عشرون عاماً على الغزو – سامي الزبيدي
عشرون عاماً مضت على الغزو الأمريكي فما الذي حصل عليه العراق وشعبه غير الدمار والخراب وعملية سياسية كسيحة إبطالها أحزاب وكتل فاشلة وفاسدة وديمقراطية مزيفة ، عشرون عاماً من الصراع الطائفي والفساد والسرقات الكبرى لأموال الشعب وسوء الخدمات والجهل والأمراض والمخدرات والبطالة والحروب والقتل والتهجير والنزوح والتغييب القسري ،عشرون عاماً والعراق تحت رحمة أحزاب وكتل أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البلاد والعباد فقد ابتلى شعبنا بطبقة سياسية الأغلبية منهم لا خبرة لها بالسياسة ولا بالقيادة ولا بإدارة الدولة همهم السلطة والنفوذ والمناصب والمنافع والمصالح الشخصية والحزبية وخدمة مصالح دول أجنبية على حساب مصلحة الوطن ولم يفكروا بخدمة الشعب ولم يقدموا له ابسط الخدمات ولم يؤمنوا له حقوقه التي سطروها في دستورهم وانشغلوا بالفساد وسرقة المال العام ونهب ثروات الوطن حتى أصبحوا في ليلة وضحاها من أصحاب القصور والفلل والعمارات والشركات والأرصدة في بنوك مختلف الدول وتركوا الشعب يعاني الفقر والجوع والإمراض والبطالة والمخدرات وسوء الخدمات والقتل والصراع الطائفي ، لم يبنوا بناءاً ولم يطوروا قطاعاً ولم يشيدوا مصانع ولم يهتموا بالبنى التحتية للمدن التي تهالكت في زمنهم وظلوا يتصارعون طيلة السنين العجاف الماضية على السلطة والنفوذ ومناصب الحكومة والدولة وكيف يتقاسموها بين أحزابهم وكتلهم الفاشلة والفاسدة واكبر دليل على فشلهم هو وضع العراق المخزي في كل الميادين وتخلفه في كل شيء عن الدول العربية والإقليمية المجاورة التي كان العراق يتفوق عليها في كل شيء فالعراق ومنذ ان سيطرت أحزاب الفشل والفساد وقادتها الفاشلون والفاسدون على مقدراته أصبح في مقدمة الدول التي ينخر بها الفساد ومن أسوا الدول في العيش ومن أكثر الدولة هشاشة في الوضع الأمني ومن أكثر الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان ومن أكثر الدول التي فيها ميليشيات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة ومن أسوا الدول في التعليم والخدمات الصحية ومن أكثر الدول التي تصرف أموالها لاستيراد المنتجات الصناعية والزراعية لأن ساستها دمروا الصناعة وأغلقوا مصانعها وأهملوا القطاع الخاص ودمروا الزراعة وفشلوا في معالجة أزمة المياه والتصحر.
