عذبونا أكثر من عذاب قريش للمسلمين – عبد الكاظم محمد حسون
ما أشد عذاب قريش للمسلمين وما اقساه ، تجويع وتعذيب ، وربط على الأشجار وجذوع النخل ، والرجم بالحجارة ، والضرب بالسياط ، والسجن في ظروف قاسية ، وحصار وتهجير ، وغيرها من وسائل التعذيب المتوفرة في ذلك الوقت حيث لم تكتشف الكهرباء بعد للصعق .
ولا التيزاب لاذابة الاجساد البشرية ، كل ذلك لشعور كبار قريش بمخاطر الدين الجديد على مصالحهم وانتزاع هيبتهم التي حصلوا عليها بتصدرهم للحكم وقيادة الرعية وكسب المال والجاه وتحقيق المصالح ، كل هذا لا شيء لو تم مقارنته بسياسة البعث عندما كان صدام يتصدر كل شيء في الدولة والحزب ، ما أشد التعذيب للمعارضين او الذين يحملون فكرا غير البعث ، أنهم في الدرك الأسفل من الخيانة وتنطبق عليهم كل المواد القانونية فيما يخص الجريمة .
بمجرد تكتشف الأجهزة الأمنية ان فلانا معارضا من خلال اعتراف او شاهد حتى وان كان هذا الشاهد فاقد شروط الشهادة او كانت شهادة كيدية ،يكون استجوابه حالا بشكل سري ودون أنظار الآخرين مع تبليغ أهله بعدم البوح عن مصيره .
وحال وصوله إلى مقر الاستجواب تبدأ ماكنة التعذيب بالاشتغال عليه على أيدي رجال قاسية قلوبها لا تحمل معنى العطف ولا الشفقة ( الذي يحيرني كثيرا أين ذهب هؤلاء المتحوحشون والساقطون بعد التغير الله أعلم ، ربما قسما منهم تحول إلى إسلامي وأصبح في الصف الأمامي في الأجهزة الأمنية او أقسام الدولة الاخرى وبعضهم اصبح في موقع متميز في الاحزاب الدينية التي كان يعذب من ينتمي لها ).
الغرض من ذلك عقابا لهذا الشخص وثانيا الحصول على اعترافات حتى وان كانت غير صحيحة ،ان عملية التعذيب تستمر إلى ان يقع الضحية في دائرة فقدان الوعي ، يترك ليعيد وعيه لفترة من الزمن ثم تعاد الكرة مرة أخرى.
بعض الحالات تؤدي إلى الوفاة خاصة اذا كان الشخص مريضاً او كبيراً في السن كما حدث لشقيقي الذي استشهد على يد جلاوزة البعث دون ان نعثر على قبره ،عندما اقتيد على يد اجهزة امن البصرة خلال التصفيات التي تمت في فترة حرب ايران للعناصر من الشيوعيين والدعوة ،ان اساليب التعذيب متعددة واكثرهافضاعة هي خلع الأظافر والصعق الكهربائي و استخدام الماء الساخن والبارد والتيزاب والتعليق و الضرب بالسياط اضافة الى اساليب الركل وتكسير العظام .ولم يتعد الحال لهذه الحد من أن يكون التعذيب محصوراً بالضحية حيث هنالك اجراءات اخر صارمة تتعلق بذوي المجني عليه ، تتلخص بمصادرة الاموال المنقولة وغير المنقوله حيث يتفاجأ اهل الضحية ان البيت الذي يسكنونه فيه اصبح مصادراً ، وان الاموال والسيارات التي يمتلكها الضخية تم مصادرتها ، فتجد العائلة المسكينة ان ولي امرها قد فقد ، وان دارها وأموال صاحب بيتها قد أخذت عنوة بقرار من محاكم النظام .
كـــــــــما ان تـــــــــلك العائلة اصبـــــــــحت مراقبـــــــــة وعلى افرادها علامات استفهام ، فالاطــــــــفال ينظر لـــــــهم من زاوية ضيقة على أن إباهم معدوم بسبب تهــــــــــمة العـــــــــمالة وان الزوجــــــــة اذا كانت تعمل في سلك التعليم يتم نقلها من مدرستها إلى دائرة ليس لاخــــــــــتصاصها ارتبـــــــــاط ،وتعيش العائلة أجواء خوف ومهانة بسبب كون ولي امر العائلة منخرطاً في حزب سياسي معارض او انه ربما ألتقي بصديق معرض او أن الآخر زاره في بيته او بات عنده ليلته دون ان بعلم صاحب المنزل بذلك.
أما إخوان الضحية وأقاربه أمرهم اصبح في غاية الخطورة حيث تنظم لهم ملفات في دوائر الأمن والمختار يتعرضون الاستجواب بين فترة وأخرى.
كمـــــــــا يمنــــــــعون من الـــــــــــسفر ولا يمنحون مناصـــــــــب او وظائف في الدولة او الجيش لكونهم عناصر غير مرغوب فيها يصل التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجـــــــــــــة الثانية كما انهم يعيشون حالة الذل بعض الاحيان حتى من قبل جيرانهم (الوطنيين )المنخرطين حتى النخاع في نشاطات البعث والمؤيدين لسياسته .