إستخدام العنف من الأبناء
عقوق الوالدين
القسوة ضد الوالدين ما كان السبب وراء انتشارها؟
وهل يجدر بِالابْن ان يبدي هكذا كلام او فعل شنيع ضد والديه؟
هل نسي من رباه؟ من سهر الليالي لأجله؟
القسوة ضد الوالدين وبغضهم ليست مبررا لعقوقهم وتعدي حدود الاحترام معهم،ولاشك ان للأباء العطوفين كثيرين الصلاح والحنان محبة كبرى في قلوب ابنائهم، تزداد مع نضوج الأبناء وكثرة وعيهم وتقدمهم بالعمر حيث تتوسع افكارهم وفهمهم لدروس التضحية والعطاء من قبل والديهم،والان نتحدث عن الجوانب التي لا يعيرها أية أهمية الوالدين غافلين عنها وعن المعوقات التي من الممكن ان تترتب عنها،عند استمرار الاب والام بتصرف ما او سلوك سلبي تجاه ابنائهم ظنهم انهم يقومونهم كالحرص والبخل او البذخ حد الاسراف هنا ارتكب الأباء خطيئة كبرى بحق الأبناء ففي البخل الشديد يشعر الابن بالحرمان وحين البذخ وبسط اليد اليه يعلمه على عدم الاعتماد على النفس والاتكال وعدم تحمل المسؤولية والتحكم بما يملك وسد احتياجاته فقط، وقد علمنا الرسول(ص) ان افضل الإنفاق هو الإنفاق على الأقربين وعنه (ص)قال:(دينار انفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على اهلك أعظمها اجرا الذي أنفقته على اهلك) فأحيانا ترزح تحت ضرب من الخرافة ظنا انك فاعل للصواب وما انت بفاعل سوى التشبث بمفاهيم خاطئة وتبقى في غفلة حتى تتوسع الجائحة التي قمت بها ضد أبنائك وتصل الى مرحلة لا علاج لها ولا أية صورة حل ممكنة يصعب التعامل معها،حين يتفوه الاب بكلمات نابية يقصد بها الاستهزاء والتقليل من شأن ابنه لا يعلم بفعله سيعاني من نفسية مضطربة وبأفكار سلبية وشخصية مهزوزة كثيرة القلق والانطواء، وبعض الآباء يتخذون الضرب والقسوة وسيلة لتقويم الابن وتنشأته كما يقال بلهجتنا المتداولة (اسوي منك رجال وبطل)وهو بذلك يزرع بداخله الكره والبغض والتمرد والعصيان،علمياً ونفسياً كلمات الود والمحاباة توطد وتُآصر العلاقة ما بينكم وكثرة الجفاء وابتعادك وأهمالك لهم يترك بداخلهم انطباع الكره والابتعاد عنك
يحكى ان رجلاً يقول للرسول (ص) ان لديه عشرة أبناء لا أُقبل أحداً منهم فقال الرسول(ص): (من لا يَرحم لا يُرحم).
وقال ابن ابطال: رحمة الولد الصغير ومعانقته وتقبله والرفق به،من الاعمال التي يرضاها الله ويجازى عليها)
الاب قدوة ومصدر فخر لأبنائه، يسيرون على نهجه ويتبعون اثر خطاه فأن كان بعيداً عن الدين وقيمه ومبادئه خائنا للشرف مرتكب للمحارم سيسقط من نظرهم ويتكون لديهم حاجز زعزعة الثقة والشعور بالأحباط كما جاء في القول:(اذا كان رب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل الدار الرقص)
ولكن يبقى للبيئة الخارجية والتعلم الدور الكبير في انتشال ضياع الأبناء ونلاحظ الكثير من الأبناء والبنات صالحين يتمتعون بالثقافة والعلم والأدب رغم ان والدهم ينحرف في الطريق الخطأ وأمهم غير ذات علم ولا حياء ، ولا دين وذلك يتبع الهداية الربانية وتربية الفرد لذاته كما قال تعالى في محكم كتابه(فلا تطعهما وصاحبهما على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب الي ثم الي مرجعكم فأنبئكم بما كُنتُم تعملون)
وأحد اهم الاسباب التي تسبب في عقوق الوالدين وكره الاب حين إيذائه لأمهم وحب الام في فطرتهم لانها مصدر الحنان والرقة والعطف لهم.
شرخ كبير
فرؤيتهم لحظة ايذاء الاب لها يولد في قلوبهم الكراهية والبغضاء وقطع الأرحام تجاهه،والذي يزيد الوضع سوءاً كونهم غير قادرين على ردعه ودفع الاذى عن امهم، فيحدث شرخ مؤلم كبيراً لا يبريه الف اعتذار فيكبر كرهه في قلوبهم ويزدادون بعداً عنه،
ولعل اهم أسباب عقوق الابن لوالديه هو إجباره على فعل بعض الأشياء وإرغامه على عمل ما او حرفةٍ اي بمعنى أصح استعمل مبدأ(الاكراه) وهو تقييد حريته وفعل ما يحبه الاب لا مايحبه الابن حتى يتولد بداخله كره عميق ورغبة في رحيل والده ليقوم بما ترغب به ذاتهِ،وعدم العدل بين الأبناء التفريق بينهم اي تفضيل واحدهم عن الاخر وهذا من الظلم وقد امرنا نبينا الاكرم (ص) امرا بالعدل بين الأبناء فقال: (اتقوا الله وأعدلوا بين أبنائكم) البخاري.
والعدل سمة رفيعة يجب ان يتحلى بها كل ام وأب ليس في العطايا فقط بكل شئ فالظلم يطرد المحبة والرحمة من القلوب ويجعلها كصخرة متحجرة ينتج عنها الكراهية.
ورغم كل ذلك لا نحث على عقوق الولد لوالديه مهما تلقى منهما من تقصير ان كان مؤمنا بالله فالله يحثه على الرأفة بهما وان كان اصغر منهم لا ضير ان يقدم لهم النُصح بأقوال الرسول وآيات الرب،وعلى الوالدين العزوف عن المبادئ السلبية والمفاهيم الخاطئة التي تم ذكرها وان يجعلوا علاقتهم بأبنائهم علاقة صداقة، مشاركتهم مشاكلهم، مواهبهم، معاناتهم، وبرامجهم التعليمية الى غيره من تلك الامور فهم كالبذرة كيفما تُسقِها ستحصد سُقياك ان كان سلباً او إيجاباً.
طيبة كريم – ديالى