علم التغذية -عبدالوهاب الجبوري

د. عبدالوهاب الجبوري

اعتمدت العديد من الجامعات في العالم  اختصاص جديد في مناهج كلياتها أقبل عليه الطلاب بدرجات متفاوته لظروف معينة تتعلق ببلدانهم وشعوبهم وطبيعتهم الحياتية وهذا الاختصاص هو علم التغذية.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية مركزاً لانطلاق هذا الاختصاص حيث بدأ تدريسه للوهلة الاولى في جامعاتها داخل الولايات المتحدة الامريكية ، ثم اعتمد فيما بعد ضمن مناهج جامعاتها الموجودة في اغلب دول العالم  .

يتبادر الى الاذهان سؤال عن ماهية هذا العلم ومدى تأثيره في صحة الانسان وكيف يمكن النظر الى القضية الغذائية في العالم العربي؟

علم التغذية هوالاختصاص المعروف بالانكليزية باسم (Dietetics) والذي يعنى بتطبيق مباديء التغذية الصحيحة في اعداد الطعام للافراد والجماعات ،اصحاء  كانوأم مرضى على حد سواء فهو للاصحاء يعتبر تدبير وقائي من الاصابة بالعديد من الأمراض خاصة المزمنة منهاحيث كان من الملفت للانتباه ان عدداً كبيراً منهم هم ممن كانو طوال حياتهم يكثرون الاطعمة الدسمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الدهنية كما ان المصابين بداء المفاصل المعروف اكثرهم كانت انظمتهم الغذائية تحوي  كميات مبالغ بها من اللحوم رغم ان بعض الاطباء ينكرون وجود هذه العلاقة كشرط الزامي إلى ماهناك من علاقات بين سائر الأطعمة وعدد من الأمراض التي يعاني منها الانسان وخاصة العربي ،فلابد ان تتم معالجة قضية الغذاء في الوطن العربي انطلاقاً من مبدأ حياة الوطن في صحة  ابناءه ، اما للمرضى فيطبق علم التغذية على الذين يعالجون بالمستشفيات منهم .

كما يجمع الأطباء على ضرورة التنسيق بين  أنواع الاطعمة التي يتناولها الاشخاص الاصحاء و مستوى اعمارهم ، فيرون ان اللحوم هي ضرورية جداً لمن هم دون سن الثامنة عشرة حيث تسهم بشكل فعال في بناء اجسادهم ، في حين من الممكن الاستغناء عنها لمن تجاوزوا هذا العمرفيكون تناولها ليس الزاميا بل اختيارياً ، اما لمن تجاوزوا سن الأربعين فلا ينصح بالافراط في تناول اللحوم و التقليل قدر الامكان من تناول الحلويات والدهون .

وبالعودة إلى طريقة الشعوب العربية في تناول الطعام نرى ان انظمتهم الغذائية الغير صحية غنية باللحوم الدسمة والحلويات المشبعة بالدهون والسكريات العالية والتي تتحول بدورها  إلى سموم قاتلة متى ماتجاوز الانسان سناً معيناً ،بالاضافة إلى ذلك فان سلبيات هذه الانظمة لاتقتصرعلى البالغين بل تتعداها إلى الأطفال الذين يجب ان يخضعوا لانظمة صحية منذ الطفولة  لتكون بنيتهم سليمة منذ بداية اعمارهم ويعتادوا على الغذاء الصحي مدى الحياه ، ولسوء الحظ فان شعوبنا العربية تخرق هذه الانظمة باساليب متعددة منها المبالغة بتغذية الطفل وتجاوز ارشادات الطبيب بوجوب اعطاء الطفل وجبات محددة من الغذاء تكون مناسبة لسنه ووضعه الصحي حيث نجد اغلب الامهات يبالغن في تغذية اطفالهن بزيادة انواع من الفيتامينات تبعاً لاجتهادات شخصية متجاوزين نصائح وتعليمات الأطباء واخصائيي التغذية ظنا منهم ان تلك المبالغة تلعب دور فعال في النمو السريع للطفل بالمعدل فوق الطبيعي دون معرفة ودراية بان هذا الاسلوب قد يسهم في فقدانه للتوازن الجسدي والعقلي احياناً.

مشاركة