عقود خاسرة – اكرام زين العابدين

الـله بالخير رياضة

عقود خاسرة – اكرام زين العابدين

يبدو اننا في العراق لا نملك الثقافة القانونية في صياغة العقود المبرمة ، ولا نتعلم من اخطائنا ونتجنب الوقوع في المحظور ، وعندما تسال عن عدد المحاميين الموجودين في العراق فانك تصاب بالدهشة لكثرتهم ، وان العدد في تزايد نظراً للعدد الكبير من الكليات الحكومية والاهلية التي تدرس القانون وتخرج المئات من المحاميين سنوياً، بالاضافة الى ان عدد غير قليل منهم يحصل سنوياً على شهادات عليا بالقانون.

لكننا ما زلنا نعاني من مخرجات هذه الكليات التي تهتم بصياغة العقود الدولية وباللغة الانكليزية ، والتي طالما ندفع ثمنها غالياً لان اغلب المحاميين لا يجيدون التعامل من العقود الخارجية التي تكتب بالانكليزية او الفرنسية او اي لغة عالمية اخرى.

تناقلت الاخبار بان مدرب منتخبنا الوطني المقال من عمله الاسباني خيسوس كاساس قد كسب قضيته مع الاتحاد ، واننا سندفع له مبالغ مالية كبيرة قد تصل الى 2 مليون دولار او اكثر ، وقد يطالبنا ايضاً بمبلغ 600 الف دولار كمكافآت له في حالة تأهل العراق لكاس العالم 2026 .

خسارتنا القانونية امام كاساس ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لان سبقتها خسارت امام المدرب النرويجي اولسن ، والبرازيلي فييرا ، ومن بعده زيكو ، بالاضافة الى خسارة العديد من القضايا مع محترفي الاندية العراقية، وهذا يدل باننا بحاجة الى مراجعة عملنا القانوني وتحديثه.

وهنا نرجع قليلاً الى الوراء ونتذكر الذي حصل بعد خسارة العراق امام الاردن في كأس آسيا بقطر 2024 ، ونجاح كاساس في تسويق نفسه على حساب العراق ، وانه كان يلوح بترك مهمته لانه لا يشعر بالامان نتيجة الخسارة ، بالاضافة الى حصوله على عقود تدريبية جديدة من كوريا الجنوبية ودول اخرى (حسب ادعائه).

كان على درجال ان لا يقع في الفخ وان يكون اكثر صرامة بالتعامل مع كاساس وان يحافظ على حقنا واموالنا وان لا يدع مثل هكذا مدرب مغمور ان يتحكم بمقدراتنا وكانه ضمن التأهل للمونديال المقبل ، لان المشوار لم ينتهي ومازال طويلاً ويحتاج الى عمل وتخطيط صحيح.

لكن الذي حصل كان مغايراً بعد ان استعان درجال برئاسة الوزراء واقنعهم بان مصير تأهل المنتخب للمونديال مرتبط ببقاء كاساس ، وان رحيله يعني تبخر الحلم العراقي باللعب في كاس العالم.

للاسف فان القيادة العليا صدقت درجال لان صوته كان الاعلى ولم ينجح الآخرين في ايصال آرائهم  ، وتم تجديد العقد بصيغة جديدة بالرغم من ان العقد القديم كان سارياً وكان بالامكان اجراء بعض التعديلات عليه ، لكن ذكاء كاساس ومحاميه جعلنا نتازل عن حقنا ونرتضي بان تكون الافضلية له ، خوفاً من انه سيغادر العراق بعد انتهاء سنته التعاقدية. سمعت من المحامي السابق في الاتحاد العراقي محمد حيدر الحسون في لقاء تلفازي ان نظم عقد كاساس الاول عام 2022 وكان مقبولاً ، وانه لا يتضمن اي شرط جزائي كبير او مكافآت الفوز ، لكنه بعد التجديد في عام 2024 وبعد تركه للعمل مع الاتحاد جدد العقد ولكن بشروط كارثية ومجحفة بحق العراق.

وهنا يجب ان نشير الى نقطة مهمة ، ان الوضع الحالي بحاجة الى العقلانيه وانه لا يتحمل الانشغال بالقضية وترك مهمة استعداد المنتخب لمباريات الملحق التي ستجري في السعودية بعد ايام قليلة ، وعلينا بالتركيز على مباراتا اندونيسيا والسعودية وتحقيق حلم الجماهير العراقية باللعب في المونديال.

ملاحظة مهمة : اذا خسر العراق قضيته مع كاساس واجبر على دفع الشرط الجزائي فان على الحكومة اصدار أمر بان رئيس واعضاء الاتحاد يدفعون الغرامة من المكافآت التي حصلوا عليها خلال سنوات عملهم السابقة.

مشاركة