوره مصطفى عمارة
استأثرت الاوضاع في العراق باهتمام الرأي العام العربي والدولي في الاونة الاخيرة اثر الاعتصامات والاحتجاجات الواسعة التي نظمتها 6 محافظات عراقية ضد الحكومة وهو ما ردت عليه الحكومة باستخدام اقصى درجات العنف، وفي ظل تلك الاوضاع الملتهبة التي تنذر بأوخم العواقب أدلى علي الجبوري الامين العام للمجلس السياسي للمقاومة العراقية لـ الزمان بحديث خاص تناول فيه وجهة نظره إزاء التطورات الاخيرة
بعد رحيل القوات الامريكية من العراق ما هو الدور الذي تلعبه المقاومة العراقية؟
منذ ظهور بوادر الانسحاب الامريكي من العراق والمقاومة العراقية تنتهج استراتيجية جديدة حيث انها ترى ان المقاومة عمل شامل له اوجه متعددة سياسية واجتماعية وعسكرية واقتصادية فعندما كان هناك احتلال عسكري امريكي كان هناك فقط عمل عسكري لمواجهة الاحتلال وانهاكه واخراجه من البلاد لكن بعد خروج الاحتلال بقي الائتلاف السياسي الحاكم الذي جاء به الاحتلال والاخطر من ذلك هو النفوذ الايراني وبالتالي فإن منهج المقاومة في المرحلة الحالية هو مواجهة الحكومة العراقية والنفوذ الايراني اللذين يحاولان ان يجعلا من العراق منطلقاً لضرب القضايا العربية ما ظهر جليا في سوريا حيث اصبحت العراق قاعدة لضرب ثوار سوريا والبحرين وايضا مناطق في السعودية بغطاء ايراني ومن هذا المنطلق فإنه اصبح من أولويتنا في المرحلة المقبلة تقليص النفوذ الايراني والذي اخذ في بعض الاحيان تدخل عسكري مباشر كما حدث في ضرب المتظاهرين في الحويجة حيث اعترف الحرس الثوري الايراني رسميا بضرب منطقة في العراق بدعوى ايوائها متطرفين رغم انهم كانوا متظاهرين سلميين، ومن هذا المنطلق قررت المقاومة بكافة فصائلها الدفاع عن المتظاهرين اذا استخدمت الحكومة العنف ضدهم. من جانب اخر اطلقت المقاومة مشاريع سياسية فهناك الان حركات كثيرة للمقاومة تقوم بعمل سياسي، والنشاط السياسي لا يعني الدخول في الحكومة لانها حكومة طائفية ولكننا نسعى الى اقامة حكومة المواطنة والتي تضم جميع المواطنين وتقدم لهم الخدمات بالاضافة الى عمل عسكري لتعريف الناس بالمقاومة وبرامجها وعمل اجتماعي من خلال اقامة مشاريع اجتماعية لخدمة الناس وبرنامج ثقافي للتصدي للنفوذ الثقافي الايراني.
وما طبيعة الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في العراق بعد الانسحاب؟
من المعروف ان السفارة الامريكية في العراق تعد أكبر السفارات الامريكية في الخارج حيث يوجد بها ستة الاف موظف معظمهم من وكالة الاستخبارات الامريكية واذا شعرت المقاومة بوجود أي نوع من الوصاية على العراق فان السفارة الامريكية سوف تكون عملاً مشروعاً للمقاومة ومما لاشك فيه ان دور الولايات المتحدة في العراق سوف يظل مستمرا بحكم الاتفاقية الامنية بين البلدين والذي اتاح للولايات المتحدة تدريب الجيش العراقي وتقديم خدمات لوجستية ورغم هذا الدور الا ان الدور الامريكي سوف يظل ضعيفا اذا ما قورن بالنفوذ الايراني، فالعراق ينفذ كل مطالب ايران بينما قد لا ينفذ ما تطلبه الولايات المتحدة.
