عراقيو سوريا يروون لـ الزمان معاناتهم داخل مدارس دمشق ويطالبون الأمم المتحدة بالتدخل
دمشق ـــ منذر الشوفي
انتقدت مجموعة من العوائل العراقية اللاجئة في سوريا اداء مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا، في تقديم المساعدات الانسانية لهم، خاصة بعد تعرضهم للخطر بسبب تدهور الاوضاع الامنية في بعض المناطق في دمشق وريفها.
وطالب اللاجئون العراقيون المفوضية، الذين يقيمون في مدرسة تعليمة في منطقة جرمانا شرق دمشق ، بتأمين الحماية لهم، بعد فرارهم من مناطق سكنهم في بلدات الحجيرة والسبينة، بريف دمشق، والتضامن والحجر الاسود ومخيمي اليرموك وفلسطين بدمشق اثر اشتداد المعارك هناك.
الزمان زارت احدى المدارس بجرمانا التي تأوي عائلات سورية وعراقية نزحت بسبب تصاعد وتيرة اعمال العنف فيها وشدت الاشتباكات بين الجيشين السوري والجيش الحر، واطلع على ظروف حياتهم ومعيشتهم في تلك الاماكن المؤقتة فلاحظ، وجود نقص في بعض الخدمات، وغياب العناية في النظافة، وعدم ملائمة المكان ليكون ملجئا لتلك الاسر النازحة.
فالبؤس كان واضحا على وجوه الاطفال قبل الكبار، وعلامات اليأس كانت حاضرة في عيون النساء العراقيات اللواتي تركن العراق بسبب العنف وشبح الموت ليلاقيهم من جديد شبح الارهاب، في دول اللجوء من جديد في ظل غياب الاهتمام الدولي بتلك الشريحة الباقية منهم في سوريا.
واكد اللاجئ العراقي ابو عمر 63 عاما ان الاوضاع التي تعيشها الاسر العراقية الباقية في سوريا بأنها مأساوية ، مطالبا مفوضية شؤون اللاجئن في سوريا بأن لا تتخلى عنهم، وأن تعمل بالتنسيق مع الحكومة العراقية لايجاد صيغة معينة لتحسين ظروف حياتنا.
وقال ابو عمر الذي يقطن حاليا في احدى المدارس بجرمانا بجوار المجلس البلدي الجديد لـ الزمان قدمت الى دمشق منذ عام 2007 وحصلت على بطاقة لاجئ من مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا ، مشيرا الى انه حصل على توطين في امريكا في نهاية عام 2010 والى الان لم يستطع المغادرة الى هناك بسبب تردي الاوضاع في سوريا وعدم امكانية مجيء وفود امريكية لمقابلة اللاجئين في سوريا.
واضاف ابو عمر ان مفوضية شؤون اللاجئين جاءت الى المدرسة وطلبت من المعنيين منهم بضرورة اخلائنا من المدرسة بعد ان دفعت لكل عائلة راتب قدره عشرة الاف ليرة سورية اي ما يعادل 150 دولار تقريبا ، مشيرا الى ان بحث خلال اليومين الماضين ولم يجد شقة للايجار بهذا المبلغ، مؤكدا ان هذا المبلغ قليل، مطالبا اياهم بضرورة توفير ملاجئ آمنة للعراقيين الموجودين في سوريا والذي لا يتجاوز عددهم 10 الاف لاجئ.
واوضح انه هرب من بلدة الحجيرة بريف بسبب تعرضه للتهديد بالقتل، مؤكدا ان ترك منزله واثاثه ولجئ الى جرمانا بحثا عن الامان.
وبدوره اعتبرت ام علاوي انها لا تستطيع العودة العراق لانها مهددة هناك بالتصفية، داعية المفوضية الى زيادة الدعم المالي والانساني للاجئين العراقيين في هذه الظروف التي تمر بها سوريا.
وقالت ام علاوي لـ الزمان لدي ثلاثة اطفال مصابون بشلل دماغي واحتاج الى دعم طبي ومالي لا تمكن من تقديم العلاج لهم ، مشيرة الى ان الشعب السوري، والهلال الاحمر السوري كل المساعدات اللازمة لنا والطعام وفتح لنا المدارس لكي نأوي اطفالنا.
وأكدت انها كانت تقطن في منطقة التضامن بشقة صغيرة بـ 7 الاف ليرة سورية، وفرت بعد وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والجيش الحر، لافتة الى ان المفوضية طلبت ترحيلنا من المدرسة اليوم الساعة الثالثة بعد الظهر، قائلة باللهجة العراقية المحلية وين نروح في ظل هذه الظروف الصعبة .
ومن جانبه اكد رياض شلاش عضو مجلس مدينة جرمانا بريف دمشق والمسؤول عن المدرسة التي تأوي نازحين او مهجرين من العراقيين والسوريين أن البلدية وبالتعاون مع الهلال الاحمر السوري فتح عدد من المدارس، مشيرا الى ان العدد وصل الى الفي اسرة عراقية لاجئة، اضافة لاستقبال عدد من الاسرة المهجرة من القابون وحرستا وبرزة ونهر عيشه.
وقال لـ الزمان أن الهلال الاحمر السوري قدم البطانيات واسفنجات للنوم، وبعض الاغذية الضرورية المعلبة ، مشيرا الى ان معظم الاسر السورية عادت الى بيوتها بعد هدأت الاوضاع، موضحا ان الاسر العراقية تم حصرها في هذه المدرسة وان مفوضية شؤون اللاجئين اعطت الاسر العراقية رواتب لمدة ثلاثة اشهر وبدل ايجار لهم كونها متكفلة بهم.
ولاحظ مراسل الزمان خلال جولة في المدرسة المؤلفة من ثلاثة طوابق الاوضاع المأساوية للاسر العراقية، وحالة الغرف التي يسكنون بها، فهي عبارة عن غرف كبيرة، ويوجد في ارضها عدد من الاسفنجات للنوم وعدد من البطانيات، مع غياب واضح للنظافة في تلك الغرف.
بعض الاسر رفضت التحدث الينا او السماح لنا بالدخول الى غرفهم، واخرون يؤكدون ان مفوضية شؤون اللاجئين تعاملهم معاملة سيئة، وان وفد منهم زار المدرسة وطالب منهم الصمت وعدم الكلام.
وكان قسم كبير من اللاجئين العراقيين قد غادروا سوريا الشهر الماضي بعد اشتداد الاشتباكات في دمشق وريفها ومقتل عدد منهم في اعمال عنف طالتهم،بهدف اشراكهم في الازمة التي تعيشها سوريا.
وقدمت الحكومة العراقية عدد من الطائرات لنقل اللاجئين العراقيين من دمشق الى بغداد، وقسم منهم سافر عن طريق البر.
وكانت تستضيف سوريا في الفترة الماضية اكثر من مليوني لاجئ عراقي في اراضيها، في حين وصل عدد اللاجئين المسجلين في مفوضية شؤون اللاجئين اكثر من 160 الف لاجئ عراقي.
/8/2012 Issue 4280 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4280 التاريخ 18»8»2012
AZP02