تلك الكتب
علاقات بين الإنتاج والبيع
يوجد في مذكرات الادباء البارزين في العقود السابقة تناقض او اختلاف مع المعروض من الكتب في المكتبات التجارية، ففي الوقت الذي تشير فيه المذكرات الى اسماء وعناوين معينة لادباء تركوا تاثيرهم وبصماتهم في العديد من النتاجات الادبية في مجمل عقود القرن العشرين فان نتاجات هؤلاء الرواد تكاد تكون مفقودة، ولا وجود لها في المعروض من الكتب في المكتبات التجارية.
وليس المفروض بالكتب التي تذكرها المذكرات ان تكون الكتب نفسها المعروضة في الكتب التجارية، ولكن غياب هذه الكتب امر غير مرغوب فيه، ويعد من سلبيات هذه المكتبات، لان من مسؤولياتها ومهامها ان تبحث عن الكتب المؤثرة والفاعلة وان تجعلها متوفرة، بامكان القارئ اللجوء اليها واضاءة ما ذكرته المذكرات عنها وفقدان مثل هذه الكتب يجعل قراءة المذكرات ناقصة، وغير مستوفية لكل ما يراد منها، وقد يثير الشكوك والظنون حول تاثيرها وما تركت من بصمات في المذكرات والتي نوهت عنها، او قدمت تفاصيل كثيرة من تاثيرها..
وذلك لا يخص هذه المذكرات فقط، وانما يشمل العديد من الكتب، فالساحة الثقافية تطرح عناوين معينة للنقد والنقاش وتنشر الصحف والمجلات اخبارا وعروضا ودراسات نقدية عن عناوين معينة من الكتب ولكن هذه العناوين لا وجود لها في المكتبات التجارية، وهي ايضا مفقودة في المكتبات العامة، لان هذه المكتبات تعرض الكتب والمجلات بعد مرور وقت طويل على افتتاحها، والحصول عليها ثم ان اغلب القراء يريدون الحصول على الكتب من اقرب بائع لها، ودون المرور بالاجراءات الرسمية المتبعة في المكتبات العامة.
ويلجأ بعض المؤلفين الى اهداء نسخ من كتابه عند تناوله ودراسته في ندوة او في حلقة نقاشية، وذلك لا يحصل مع كل الاصدارات الجديدة، كما انه غير متبع في التعامل مع الكتب المؤلفة من الرواد، لانها الفت منذ زمن طويل ولان الحاصلين عليها يحرصون على عدم ضياعها.
وغالبا ما تكون البحوث والدراسات التي تلقى في بعض الندوات غير صادرة في كتب معينة، الامر الذي يقتضي مشاركة الاخرين في مناقشتها والحوار بشأنها.
ان من الضروري والمفيد ان تطرح المكتبات التجارية للبيع الكتب التي يجري تناولها ودراستها في الندوات والحلقات النقاشية لان ذلك يعد اعلانا عن هذه الكتب ويدفع الى اقتنائها، ويساعد المؤلفين ودور النشر على ترويج الاقبال على هذه الكتب، ومثل هذا التعامل مع الكتب يوجد علاقات فاعلة بين المنتجين للكتب وبين القراء، ويوفر فرصة ثمينة لبيع وقراءة الكتب.
رزاق إبراهيم حسن