وهل ترى ان التظاهرات التي تشهدها العراق حاليا هي نتاج ثورات الربيع العربي ام ناتجة من ظروف داخلة؟
في كلا الامرين يمكن القول ان ثورات الربيع تأثرت بالمقاومة العراقية لان المقاومة قاتلت الولايات المتحدة 49 دولة واستطاعت هزيمتها وهذا اعطى احساساً للشعوب العربية انه يمكن هزيمة أي متكبر مهما كانت قوته وبعد تفجر ثورات الربيع العربي يمكن القول ان هناك عاملين اثرا على العراق اولهما العامل العربي حيث ارتفعت معنويات الطرفين الذين تظاهروا من اجل محاكاة اخواتهم العرب، ثانيا الثورة ضد الظلم لان العراقيين تعرضوا لظلم اكبر من أي دولة عربية والظلم الذي تعرضوا له ليس ظلماً اقتصادياً او اجتماعياً فقط ولكنه قتل ممنهج ففي بغداد قتلت الميلشيات الطائفية الموجودة بإيران 100 مواطن يوميا عبر حواجز وهمية فضلا عن الاعدامات والسجن بوشايات كاذبة ولكن الاعلام لا يركز على تلك الاوضاع لانشغاله بالثورة السورية.
وهل تطول الاعدامات فقط الطائفة السنية ام تشمل المعارضين من مختلف المذاهب والعرقيات؟
مما لا شك فيه ان اغلب عمليات القتل تطول الطائفة السنية دون ان تسلم الطوائف الاخرى فالمسيحيون يعانون من اضطهاد كبير ويتم تهجيرهم خارج العراق الى دول اخرى بمعرفة اجهزة مخابرات عالمية لاسكانهم في دول معينة بالاضافة الى معارضين من الشيعة ومن طوائف اخرى.
وهل يوجد تنسيق بينكم وبين الطوائف المضطهدة؟
نعم هناك اولا تنسيق بين كل طوائف المقاومة ثم تنسيق مع كل القوى السنية العاملة في الساحة والتي تتعرض للظلم فضلا عن التنسيق مع القوى الخيرة في الطوائف الاخرى لاننا نؤمن بالتعايش بيننا في اطار وطن واحد بعيدا عن سياسة الاقصاء.
وهل تتلقون دعما من الاشقاء العرب لمواجهة النفوذ الايراني؟
منذ انطلاق المقاومة العراقية عام 2003 لم تدعم المقاومة العراقية من أي بلد عربي تدور في الفلك الامريكي والتي تتحاشى الصدام مع امريكا لان امريكا لا تريد دعما لواجهات وطنية مقاومة او واجهات ترفض الاحتلال الامريكي لانها تريد ان تعطي ايحاء للعالم انها تدعم الديمقراطية في العراق حتى الدعم الشعبي العربي تراجع مؤخرا بعد ثورات الربيع العربي واعتقد ان ذلك راجع الى موقف الحكام والاعلام.
بماذا تفسر عودة الانفجارات مرة اخرى خاصة في المناطق الشيعية ومن يقف وراءها؟
هناك اكثر من طرف يقف وراء تلك التفجيرات وعلى راسها الاحزاب المشاركة في السلطة والتي تتصارع فيما بينها اضافة الى ايران والتي تهدف من خلال تلك التفجيرات الى تحقيق ثلاثة اهداف اولها تحقيق عدم الاستقرار في العراق لانها لها ثأر كبير معها خاصة بعد الحرب العراقية الايرانية، ثانيا عدم عودة الوحدة الوطنية للعراقيين، ثالثا تأجيج الشارع الشيعي الذي تعتبره موالياً لها حتى يلجأوا دائما الى ايران خوفا من السنة والارهاب.
شاركت في مؤتمر دعم سوريا نريدك القاء الضوء على طبيعة العلاقة الحالية بين النظامين السوري والعراقي؟
من المعروف انه كان هناك خلاف محتدم بين النظامين العراقي والسوري بعد اتهام العراق للنظام السوري بإرسال ارهابيين الى اراضيه لتنفيذ اعمال تخريبية لكن بعد قيام الثورة السورية عملت ايران على ايجاد وحدة طائفية بين النظامين، فهناك ميلشيات عراقية تذهب الى سوريا بمباركة الحكومة العراقية بحجة حماية المقدسات والمرافد الشيعية وهي تقاتل بجانب النظام السوري، وهناك معلومات حصلنا عليها انه تم الاتفاق بين النظامين العراقي والسوري على عبور قوات ايرانية من العراق الى سوريا لمنع سقوط نظام الاسد في حالة تعرضه لخطر السقوط، كما ان هناك بنوكاً عراقية ترسل 60 من العملة الصعبة الى ايران مما عرضها لعقوبات من النظام العالمي.
