توقيع
فاتح عبد السلام
لا تزال الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية السعودي الى بغداد نقطة مهمة للغاية في مفصل التحولات المحتملة بالمنطقة . لا معلومات علنية عنها ولعل ذلك يكسب الزيارة الاهمية المقصودة . أجواء العاصفة تتشكل في المنطقة بتيارات صاخبة هنا وخافتة هناك ، والرئيس الامريكي ترمب يرسل صهره الذي هو مستشاره المقرب والمفوض الى بغداد ، في حين ان القوات الامريكية يزداد عديدها بهدوء كبير، وهؤلاء الزعماء العرب في قمة الأردن يكادون يتحاشون ذكر ايران، وهذا زعيم المعارضة الشيعية في البحرين المدان بالتحريض على الارهاب يتلقى تخفيضاً مدهشاً بسنوات سجنه ولعله يقترب من اطلاق السراح.
لا تولد أية خطوة خليجية في التصرف مع ايران وما تمثله من دون أن يكون ذلك خاضعاً لترتيب مسبق .
الحرب لتطهير الموصل من تنظيم داعش تقترب من نهايات تحرص واشنطن على متابعتها والتداول بكل تفاصيلها مع الدول المعنية ، وهناك تلميح حكومي عراقي الى امكانية وجود دور لروسيا في الموصل ، كل ذلك يأتي في سياق ترتيبات معركة لطرد داعش من معقله السوري المهم في الرقة ، حيث يعلي الامريكان من شأن القوات الكردية المقاتلة هناك من دون الاصغاء الى الاعتراضات التركية ، ولعل تركيا باتت تتحدث ساعة وتصمت ساعات ازاء الملفات الشائكة في الموصل وحلب والرقة . لم يعد أحد يرى تركيا كما كانت تعلن وتتصرف عشية بدء حرب تحرير الموصل في السابع عشر من تشرين الاول الماضي .
والحزبان الكرديان الكبيران يتفقان على موعد الاستفتاء لاستقلال كردستان برغم الاعلان الامريكي الرسمي حول دعم وحدة أراضي العراق .
خيوط متناقضة للوهلة الأولى لكنها ذات نتائج مرتبة بدرجة شديدة ، تلك خاصية حياكة الثوب الجديد التي ستظهر من خلاله المنطقة في سياق العناوين المولودة في مخاض داعش .
رئيس التحرير
لندن