(1)
في الحرب،
لا يعرف سخط الجندي،
سوى بندقيتهِ وخوذته.
(2)
في المعارك الدامية،
الشهيد الذي يصل إلى بيته،
محظوظ.
(3)
أنا سائق دبابة،
أمضيتُ في الحرب تسع سنوات،
لم أطلق رصاصة واحدة،
لكنَّ كل رصاص الحرب،
كأنَّهُ يربضُ في صدري الآن.
(4)
الجندي الذي انتحر أمامي،
لم يكنْ خائفاً من الموت،
إنَّما من لجان الإعدام.
(5)
أشعر بالذنب؛
لأنَّ دبابتي،
كانت تحملُ مدفعاً.
(6)
في جبهة الحرب،
كنتُ أسأل نفسي،
في كل ساعةٍ،
لماذا أنا هنا؟
(7)
أنتم لا تعرفونَ،
ما هو أسى الشاعر،
عندما يحمل بندقية،
رغماً عنهُ؟
(8)
أكثر من عشرينَ عاماً في أستراليا،
وما زلتُ أشعر كأني في ملجأ؛
من جبهة الحرب.
(9)
حتى طنين الذبابة،
يذكّرني بأزيز الرصاص،
فكيف أنسى الحرب؟
(10)
لستُ سويَّاً أنا؛
لأنَّ القصف مازال يضجُّ برأسي.
(11)
حين يشتدُّ القصف؛
تتمنى لو تموت بشظيةٍ،
حتى تتخلَّص من الرعب.
(12)
الجنود الشهداء،
حتى لو دخلوا الجنَّة؛
لنْ يسعدوا،
لأنَّ أرواحهم أدمنت على الهلع.
(13)
في جبهة الحرب،
كثيراً ما فكَّرتُ بالانتحار؛
وهنا في المهجر،
أبحثُ عن بندقية،
حتى أقتل تلك الذكريات الدامية.
(14)
في الجنَّة؛
الجنود الشهداء؛
يظنونَ حتى تغريد العنادل،
قصفاً.
(15)
الجندي؛
يخوضُ معركةً،
حتى في قبره.
(16)
عندما دخلت إلى الحرب؛
أهدتني أمي تعويذةً؛
حتى لا اقتل في الحرب،
وعندما وصلت إلى أستراليا،
كانت التعويذة معي؛
لكنها اختفتْ من محفظتي قبل أسبوع؛
ولذا أتوقَّع موتي في أية لحظة.
(17)
رأيتُ جنوداً قتلى؛
يحتضنونَ بنادقهم،
كما لو كانت زوجاتهم.
(18)
بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على الحرب،
كثيراً ما أتوهَّم أني في اليوم الأخير من إجازتي؛
ولابدَّ من الالتحاق إلى الجبهة.
(19)
كلّما حاولت نسيان الحرب،
وجدتها أمامي مثل لعنة.
(20)
في خنادق الحرب؛
لم أكتب إِلاّ عن العشق،
ولما نجوتُ،
صرتُ أكتبُ عن الموت،
الذي رأيتهُ هناك.
حسن النواب