تجاوز أزمة
كما فشلوا في معالجة مشاكل العراق المالية رغم الأموال الكبيرة التي تأتي للعراق من تصدير النفط التي سرقوها أو حولوها الى دولة مجاورة لمساعدتها على تجاوز أزمتها المالية وبقي العراق يقترض من البك الدولي وحتى من المصارف الأهلية التابعة لسياسيين متنفذين حتى وصلت مديونية العراق الى أكثر من مائتي مليار دولار في بلد عائداته من النفط فقط عشرة ملايين دولار في الشهر ناهيك عن الإيرادات الأخرى للضرائب والكمارك والمنافذ الحدودية وغيرها ، ومشكلة السياسيين إنهم بعد كل هذا الخراب والدمار الماسي والكوارث التي جلبوها للشعب وبعد كل الفساد والفشل والسرقات الكبرى نراهم يتكلمون عن الفساد ويجب محاربة الفساد والفاسدين وكأن الشعب هو الفاسد وهم المنزهون فمن الذي افسد وفسد وسرق أموال الدولة والشعب غيركم ياساسة الفساد؟
كان أغلبكم لا يملك قوت يومه ولا يملك حتى سكن واليوم تتنعمون بالقصور الفخمة والعجلات الفارهة وأرتال الحميات والأملاك والفلل والعمارات والشركات والأرصدة المالية الكبيرة وحتى القصور الرئاسية تقاسمتموها بينكم ، عشرون عاما وأحزابكم وكتلكم لديها ميليشيات وفصائل مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة تسرق وتقتل وتغتال أبناء الشعب عندما يتظاهرون مطالبين بحقوقهم كما حدث في تظاهرات تشرين عام 2019 وتظاهرات عاشوراء ولا احد يحاسبها لأنها محمية بكم وبأحزابكم وكتلكم، عشرون عاماً من التهجير والنزوح بعد ان سلم الساسة الفاشلين والفاسدين ثلث مساحة العراق لداعش بعد هزيمة مخزية ومذلة لقواتهم واستمر نزوح وإبعاد المواطنين عن مدنهم وقراهم التي حررها الجيش من قبل الميليشيات التي استولت على ممتلكاتهم ، عشرون عاماً من الضغط على القضاء باعتراف قادتكم ليعفو عن الفاسدين وسارقي أموال الشعب وناهبي ثرواته وقاتلي شعبه من أعضاء أحزابكم وكتلكم ، عشرون عاماً من عمليات الاغتيال والاعتقال وسجن الأبرياء لأتفه الأسباب أو احتجازهم لسنوات حتى إعدامهم بسبب تهمة كيدية من مخبر سري تابع لأحزابكم ، عشرون عاماً من سرقة أموال الدولة وموازناتها الانفجارية وسرقة أموال الأعمار والبناء والكهرباء والخدمات وأموال صفقات الأسلحة .
تدمير الصناعة
عشرون عاماً تم فيها تدمير الصناعة والزراعة واقتصاد البلد وأصبح العراق بلداً ريعياً يعيش على أموال بيع النفط فقط ، عشرون عاماً تم خلالها تدمير القطاع الصحي والخدمات الصحية وتدمير العملية التعليمية بكل مستوياتها حتى أصبحت نسب الأمراض ونسب الأمية مخيفة وأصبح العراق يتذيل كل الدول في هذه القطاعات التي كان يتفوق بها على كل دول المنطقة ، عشرون عاما من الترويج للطائفية التي فرقت شعبنا الواحد الذي كان متجانساً متآلفاً متماسكاً مئات السنين ، عشرون عاماً من المحاصصة الحزبية والطائفية في تقاسم المناصب والمغانم في كل الحكومات وتقاسم السلطة والنفوذ بين أحزابكم وسياسييكم وإبعاد الكفاءات الوطنية الأكاديمية والخبيرة عن خدمة بلدها وشعبها رغم ان الشعب قد رفض المحاصصة لأنها احد أسباب الفساد والفشل بعد ان جربها وذاق مرارتها ، فإلى أين تريدون بالعراق بعد كل هذا الخراب والدمار والفشل والسرقات وسوء الخدمات والقتل والاغتيالات والمخدرات والتهجير والإبعاد ألقسري وتكميم الأفواه وقتل المتظاهرين السلميين ومتى تلتفتون الى مطالب الشعب وتؤمنوا له العيش الآمن الكريم وتؤمنوا له حقوقه وحريته وكرامته وتحققون العدالة والمساواة بين أبنائه وتوفروا له الخدمات وتحافظون على سيادة البلد التي تنتهك كل يوم من دول الجوار وتتخلون عن إطماعكم ومصالحكم الشخصية والحزبية ونفـوذكم وسلطاتكم المطلقة وتتخلون عن الفساد والسرقات والمحاصصة المقيـــــتة في تقاسم المناصب والمغانم.