عقلية (سي السيد) تعيش بيننا

عقلية (سي السيد) تعيش بيننا

زوجات يطالبن بهامش من الخصوصية

بغداد ـ زينب الصالح

على الرغم من حالة التقدم والتحضر التي غزت كل جوانب الحياة، لكن الكثير من الزوجات، مازلن يعانين انتهاك لحق الخصوصية الذي يوفر لهن هامشاً من الحرية، وهو حق لا ينبغي للزوج ان يقتحم اسواره، فليس من المعقول ان تجبر الزوجة على البوح بتفاصيل مكالمة هاتفية دارت بينها وبين صديقة لها، وهو على الاغلب حيث نسوى، من غير المناسب ان يطلع عليه الزوج.

الزوج المتحضر

وتؤكد ضحى/ أستاذة جامعية ـ 40 عاما /، ان الزوج المتحضر يجب أن يحترم حق الخصوصية للزوجة، ويجب أن لا يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة، فهناك بعض الأمور تحتاج الى هامش من الحرية للزوجة، لاسيما ما يتعلق منها بعلاقتها مع الصديقات والزميلات في العمل، مثال ذلك عندما تتحدث الزوجة مع صديقة لها بالهاتف في أمور ذات طبيعة نسوية، فليس هناك ضرورة أن يطلع الزوج على ما دار بينهما من حديث.

وتتابع ” في نفس الوقت على الزوجة أن تقدر حساسية الزوج، وتعزز الثقة لديه، ولا مانع من أن تعطيه ( باسوورد ) الموبايل او الحساب على الفيس “.  وتضيف ” فيما يخص الزوجة، فأنها عندما تبحث وراء الزوج، فأن ذلك من باب الحرص والخوف عليه من مزالق العلاقات غير المشروعة، وليس بالضرورة الشك فيه “. وتنصح ضحى الفتيات المقبلات على الزواج بالاختيار الصحيح، الذي يستند الى العقل وليس الى هوى القلب الخداع.

سي السيد

فيما ترى سلوى/ معلمة ـ 37 عاماً / أن الزوجة التي تحرص على بيتها، يجب أن تراعي مشاعر الزوج، الذي يكون بطبعه غيور، ويريد ان يعرف كل ما يتعلق بزوجته، علاقاتها وصداقاتها، تتحدث مع من ؟

 كيف تقضي وقتها ؟. وتتابع ” الحديث عن مساحة من الخصوصية للزوجة، مع رجل شرقي، أمر مستحيل، لذلك يجب ان نكون واقعيين، ولا نسهم في خراب البيوت بسبب أمر غير ممكن تحققه”.

وتعتقد نور / موظفة ـ 27 عاما /، ان الزوج في مجتمعنا هو (سي السيد ) مهما كان مثقفا، أو حاصل على شهادات عليا، فهو يريد ان يعرف كل شاردة وواردة عن زوجته، ومن هذا المنطلق نفهم أن موضوع خصوصية الزوجة أمر غير متاح. مشيرة الى أنها تعتقد أن ليس من الضروري ان تخبر الزوجة زوجها بكل شيء، فمن الضروري ان تتمتع بهامش من الحرية، لاسيما في الأمور التي لا تخص الزوج، وألا ستصبح الحياة جحيم .

مساحة من الحرية

ويوضح سيف / محام ـ  28 عاما /، أنه متفاهم مع زوجته، ولا يتدخل في خصوصياتها، كونه تزوجها بعد علاقة حب استمرت لعدة سنوات، لأن علاقتهم مبنية على الثقة. ويضيف ” احيانا يكون لدي فضول، وأريد أن أستفسر منها عن أمر ما، ولكن لا أبادر بالسؤال، أنتظر لبعض الوقت، حتى هي تخبرني بكل شي “.ويرى مهند / كاسب ـ 26 عاما /، أن الزوج يجب ان يكون مطلعا على كل ما يخص زوجته، وذلك لحمايتها وحماية الأسرة من صديقات السوء، والمطالبة بالخصوصية معناه السماح لها ان تعيش حياتها دون رقيب وحسيب، وهذا طرح خطير، ذلك ان الكثير من الزواجات انتهت الى الانفصال، لأن الزوجة لم تحسن التصرف في التمتع بالحرية الشخصية بما فيها، الخصوصية، من خلال الانخراط في علاقات صداقة غير سوية، او في بعض مجاميع السوء.

تعزير الثقة

ويشير احد الباحثين، الى أن تمتع الزوجة بمساحة من الخصوصية أمر لابد منه، لادامة الحياة الزوجية، ولكي تشعر الزوجة بالراحة والرضا، ذلك ان الزوجة انسانة قبل كل شيء، وما لا تريد لأحد أن يطلع على امر خاص بها، يجب أن لا تجبر على البوح به. مؤكدا على ضرورة وجود الثقة في الأسرة، ليس بين الأزواج، بل حتى مع الأبناء والأخوة، لأن موضوع الشك والريبة أمر مدمر وهدام للأسرة.

ويتابع الباحث النفسي، أن ” حق الخصوصية للزوجة يجب ان يكون مقيدا، بحيث تراعي الزوجة هواجس الزوج ومشاعرة، فمن غير المقبول ان تتحدث مع شخص اخر من الغرباء بشكل متواصل وان كان التواصل بريئا “.

فيما يشير الباحث الأجتماعي ماجد العنبگي، الى أن معظم الباحثين في مجال الأجتماع، يؤكدون ان الحياة الزوجية مقدسة، كونها تبنى على اساس الثقة المتبادلة والارتباط الروحي، واذا ما توفرت هذه العوامل فأن الحياة الزوجية، تــــــكون حياة تفاهم ومحبة واخلاص.

 مشيرا الى ان هذه الشروط اذا توفرت في الحياة الزوجية، حتما سيكون هنالك نوع من المرونة والحرية، ينتج عنها احترام لخصوصية الزوجة.

مشاركة