وكيف تفسر الصمت الدولي على ما يحدث في العراق على عكس ما يحدث في سوريا؟
رغم سعادتنا بالدعم الذي يقدم للثورة السورية فإننا نحذر من الدعم الامريكي والنظام العالمي الذي يدور في فلكه من استخدام الثورة لصالحهم واعتقد ان سكوت النظام العالمي على ما يحدث في العراق هو ناتج عن رغبة الولايات المتحدة في عدم كشف الوجه القبيح للولايات المتحدة اثناء احتلالها للعراق فضلا على ان الحكومة العراقية تشتري سكوت عدد من البلدان العربية بالنفط.
وما رؤيتك للأحزاب الاسلامية العراقية؟ وهل فشلت تلك الاحزاب عن التعبير عن روح الشعب العراقي كما حدث في بلدان اخرى؟
الاحزاب الاسلامية العراقية لا تمثل المقاومة العراقية او الشارع العراقي لان دخول تلك الاحزاب في العملية السياسية جاء لتحقيق مصالح حزبية ضيقة.
وما رؤيتك للاتهامات الموجهة الى السيد طارق الهاشمي؟
ننظر لتلك القضية من منطلق رغبة الاحزاب الشيعية الاسلامية حزب اهل السنة في شخصية طارق الهاشمي وليست موجهة للهاشمي في حد ذاته لانه ليس بالشخصية القوية التي دافعت عن شعب العراق ولكن محاولة حزب الهاشمي ومن بعده العيساوي يهدف الى اخافة السياسيين السنة وعندما اندلعت مظاهرات مناهضة لضرب رافع العيساوي ادى الى تراجع الحكومة العراقية لان ايران لا تريد اغضاب سنة العراق في هذا التوقيت في ظل انشغالها بالازمة السورية.
وهل تتوقع تغييراً في المشهد السياسي العراقي في حالة اجراء انتخابات جديدة؟
لا اتوقع هذا لان العملية السياسية التي قامت بعد الاحتلال عرجاء ولا يوجد تغيير في الاحزاب والشخصيات التي تمارس العملية السياسية.
وهل ترى ان الخلاف الكردي مع الحكومة المركزية هو بداية لتقسيم العراق؟
المعطيات القائمة على الارض تؤكد ان العراق في طريقه الى التقسيم، فالسني لا يستطيع التجول في المناطق الشيعية والدخول الى كردستان يحتاج الى الكثير من الاجراءات رغم ان الكيان الكردي قدم عملاً نبيلاً باستضافة المضطهدين من اهل السنة لكن المعطيات القائمة تؤكد ان العراق في طريقه الى التقسيم او الفيدرالية على احسن الاحوال.
وكيف تنظر الى مطالب بعض الاقليات كالتركمان؟
كل الطوائف العراقية مظلومة خاصة الصغيرة التي لا تمتلك قوة تدافع عنها لذا فإنني اطالب جميع الطوائف المظلومة ان تتكاتف على مشروع وطني للحفاظ على هذا البلد ووحدته في مواجهة احزاب السلطة.
في النهاية ما مطالبكم من العرب والجامعة العربية ومصر؟
اطالب العرب بتقديم يد العون للعراقيين للنهوض من كبوتهم أما مصر عليها ان تعبر عن روح الثورة الجديدة وتقدم المساعدة للمواطن العراقي الذي يدخل مصر بشق الأنفس ولا يجد أي منظمات تقدم له العون فالأسر العراقية القادمة الى مصر تعاني من الفقر، اما الجامعة العربية فعليها ان تصلح خطائها في العراق عندما شرعنت وجود الاحتلال من خلال القيام بمشروع حقيقي للنهوض بالعراق.
AZP02
