
طهران- الزمان
اتهمت إيران الاثنين عدوها الاقليمي اللدود إسرائيل بالعمل على «تقويض» المباحثات التي تجريها طهران مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي «يتشكل نوع من التحالف… لتقويض وإثارة الاضطراب في المسار الدبلوماسي»، معتبرا أن «النظام الصهيوني هو في صلب هذا التحرك».
ويتوجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الثلاثاء إلى الصين على ما أعلنت طهران الاثنين، قبل مباحثات جديدة في الأيام المقبلة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة بشأن الملف النووي.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع أمريكا في إطار محدد ومع الحفاظ على المصالح الوطنية، مشددًا في الوقت ذاته على أن إيران ستواصل مسارها إذا لم تكن واشنطن مستعدة للتفاوض على أساس الندية.
وأفادت وكالة تسنيم الايرانية للأنباء بأن الرئيس الإيراني قال في كلمة له إن إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع أمريكا في إطار محدد ومع الحفاظ على المصالح الوطنية، مشددًا في الوقت ذاته على أن إيران ستواصل مسارها إذا لم تكن واشنطن مستعدة للتفاوض على أساس الندية.
وأضاف في ثاني اجتماع له مع محافظي البلاد للعام الجديد، والذي عقد في وزارة الداخلية: «كما قال قائد الثورة الإسلامية، لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن المفاوضات». وأشار إلى أن الحكومة وضعت ثلاث أولويات على رأس جدول أعمالها، وهي: معالجة اختلال التوازن في قطاع الطاقة، وتوسيع العدالة التعليمية، وتحسين سبل معيشة المواطنين، داعيًا المحافظين إلى اعتماد إدارة مبدعة ومبدئية لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة وطويلة الأمد في المحافظات.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، شدد بزشكيان على أن الحكومة من البداية أكدت على سعيها لتقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية مع كافة دول العالم، خاصة الدول الإسلامية والدول الجارة، مؤكدًا أن إيران تتعامل مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والتفاعل البنّاء.
وأضاف الرئيس الإيراني: «نحن لا نسعى إلى النزاع، لكننا لا نقبل بالهيمنة والتسلط»، لافتًا إلى أن العديد من النخب الإيرانية في المجالات العلمية والثقافية والدينية، الذين كانوا رموزًا للأخلاق والتسامح والمحبة، تم اغتيالهم، لأن العدو لا يريد لبقاء الأفراد المتميزين في هذا البلد، حتى يتمكن من فرض هيمنته على الشعب ومقدراته. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي «يتوجه وزير الخارجية (الثلاثاء) إلى الصين». وسبق لعراقجي أن زار الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية ، لم تؤكد الخارجية الصينية الزيارة، لكنها شددت على أن بكين وطهران «تبقيان على التواصل والتفاعل على مستويات مختلفة وفي مجالات مختلفة».
والصين هي طرف في الاتفاق الدولي المبرم بشأن برنامج إيران النووي في العام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 خلال ولاية دونالد ترامب الأولى. وشاركت في الاتفاق أيضا ثلاث دول أخرى أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي وهي فرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، إضافة إلى ألمانيا.
وأكد بقائي أن «المشاورات يجب أن تتواصل» مع الدول الأطراف في الاتفاق، علما بأن عراقجي زار روسيا قبل الجولة الثانية من المحادثات مع واشنطن التي أقيمت السبت في روما.
وينص اتفاق 2015 المعروف رسميا باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، على رفع عقوبات دولية عن إيران في مقابل تقييد برنامجها النووي وضمان سلمية أنشطتها. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران احترمت التزاماتها بموجب الاتفاق حتى الانسحاب الأميركي منه والذي ترافق مع إعادة فرض عقوبات. منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، يدعو ترامب طهران إلى التفاوض حول نص جديد لكنه يهدد إيران في الوقت ذاته بتحرك عسكري في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
ويشارك عراقجي السبت بجولة جديدة من المباحثات بوساطة عمانية مع الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على ما أفادت الخارجية الإيرانية.
وتشكل الصين أكبر شريك تجاري لإيران وأحد كبار مستوردي نفطها في ظل العقوبات. ويوجه حوالى 92 % من النفط الإيراني إلى الصين مع حسومات كبيرة في غالب الأحيان، على ما تفيد وسائل إعلام إيرانية.
في 2021 وقعت الصين اتفاقا استراتيجيا واسعا مع إيران يمتد على 25 عاما. وتشمل هذه الشراكة مجالات متنوعة مثل الطاقة والأمن والبنى التحية والاتصالات.



















