معدن البلاهة
عقول غضة وخروج من الدوامة
بعد كل مصيبة وكل انفجار يحدث تزدحم منشورات المرضى والحمقى والحانقين على دين الله واهله في مواقع التواصل، يستغلون هذه الظروف أقصى استغلال وفي لحظاتها الأُول لإظهار عُمق تأثرهم المتنطع ومبلغ انهيارهم الرومانتك بما وقع. فنرى نواياهم المنتكسة تقيح سُمًا زُعاف عجباً نفوسٌ تزعم النقاء وفيها الخُبث أضعاف.
(أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم )
وتأبى الأحداث والمواقف إلا أن تُعري المنافقين حولنا تفضح سرائرهم التي كتبت بأياديهم التي نشرت.
يتصدر هذا المشهد الدرامي أيقونات ثقافية مخرومة المعنى منحرفة البوصلة والإتجاه، تدحرجت تفاهاتهم سلالم الانتشار على حين غفلة نطوا على نوافذ التافهين والغُر وصاروا فيما بعد الاستاذ الفذ فلان والأستاذة المُخلصة فلانة كل هذا جراء نظمهم بعض بيتوتاتٍ شعرية او سرد قصة بغدادية او تأليفِ حكايةٍ او رواية فنتازيا.
ثم انطلقوا إلى التحليلات الجيوسياسية وتكلموا في العلوم الطبيعية أوهموا متابعينهم بالعلم الاكسباير الذي يروجوه خصوصا وصفحات أنا ادلس العلم ودخلك بتعرف وغيرها من صفحات الالحاد هي منقولاتهم الثمينة ومرجعهم الأمين ولو سألته فروق الحتمية عن السببية لخرس دهرا!
الأشد من ذلك المعرفة التي يرون امتلاكها والقطعان التي تؤكد وتتبع على عمى بصيرة لكن سرعان ما تفضح المواقف وهم المعرفة الذي يعيشه الواهم والموهوم.
طبعا هذه الأنموذجات طوال السنة اشكالهم ومنشوراتهم تدعي المعرفة والادب والرقي والجمال والحكمة وبأقل موقف تجد احدهم توترت أعصابه ومباشرةً قفز على الدين سب مقدساته كفر بالله واساء للنبي الكريم وصرخ الارعن هذه حريتي ودماء الناس تعبر عن حالتي!
وكأن دماء الناس ليست مسلمة وفقط الكافر المُلحد العلماني لبرالي وشيوعي هو من يشعر بالمعاناة والألم.
ما الرسالة الموجهة ايها الفلتة و99 بالمئة ممن يقرؤون منشورك مسلمين!
ما مضمون رسالتك المُستلمة من قبل المُتلق غير أفسق وأكفر مثلي واترك دينك او عبر عن مشاعرك المشحونةُ سلفاً بذم تراث المسلمين وقدح تعاليمهم وتمجيد ارباب آدلجتك الغربية وميولك العبرانية.
ذاكرة متهرئة
وكأن ما حاصل ليس سببه غزوٌ شاركت فيه كل دول العالم الأغبر المتحضر الذي تقتبس من ذاكرة ابطالهِ سطورك المهترئة!
وكأن من نهبوا ممتلكاتك حظوة واقتسموا ثرواتك عنوةً حتى تركوا لك الارض تفترشها والسماء تلتحفها مع حفنة لصوصٍ كلّ يومٍ تسحب الفراش من تحتك وتُقدم مسارات لحافك لغيرك كي يرم براميل الجنان العلمانية على جحيم صغار ونساء وعُزل المسلمين في حُضنك كأن كلّ هؤلاء حمائم سلامٍ ومشاتهم ومجوقلاتهم وطائراتهم اجنحة ملائكة!
يا معدن البلاهة الذي لا تعلم بما تخوض ولمَ الله خلقك لا تدري وكأن تدمير عراقك وتركه على جنباتهِ ينزف ليس بمباركة دعاة تحررك وديموقراطيتك المُبللة بحرقة مدن بشهقات نساء بدموع عبير قبل ان تُغتصب ثم تُحرق! وغيرها الآلاف حتى اللحظة. لستُ أُقايس لستُ أُفاضلُ بين كفوف الهلاك فقط احاول أن اضع لك الصورة قرص شمس بلا رتوش واحقاد الذين أُشربوا في قلوبهم عجل الانبهار المادي ولهثوا خلف كل جعجعة ومناسبةٍ قاسية لإعلان مشاعرهم الرقراقة على الملأ بأنها الانبل والانصع. وكأن المشاعر والأحاسيس مُفَصلة على احجام قلوبهم المعطوبةُ ران. ألا يا قلب البطة أيا ساق الحمامة يا رجل المُلمات الخائر هون عليك تنصيص كفرك واستعراض عربدتك التأثرية بذريعة رد صيال الواقع بكتابة منشوراتٍ عن أحلامك الناجية وختمها بتحريف حديث نبوي او سب الإسلام والمسلمين لن تُقدمك خطوة ربما تجعلك رأساً نعم وزعيما لحلقة القرود المتطورة التي تُعلق على حسابك وهي مستبشرة بإعلان كفرك وقُبح ما تكنن سريرتك (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).
حقائق الايام
وتأبى حقائق الأيام إلا أن تُفصح: خرجنا من داومات انتماءاتكم البالية ووطنياتكم الفالس ورزقنا الله غربلة مناهجكم التغريبيّة التي سقتموها للعقول الغضة كبطاقات تحرر لنوادي عهرٍ بصفة ثقافة وصفقتم بكلتا اليدين لكل ثقافة مستوردة وكلّ فكرة هابطة بحجة الحرية في الرأي فتقولون على الله ما لا تعلمون وبحجة التحرر والتمدن تجعلون أسقاط تعاليم الاخلاق والقيم هدفا أساسيا لئن تسودوا!، وإنما الرأي سليبّ عند ابواب العروش وأنتم جبناءُ أفتطالبون! وأما اقتياتكم الكفر بمحامد اصولنا فهو قشش بقاءكم الهش، فاستكثرتم اعلاء صوت الحق ومقتم على أهل الإسلام حُبّ دينهم.
وإن احدكم جُنح ذبابةٍ في ميزان الرجال لا يساوي فضلًا عن القيَّم وأهلها لكن مفارقة مواقع التواصل الظالمة التي جعلت العالم والجاهل والعاقل والأبله يتساوون في قسمةٍ مجانيةٍ حمقاء جعلت النبض يستمر في زؤام أقوالكم رغم مسامير النعوش التي تقيحها افواهكم.
وإنما العجب مدعاة صمت وإنما العجب ليجعلنا نُبَيّن خطى أهل السوء رُبَّ متابٍ وستر سوءة.
مصطفى القيسي – بغداد