عدادات – طالب سعدون

نبض القلم

عدادات – طالب سعدون

(خوش) كلمة عراقية معناها جيد .. يتداولها العراقيون كثيرا للتعبيرعن رضا المتحدث عن شخص يعرفه أو شخص يرد ذكره في حديث سواء كان شخصا عاديا أو مسؤولا ..

يمكن أن تقول عن شخص لا يحمل صفة رسمية كبيرة أو إجتماعية عامة (جيد) اما المسؤول وخاصة في المنصب  العالي  فانه  لا يليق به الا ان يكون متميزا فمن صميم واجبه وأساس اختياره لهذا المنصب  ان يكون متميزا  وليس جيدا فقط .. يختلف عن أ قرانه والاخرين في  المواصفات المطلوبة للمنصب – الكفاءة والاخلاص – ليكون رئيسا للوزراء  مثلا أو وزيرا أو مديرا عاما وبخلافه لا يصلح أن يكون في هذا الموقع..

من واجبات الحكومة باجهزتها المختلفة أن تعمل بما يظهر البلاد بصورة لائقة بين الدول من خلال إختيار الاشخاص للمناصب ، بدءا من الخدمات البلدية كنظافة الشارع  وتأثيثه وتنظيم المرور وبناء الانسان والتعليم والصحة وصعودا الى الدبلوماسية والدفاع والمواقع السيادية ..

والكهرباء  واحدة من الامور المهمة  في الحياة وتعكس مستوى البلاد ، ليس في مستوى الانارة  ومستلزمات البيوت والمكاتب  والشوارع فقط وانما في الانتاج بمختلف مرافقه والاقتصاد والقضاء على البطالة من خلال تشغيل العاملين في المعامل والمزارع ..

 ليس هناك عذر لاي دولة إذا أخفقت في توفير الكهرباء للانتاج والخدمات العامة مهما كانت ظروفها لانها عصب الحياة .. وامامنا تجارب كثيرة في العالم مرت بظروف أصعب من ظروفنا وهي لا تملك المال والثروة  التي نمتلكها ، لكنها  تجاوزت مشكلتها بنجاح ومدة قصيرة كاليابان مثلا … فهل ستأخذ الكهرباء من اليابان  كل هذه المدة  والاموال والمعاناة وهي التي خرجت من الحرب  مهزومة ومثخة بالجراح ..

وكذلك الصين التي شهدت في الخمسينات من القرن الماضي أسوأ المجاعات لكنها تمكنت من عبور أزمتها بمدة قصيرة بحيث تمكنت من  إبتكارشمس صناعية تفوق حرارتها 160 مليون درجة مئوية ، أي ما يعادل عشرة أضعاف حرارة الشمس الطبيعية لانتاج كميات هائلة من الطاقة باستخدام الطاقة النووية المتقدمة ..

فاين نحن من هذه التجارب ولدينا الانسان والثروة  والعلم والتاريخ والعمق الحضاري ونناقش اليوم بعد عشرين سنة موضوع نصب عدادات في المولدات الاهلية لمعرفة ساعات التشغيل وتحديد سعر الامبيربضوء مدة التشغيل بعد ان استنزفت  موارد الاسر العراقية على مدى سنوات طويلة وكأن المولدات الاهلية قدر يلازم العراقيين في حياتهم دون تحديد سقف زمني  لنتخلص من هذا الاستنزاف المادي والمعاناة وتعود ( الوطنية ) الى سابق عهدها في العمل والانارة والانتاج ..

لقد فاتت العراق فرصا كثيرة من التطور بسبب الكهرباء لتوقف المنشات الانتاجية بسببها والحقت ضررا بالمواطن وخاصة الفقير لتخصيصه جزءا من وارده للمولدة الاهلية وكان التفاوت واضحا بينه وبين المواطن الغني في عدد الامبيرات التي يستهلكها كل واحد منهما ..

سؤال طرحناه كثيرا ونعيده مرة اخرى متى تنتهي ازمة الكهرباء ..؟  وهل لدى الحكومة الحالية سقف زمني للانتهاء من هذه الازمة ونتخلص من ضوضاء المولدات الاهلية وتلوثها  وتوزعها في الشوارع وبين الازقة الضيقة وامام البيوت ونتخلص من اسلاكها الممتدة كخيوط العنكبوت واضرارها امام البيوت  .. ؟ ومتى تاخذ ( الوطنية ) دورها كما هي دول العالم في الانتاج ورفاهية المواطن  وتوفير فرص العمل له ؟..

وبذلك  تكون الحكومة قد وفرت  مبلغ الفاتورة المفروضة على الاسرة العراقية  للمولدات الاهلية لتنفقها في أمور ضرورية اخرى ..

وليس ذلك بصعب او مستحيل ..

وعندها تكون الحكومة قد حققت ما لم تحققه اخرى على مدى عشرين عاما ..

كلام مفيد :

الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء ولكنها أكثر إشراقا .. كلمات جميلة لخص بها العالم  (روزالين فوكس) اثر الابتسامة في نفوس الاخرين .. الابتسامة ثقافة تربوية تبدا من البيت و تنعكس خارجه في تحقيق التواصل بين الناس بدون كلمات.. وبها تغدو الحياة والعلاقات اكثر الفة ومحبة وسعادة وانتاجا ..

مشاركة