عبد المهدي بين صراع أكمال الكابينة وش بح أنتهاء الولاية – كامل كريم الدليمي

عبد المهدي بين صراع أكمال الكابينة وشبح أنتهاء الولاية – كامل كريم الدليمي

بعيداً عن التأملات والاحلام الوردية التي انطلقت حال سماعنا أنباء تكليف السيد عبد المهدي بتشكيل الحكومة حتى انهالت علينا فضائل هذا الرجل وصفاته ، وبدأنا للوهلة الاولى كأننا سننتقل الى عالم الخيال في مواجه التحديات ومعالجة كافة الملفات العالقة منذُ خمسة عشر عاماً ..

وهو ما سينعكس أيجابا” على حياة المواطن ومستوى معيشته بعيداً عن سوء الخدمات او البطالة المتفشية او السلاح المنتشر خارج اطار الدولة الى اخره من ملفات لايمكن حصرها في مقال ، وسينتقل حينها البلد الى حالة من الأمان والسلام والتطور وسنشعر جميعاً اننا عُدنا لسابق عهدنا بلد محوري وشـــــــعب حي وهذا كلهُ بفضائل ماسمعناه وقرأناه عن سيـــــرة عادل عبد المهدي وتأريخه الحافل ؛

بل اصبحنا نعتقد ان مرتكز القوة يتمثل بشخص السيد عبد المهدي في أطار بحثنا جميعاً عن “القوي الأمين” ، وهنا على وجه الخصوص سنستشهد بمقولة الكاتب هارولد سيمور :

(القادة العظماء يوقضون في نفوس أتباعهم الإيمان بالماضي ، والعمل للحاضر ، والأمل في غد أفضل) …

وتلك الصفات قرأناها عن السيد عبد المهدي قبل تكليفه بتشكيل الحكومة ، وتفائلنا ببرودة وكياسة وعدم اكتراث عبد المهدي بأجماع التكليف وهو ما زاد من اعجابنا وتلهفنا لبداية خاطفة نحن امس الحاجة لها لمعالجة الوضع المتردي على الصعيد الوطني والمجتمعي .

وانت كذلك ؛ دولة الرئيس بأمس الحاجة الى ثورة في العمل والقرارات ، واذكرك بمثل ياباني يقول ” لاتوجد نبتة تحمل ارزاً مطبوخاً ” .؟

ولكن بعد ان مرَّ الوقت انصدمنا بأن سيادتكم لم تكن حازماً ولا قوياً ولا محارباً للفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة وقبلها انهى الفساد مستقبل جيل بأكمله !!!

بل وجدناك مترددا” سماعا” للكلام ، منقادا” للكتل السياسية وتوجهاتها بل ويسعى أحيانا” لأســـــــترضائها بتحــــــقيق رغباتهم ضمن الكابينة الحـــــــكومية ، و غير قادر على رفض طموحاتهم في التمدد للحصول على اكبر قدر من المكاسب ، ويقينا” قد وضعت نفسك في خانه الرضوخ لمطالبهم …

وهنا تسكن العبرات .. اين القائد الذي يحي بداخلنا ماضينا لنعتز به؟ واين القائد الذي يجعلنا نطمح ونحلم ونعيش حاضر كله حيوية ، ونسعى دوماً للعمل الدؤوب من اجل تحسين حالنا ومن يوقد بنا جذوة التمسك والاعــــــــتزاز بالانجاز والايمان المطلق بالماضي والحث من اجل تحسين الحاضر كي نخطط لمستقبل افضل ، وبذلك سيكون الانجاز كاملاً من حيث السياق الزمني لقائد من المفترض استفاد من تجارب الماضي القريب ومن اخطاء ممن سبقوه في موقعه؟

لا اريد ان اسبق الاحداث واقول للسيد عادل عبد المهدي لقد اصبنا بخيبة أمل كبيرة ، ونحن لانقبل لأسمك وتأريخك ان يلوث بأداء ضعيف وبائس لايتناسب والصورة الجميلة التي رسمناها عنك في مخيلتنا ، لذا نضع امامك طريقين لاثالث لهما ؛

فأما الاستقالة وتحفظ بها اسمك وسيرتك وتأريخك ، او التغلب على طغيان المتمددين على السلطة من كتل سياسية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن والمواطن فتنقلب عليهم لصالح وطنك وشعبك ..

و تذكر دائماً انك تقود بلدا” أسمه « العراق» بما يحملهُ هذا الاسم الناصع من تأريخ وحضارة ومكانة ريادية في المنطقة ، ولاتنسى انك تقود شعباً ضحى بالغالي والنفيس من اجل أن يبقى هذا البلد موحداً صامداً بوجه رياح الذل القادمة من الشرق والغرب ؛ لذا عليك ان تكون بحجم هذه المسؤولية ..

وبعكـــــــسها فأن الجلوس على التــل لكـــم أســـــــلم ، و أود ان انوه على موضـــــع مهم علــــــى كل قائد ان ينتبه له ” ان الافراط بالتواضـــــع يجلب المذلة ” !!!

مشاركة