على هامش مؤتمر باريس – مقالات – ناجي الزبيدي

على هامش مؤتمر باريس – مقالات – ناجي الزبيدي

اكد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء أمام المجتمعين في مؤتمر باريس لمكافحة الارهاب الثلاثاء 2 حزيران 2015  ،ضعف تعاون التحالف الدولي مع العراق في محاربة داعش ،ورأى ان الحملة الجوية ليست كثيفة بما يكفي ،كما ان مراقبة داعش من قبل طائرات الاستطلاع ،ومتابعة تحركاته ليس فعالة ،وداعش يتحرك بمجموعات صغيرة وليس بأرتال كبيرة ،ونحن لا نريد قوات برية ،ولو طلبناها فلن نحصل عليها ،كما لم نحصل لا على اسلحة ولا على ذخائر من التحالف الدولي ،ولا نحصل على معلــــــومات جوية كــــــافية .

مع حضور مؤتمر باريس ،أو قمة السبع الكبار،أوبدونهما ،فالاستراتيجية الامريكية لمحاربة داعش هي نفسها لن تتغير،رغم تلقيها انتقادات كثيرة من كبار المسؤولين الامريكيين والعراقيين على حد سواء ،وعلى الرغم من أن عدد الضربات الجوية بلغ اكثر من 4200 ،الا أن فعاليتها محدودة جدا ،داعش تمدد نحو الرمادي في العراق ،ونحو تدمر وسط  سوريا ،ويتوسع في ريف حلب الشمالي والتحالف الدولي يتفرج .

جاء في البيان الختامي للمؤتمر:الالتزام بحملة طويلة الاجل للتمكن من هزيمة داعش ،والتخلص من بقاياه وذيوله في المنطقة وفي العالم ،باعتباره بؤرة خطيرة تهدد السلم والامن الدوليين .وخلص البيان الختامي أيضا الى دعم خطة عراقية تقدم بها رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي تشمل :

1 تسريع وتيرة الدعم المقدم للمقاتلين من العشائر في محافظة الانبار ،يشمل تجنيدهم وتجهيزهم وتدريبهم ،لكي يحاربوا تنظيم داعش مع القوات العراقية.

2 تجنيد الافراد في وحدات الجيش العراقي ،وخصوصا في الوحدات المتمركزة في محافظة الانبار،التي استنزفت بفعل القتال المستمر منذ اكثر من 18 شهرا .

3 استدعاء شرطة الانبار،وتأهيلها لكي تتولى السيطرة على المناطق المحررة.

4 الدعوة الى تقديم المساهمات الدولية ،في اليات التمويل التي وافق عليها برنامج الامم المتحدة الا نمائي ،من أجل تيسير الاستقرار في المنلطق المحررة .

5 ضمان عمل جميع القوات المشاركة في تحرير محافظة الانبار ،تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي ،وسلسلة القيادة العراقية ومراقبتها .

أما قمة مجموعة الدول الصناعية  السبع الكبارالذي اختتمت اعمالها في التاسع من حزيران 2015 ،والتي شارك فيها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ،لاسباب تتعلق بقضايا الارهاب في العراق .

ناقش المجتمعون مكافحة الارهاب ،حيث اكد البيان الختامي ،ان قادة هذه الدول ملتزمون بمواجهة ظاهرة تدفق الارهابيين الاجانب الى سوريا والعراق ،وأنه ينبغي ان تبقى مكافحة الارهاب أولوية المجتمع الدولي بمجمله ،وأكدت مجموعة الدول السبع دعم التحاف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة داعش ،وأشار القادة في تلميح الى داعش نجدد التأكيد على التزامنا بهزيمة هذه الجماعات الارهابية المتطرفة ،ومكافحة ايدلوجيتها الكريهة . وقد دعي رئيس الوزراء العراقي لمناقشة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لمساعدة بلاده في محاربة تنظيم داعش ،الذي شن هجوما خاطفا قبل عام ،واستولى خلاله على اكثر من ثلث البلاد .

عقد الرئيس اوباما اجتماعا مع رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لمناقشة الحملة التي تقودها واشنطن ،لمساعدة العراق على استعادة أراضيه ،من أيدي التنظيم الارهابي ،ودعا أوباما خلال الاجتماع الى المزيد من الجهود الدولية لوقف تدفق الارهابيين على سوريا ،وخصوصا عبر الاراضي التركية ،وقال أوباما ،لايمكننا ان نمنع كل شيئ ،لكننا نستطيع منع كثير من الامور ،أذا كان لدينا تعاون أفضل ،وتنسيق أفضل ،اذا راقبنا في شكل أكثر فعالية ما يحدث على الحدود بين تركيا وسوريا ،وأضاف أوباما أنه أبلغ العبادي على ضرورة وجود برنامج سياسي يجمع الشيعة والسنة والاكراد ،مشددا على ضرورة استقطاب العشائر السنية ،بطريقة أكثر سرعة ،مما يساهم في دحر داعش ،مؤكدا ان يصل العبادي الى قانون وطني في حل بعض المشاكل الامنية في الانبار ،وتسليم الملف الامني الى سكان تلك المناطق ،وأكد على ضرورة وجود برنامج سياسي لايقصي ولا يميز بين الشيعة والسنة والاكراد الذين يعملون بشكل منفصل ،وأوضح ان البرنامج السياسي لا يقل أهمية عن الشأن العسكري ،وقال كلما زدنا في تدريب وتجهيز القوات العراقية كلما كانت أكثر نجاعة ،مشددا على تسريع وتيرة التدريب والاعداد للقوات العراقية بشكل جيد .

وأكد قادة الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وبريطانيا وأيطاليا وكندا واليابان على مسألة تنظيم داعش في سوريا والعراق ،وضرورة التصدي لهذا التنظيم المتطرف ،من جهته أعترف أوباما أن بلاده ليس لديها أستراتيجية محددة في قتال داعش في العراق وسوريا ،مستدركا أن هناك تقدم كبير في محاربة داعش .

ويبقى المجتمع الدولي ينتظر وعود مؤتمر باريس وقمة السبع الكبار،وهل يجني العراق ثمارها في المستقبل القريب .

مشاركة