عضو هيئة التنسيق الديمقراطية والليبرالية تأخونت وستفشل في سوريا
روما ــ الزمان أكّد معارض سوري إسلامي معتدل أن سياسة السعودية وقطر لم تكن بمصلحة الشعب السوري، واتهم التيارات الإسلامية في ائتلاف المعارضة السورية بأنها متقلبه وبراغماتية مصلحية، ورأى أن الديمقراطية والليبرالية في الائتلاف تأخونت وستفشل، ونوّه بأن وراء عزل معارضة الداخل قوى تريد سوريا دولة فاشلة. وفيما إن كان انتخاب أحمد الجربا المقرب من السعودية هو تأكيد على الدور الكبير للمملكة في رسم الخارطة السورية في حال سقوط النظام، قال المعارض السوري البارز الشيخ رياض درار، عضو المكتب التنفيذي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، لوكالة آكي الإيطالية للأنباء إن السعودية وقبلها قطر تلعبان بالوقت المسموح به أمريكياً لأنها لا ترغب بالتدخل المباشر، ولكن سياسة الدولتين الخليجيتين لم ولن تكون بمصلحة الشعب السوري، والخارطة السورية لن يرسمها أحد غير السوريين بإرادتهم ، وأضاف بين إرادة النظام العنيد ومن استتبع لأجندات الخارج وارتهن لسياسات دول الخليج التي تحارب إيران في سوريا، هناك صراع لن يتوقف وقد يقود لتقسيم سورية حسب تقديره. وكان ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية قد انتخب قيادة جديدة على رأسها أحمد الجربا الذي يعتبر مقرباً من السعودية، وهو أحد شيوخ العشائر ومتحالف مع الكتلة الديمقراطية، ليخلف معاذ الخطيب الذي استقال في آذار الماضي احتجاجاً على الموقف الدولي من الأزمة السورية وعلى أداء الائتلاف أيضاً، وفاز مع الجربا ثلاثة نواب له هم سهير الأتاسي وفاروق طيفور وسالم المسلك، فيما انتخب بدر جاموس أميناً عاماً للائتلاف. وفيما إن كان هناك تراجعاً في أسهم تيارات الإسلام السياسي في المعارضة لحساب التيارات الديمقراطية والليبرالية في الائتلاف، قال درار، العضو المؤسّس للجان إحياء المجتمع المدني وللمنبر الديمقراطي السوري، إن الإسلام السياسي معروف بتقلبه من حضن إلى حضن، وهو ممثلاً بالإخوان المسلمين عرف عنه البراغماتية المصلحية، ولذلك فإن سياساته ليست استراتيجية وانتقاله للتحالف مع الكتلة الديمقراطية عائد إلى إحساسه بالفشل في قيادة المسار السابق في المجلس الوطني أو في الائتلاف، وهو سيشكل عبئاً على التيار الديمقراطي وسيساهم في إفشاله، فالديمقراطية والليبرالية في الائتلاف تأخونت، ولن يكون مصيرهم جميعاً إلا الفشل في قيادة الحل السوري، وسيفشل الائتلاف مرة أخرى، بل سينقسم لولا المصالح التي تؤجل ذلك إلى حين، ولا مصلحة لديهم في حسم الأمر، الجميع مرتهن للمال السياسي حسب قوله. وفيما إن كان على المعارضة خارج الائتلاف في الداخل مراجعة منطلقاتها لتفادي عزلها عربياً وغربياً، قال المعارض السوري والسجين السياسي السابق تعاني معارضة الداخل من ضغوط النظام، ومن العزلة، رغم أن الناس في الداخل والمثقفين بشكل عام والمتضررين يرون رؤيتها في الحل، وهذا يؤكد أن عزلها وراءه قوى تريد مساراً آخر لا يجعل الحل قريباً، وينتهي إلى سوريا دولة فاشلة حسب ذكره. وأضاف دردار إن منطلقات معارضة الداخل في أن الحل يجب أن يكون سياسياً، وعبر مفاوضات شاقة تنتهي إلى دولة ديمقراطية تعددية ونظام برلماني، هي منطلقات صحيحة، والنظام ومعارضة الخارج يسعيان لإفشالها، لأن كلاهما متضرر من هذه المنطلقات، لذلك على معارضة الداخل أن توحّد جهودها وتستقطب الشباب بعيداً عن العسكرة والنبذ الطائفي والارتهان للخارج، وهذه الرؤية عليها أن تضع الخطط الناجعة للحل إذا ما فشلت دعوات جنيف، أو تأجلت إلى إشعار آخر وفق تأكيده.
وقد نتجت شبه قطيعة بين المعارضة الداخلية وعلى رأسها هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي مع دول عربية وغربية لها علاقة وثيقة بالشأن السوري نتيجة موقف الهيئة الرافض للتسليح وللتدخل الخارجي بالثورة، وإصرار الهيئة على أن الحل في سورية لن يكون إلا عبر مفاوضات سياسية بضمانات دولية تضمن تغيير النظام إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي.
AZP02