عقوبات بريطانية على مسؤولين إيرانيين وتململ أوربي في محاسبة الحرس الثوري

لندن‭- ‬بروكسل‭ – ‬الزمان‭ ‬

أعلنت‭ ‬بريطانيا‭ ‬الإثنين‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين‭ ‬بينهم‭ ‬نائب‭ ‬المدّعي‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬ردّاً‭ ‬على‭ ‬إعدام‭ ‬الإيراني‭-‬البريطاني‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬أكبري‭ ‬‮«‬لغايات‭ ‬سياسية‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تتضمّن‭ ‬تجميد‭ ‬أصول‭ ‬ومنع‭ ‬سفر‭ ‬وتستهدف‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص‭ ‬وكيانين،‭ ‬ترفع‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬ردّاً‭ ‬على‭ ‬‮«‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬طهران‭ ‬منذ‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني،‭ ‬بحسب‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭.‬

وذكرت‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬العقوبات‮»‬‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬تثبت‭ ‬إدانة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بالإجماع‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بحقّ‭ ‬شعبه‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إعدام‭ ‬المواطن‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬أكبري‭ ‬الذين‭ ‬يحمل‭ ‬الجنسيتين‭ ‬البريطانية‭ ‬والإيرانية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬14‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬نفّذ‭ ‬القضاء‭ ‬الإيراني‭ ‬حُكماً‭ ‬بإعدام‭ ‬المسؤول‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإيرانية‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬أكبري‭ (‬61‭ ‬عاماً‭) ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬إدانته‭ ‬بالتجسّس‭ ‬لصالح‭ ‬المملكة‭ ‬المتّحدة‭. ‬وتستهدف‭ ‬العقوبات‭ ‬البريطانية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ونائب‭ ‬المدّعي‭ ‬العام‭ ‬أحمد‭ ‬فاضليان‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬المدّعي‭ ‬العام‭ ‬محمد‭ ‬جعفر‭ ‬منتظري‭ ‬الذي‭ ‬فرضت‭ ‬عليه‭ ‬لندن‭ ‬عقوبات‭ ‬منذ‭ ‬أسبوع‭ ‬تأكيداً‭ ‬على‭ ‬‮«‬اشمئزازها‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬إعدام‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬أكبري،‭ ‬تحمّل‭ ‬لندن‭ ‬أحمد‭ ‬فاضليان‭ ‬مسؤولية‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬قضائي‭ ‬يقوم‭ ‬بمحاكمات‭ ‬جائرة‭ ‬ويستخدم‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬جيمس‭ ‬كليفرلي‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يخضعون‭ ‬للعقوبات‭ ‬اليوم‭ (…) ‬هم‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬القمع‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬النظام‭ ‬بحقّ‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أنّ‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬تبعث‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬واضحة‮»‬‭ ‬بأنّه‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مخبأ‭ ‬لاولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرتكبون‭ ‬أسوأ‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنّ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬أضاف‭ ‬37‭ ‬شخصاً‭ ‬أو‭ ‬كيانا‭ ‬إيرانياً‭ ‬متورطين‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬القمع،‭ ‬على‭ ‬قائمته‭ ‬للعقوبات‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تضم‭ ‬60‭ ‬عقوبة‭. ‬فيما‭ ‬لاحت‭ ‬معالم‭ ‬تراجع‭ ‬أوروبي‭ ‬عن‭ ‬معاقبة‭ ‬الحرس‭ ‬الإيراني‭  ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬مسؤول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬الإثنين‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬ال27‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بإدراج‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬القائمة‭ ‬السوداء‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قرار‭ ‬قضائي‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬37‭ ‬مسؤولا‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬النشرة‭ ‬الرسمية‭ ‬للاتحاد‭. ‬وأوضح‭ ‬بوريل‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الفصل‭ ‬فيه‭ ‬بدون‭ ‬محكمة‭. ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اجتماع‭ ‬لوزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ +‬أنا‭ ‬أعتبرك‭ ‬إرهابيًا‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أحبك‭+. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬تصدر‭ ‬محكمة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬قراراً‭ ‬قضائياً،‭ ‬إدانة‭ ‬ملموسة‮»‬‭.‬

وكثفت‭ ‬طهران‭ ‬تحذيراتها‭ ‬للأوروبيين‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬الخميس‭ ‬من‭ ‬التكتل‭ ‬القاري‭ ‬إدراج‭ ‬الحرس‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الألمانية‭ ‬أنالينا‭ ‬بيربوك‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نناقش‭ ‬الإمكانيات‭ ‬القانونية‮»‬‭ ‬لإدراج‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭.‬‮ ‬

ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معقد‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬اختار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اوضحت‭ ‬الوزيرة‭.‬

وأضاف‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬التكتل‭ ‬37‭ ‬فردًا‭ ‬وكيانًا‭ ‬إيرانيًا‭ ‬متورطًا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬قمع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬عقوباتهم‭. ‬وبين‭ ‬الأشخاص‭ ‬والكيانات‭ ‬الذين‭ ‬تشملهم‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة،‭ ‬أربعة‭ ‬قياديين‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬و12‭ ‬وحدة‭ ‬عسكرية‭ ‬فيه‭.‬

كذلك،‭ ‬فرضت‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬الرياضة‭ ‬والشباب‭ ‬سيد‭ ‬حميد‭ ‬سجادي‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬مارسها‭ ‬على‭ ‬الرياضيين‮»‬،‭ ‬وعلى‭ ‬أربعة‭ ‬نواب‭ ‬ومديرين‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬الإيرانيين‭.‬

وسبق‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬عقوبات‭ ‬شملت‭ ‬تجميد‭ ‬أصول‭ ‬وحظر‭ ‬إصدار‭ ‬تأشيرات،‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مسؤولًا‭ ‬إيرانيًا‭ ‬وكيانًا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قمع‭ ‬التظاهرات‭. ‬ودانت‭ ‬فرنسا،‭ ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬رهائن‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬باحتجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الأوروبيين‭.‬

وقالت‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬كاترين‭ ‬كولونا‭ ‬‮«‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬نفكّر‭ ‬كأوروبيين‭ ‬في‭ ‬الردّ‮»‬‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭.‬

وأيدتها‭ ‬نظيرتها‭ ‬البلجيكية‭ ‬حجّة‭ ‬لحبيب‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬عدد‭ ‬المواطنين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬المحتجزين‭ ‬يتزايد‭ ‬وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬ترسل‭ ‬الدول‭ ‬ال27‭ ‬معاً‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وحازمة‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‮»‬‭.‬

مشاركة