عرسال..عاصمة اللجوء السوري شرق لبنان

عرسال..عاصمة اللجوء السوري شرق لبنان
بيروت ــ الزمان
أربع ساعات هي المدة الفاصلة بين العاصمة اللبنانية بيروت وما يطلق عليه عاصمة اللجوء السوري في شرق لبنان، قرية عرسال الحدودية.
هذه القرية النائية التي لا يتجاوز عدد سكانها الخمسين ألفاً، تستضيف حاليا قرابة السبعة آلاف لاجئ سوري قدموا من مناطق النيزرية وجوسيه والقصير وقرى غرب نهر العاصي على الحدود غرب سوريا بعد اشتداد المعارك بين الجيش السوري الحر وقوات بشار الأسد التي تسيطر على الطرقات الرئيسية التي تربط القرى، في حين ينتشر الجيش السوري الحر في قلب القرى.
أبو أحمد، شاب في العشرينيات من عمره، لجأ مع أسرته المؤلفة من ثمانية أفراد إلى عرسال حيث يقيم في منزل مستأجر بما يقارب المائتي دولار أمريكي شهرياً، يقول لمراسل وكالة الأناضول عن فترة الأشهر الخمسة التي قضاها في عرسال بلا عمل حياة اللجوء صعبة، فنحن أبناء قرى حوض العاصي مشهورون بالزراعة وامتلاك الأراضي، أما اليوم فلا نكاد نملك قوت الغد .
ويتحدث أبو أحمد بفخر عن 27 شهيداً قدمتهم عائلته في صفوف الجيش السوري الحر، إضافة إلى 24 معتقلاً لدى النظام السوري لكل شهيد من أبناء أسرتي قصة، كانوا قبل الثورة يعملون في الزراعة وفي بعض الوظائف، ومع انطلاق الثورة السورية عملوا تحت لواء الجيش الحر واستشهدوا الواحد تلو الآخر خلال عمليات الجيش الحر في مهاجمة الحواجز التي تحاصر القرى والثكنات العسكرية التي تطلق القذائف المدفعية تجاه القرى .
أبو محمد، نموذج آخر للجوء السوري، فهو غادر قرية النيزرية في ريف القصير قبل ثمانية أشهر بعد استخدام الجيش السوري لأطفال القرية كدروع بشرية لحماية الآليات المتمركزة عند الحاجز.
ويروي أبو محمد مسيرة اللجوء نحو عرسال بداية انتقلنا إلى جوسية التي تبعد أربعة كيلومترات عن الحدود السورية، وبعد محاصرة القوات النظامية لها والتخوف من ارتكاب مجزرة فيها، انتقلنا إلى عرسال حيث استأجرت شقة صغيرة .
ويعمل أبو محمد، رغم إعاقته التي أصييب بها بعد حادث مروري، كحداد ، ويقول بالكاد يكفيني المال الذي أجنيه من أعمال الحدادة في تأمين مستلزمات الحياة من طعام وشراب ومازوت للتدفئة .
نادر، السائق العمومي على خط بيروت دمشق سابقاً، والمقيم في منطقة الجديدة التي تبعد قرابة الثلاثة كيلومترات عن عرسال يتحدث لمراسل لـ الأناضول عن عمله كمساعد لمعلم بناء، فيقول بعدما كنا في منازلنا معززين مكرمين أجبرنا النظام على اللجوء واليوم ننتظر بالطوابير المساعدات من الأمم المتحدة وقطر والسعودية.
AZP02