فم مفتوح .. فم مغلق
عبّارة (الموت) لن ينسها الوجدان – زيد الحلّي
بتُ اكره اسم ( عبارة ) في كل مكان يتردد فيه ، مثلما بتُ اكره كل من كان سببا في ازهاق ارواح بريئة ، في الموصل الحدباء .. ترى ما هي حالات عشرات الأسر التي فقدت نسائها واولادها ، نتيجة جشع من اراد جمع اموال ، على حساب نفوس بريئة ارادت الترفيه ، فاستقلت عبارة متهرئة ، لا تتوفر فيها ابسط مواصفات الامان .. ان السؤال الأهم الذي لم نجد له جوابا من مسؤول حتى اللحظة : هل ( عبارة ) الموت ، صناعة محلية ، ام مستوردة .. ومن الذي وافق على استيرادها ، وكم عمرها … وهل حددت الجهة الصانعة لها ، عدد الذين تستوعبهم .. وماهي اوزان حمولتها ..؟ الخ. لست هنا ، بموقف الاستجواب ، فحالة المأساة التي ادمت القلوب ، اكبر… لكن من حق الاعلام ان يسأل ، عن مسببات هذه الفاجعة .. لأنها ليست من يد القدر او نتيجة زلزال او عاصفة ، او ارتطام حافلة ، انما هي حالة اهمال بشري .. فمن هو المسؤول ؟ .. نعم .. نريد ان نعرف كواليس هذه الـ ( العبارة ) بشفافية ، وصدق ! ان الظالم في قيادة دائرة صغيرة ، او مؤسسة كبيرة ، او في محافظة او على رأس دولة ، هو عدو نفسه.. ومع أن صوت بوق الدعاية وطبل الطموح ، ومزمار القوة قد يطغى على صوت الضمير، لكن صوت الحق سيصرخ في أذنيه يوماً ما ، فيرعبه ويحرمه لذة الراحة.. كما هي اصوات الذين خنقهم نهر دجلة الخميس الماضي ، في الموصل المجروحة في كرامتها ، وهي رمز الكرامة ، تزلزل ، وهي تنادي باسم ” الموصل” كلها بأخذ الثأر من التاريخ الذي ظلمها ، وحاول كسر شموخها .. فالظلم مهما استشرى فهو إلى اضمحلال، والظالم مهما تجبر وتكبر فهو إلى زوال، لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر ، وفي عوالم الاستبداد، نلمس ان “المواطن” مجرد زبون بلا حقوق تفرض عليه البضاعة والثمن ومواعيد التسليم وشروطه. ورغم ان التاريخ يخبرنا أننا من نسل امة عريقة ، لها مجد ” تليد ” ، لكن للواقع معطيات وحقائق.. فنحن امة جاهلة بحق ابنائها ، وها هي المواجع تلاحقنا يوميا ، دون ان نتعظ !! وسنرى أن مزبلة التاريخ، تتسع لكل من يسيء الى الذات المجتمعية