عرض مجموعة توت عنخ آمون الذهبية لأول مرة بالمتحف المصري الكبير

القاهرة (أ ف ب) – توافد آلاف الزوار صباح الثلاثاء لمشاهدة مجموعة توت عنخ آمون الذهبية التي تعرض للمرة الأولى في المتحف المصري الكبير بعد عقدين من بدء العمل فيه وسنوات من افتتاحه جزئيا دون الكنوز الذهبية ومراكب خوفو الشمسية.

وشهدت القاهرة السبت احتفالا ضخما بافتتاح المتحف الذي يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية وبلغت تكلفة إنشائه مليار دولار.

جُمعت مقتنيات توت عنخ آمون الذهبية معا في مكان واحد للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته قبل أكثر من مئة عام في الأقصر بصعيد مصر.

ويُعرض القناع الذهبي للملك الذي حكم مصر القديمة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام في منتصف قاعة ضخمة خافتة الإضاءة، محاطا بكنوزه الذهبية التي تضم مقتنيات أسرته وأدوات مذهبة بالإضافة إلى عشرات التماثيل الجنائزية.

وفي غرفة مظلمة خالية إلا من صندوقي عرض ترقد مومياتان صغيرتان لأميرتين توفيتا قبل الولادة، تعرضان للجمهور للمرة الأولى.

بعد سنواتٍ من الجدل بشأن سبب وفاة الفرعون في التاسعة عشرة من عمره (عام 1324 قبل الميلاد)، بعد تسعة أعوام في الحكم، عزت اختبارات جينية ودراسات إشعاعية أُجريت في أوائل القرن الحادي والعشرين وفاته إلى الملاريا المصحوبة بمرض في العظام.

ولدى وفاته تم تحنيط المومياء ونقلها إلى مقبرة وادي الملوك في الأقصر تحيطها ثلاثة توابيت متداخلة، صُنع أصغرها من الذهب الخالص ويزن 110 كيلوغرامات وُضعت بداخل أربع مقصورات مذهبة متدرجة الحجم مثل دمى الماتريوشكا، تُعرض جميعها بالمتحف.

وتنقسم القاعة الضخمة إلى أربعة مستويات تُعرض فيها أكثر من 4500 قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر عام 1922 في مقبرة توت عنخ آمون بينها عجلات حربية وأدوات منزلية وحلي ذهبية تزينها الأحجار الكريمة.

وفي مبنى يفصله عن مجموعة توت عنخ آمون “البهو الأعظم” للمتحف الذي يضم تماثيل فرعونية ضخمة ومسلات يتوسطه مجرى مائي صغير، يمكن مشاهدة مركب الملك خوفو الشمسي الذي يوصف بأنه “أكبر وأقدم قطعة أثرية خشبية في تاريخ البشرية”، بينما يتم حاليا ترميم مركب آخر.

بُني المركب، المصنوع من خشب الأرز والأكاسيا، قبل نحو 4600 عام، وهو مركب جنائزي يستخدمه الموتى للعبور إلى العالم الآخر.

ويبلغ طول المركب نحو 43,5 مترا، وقد اكتُشف عام 1954 في الركن الجنوبي من أكبر الأهرامات الثلاثة.

وسيتاح للزوار قريبا، عبر جدار زجاجي، مشاهدة أعمال التركيب الدقيقة للمركب الشمسي الثاني، حيث سيتم تجميع أجزائه بعد ترميمها مباشرة في موقع عرضه في متحف مراكب الملك خوفو.

 

مشاركة