عبدالسلام أندلوسي مدير مركز الدراسات في معهد الإعلام المغربي لـ الزمان
نحتاج للتعاقد مع مؤسسات تعي دور الاستثمار في استراتيجيات وسائل الاتصال
حاوره عبدالحق بن رحمون
من أجل ترسيخ أسس ودعائم بحث علمي، يستحضر التحديات التي تفرضها الثورة المعلوماتية الى جانب التطور الهائل الذي يعرفه مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، في المؤسسات الاعلامية، تأسس مؤخرا بتطوان المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في وسائل الاعلام والاتصال، ويذكر أن هذا المركز حسب أهداف مؤسسيه هو جمعية علمية مدنية، مستقلة عن أي تنظيم سياسي أو نقابي أوديني، وهو الى جانب ذلك، متخصص في البحث العلمي، والدراسة الأكاديمية في مجال الصحافة، ووسائط الاعلام والاتصال، فضلا عن ذلك فإن المركز يضم 6 وحدات أساسية وهي الصحافة، السمعي البصري، الاتصال، استطلاع الرأي، الترجمة والنشر والتوثيق.
وحول الأهداف والمشاريع المستقبلية وطرق اشتغال المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في وسائل الاعلام والاتصال التقت الزمان بـ عبدالسلام أندلوسي بصفته مديرا للمركز وأجرينا معه الحوار التالي
وسائط الاعلام
أسستم مركزا للاعلام يبدو أنه مشروع طموح وكبير ويحتاج الى عنصر بشري مؤهل وفريق للعمل، هل بمقدوركم توفير الشروط المادية و اللوجستي للشروع في العمل؟
ــ يمكن لي أن أؤكد لكم، أن المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في وسائل الاعلام والاتصال، هو نتاج وقفة تأمل امتدت الى نحو أكثر من سنتين. مع العلم أن الفكرة في حد ذاتها تعود الى بداية سنة 2007.
يمكن لي أيضا أن أشير، الى أن المركز، يتميز بخاصية نظن أن بعضا من مراكز البحوث تفتقد لها. ولمّا كانت هويته التي تميزه هي التخصص في البحث العلمي في وسائط الاعلام والاتصال، فقد بات من اللازم أن يضم في عضويته نوعية من الباحثين المتخصصين والمختصين. ان أهم رصيد ينطلق به المركز، هو توفره على باحثين تخصصوا في هذا المجال، وقبل ذلك مارسوه أو لا يزالون يمارسوه الى حدود اللحظة. وهذا لا يعني طبعا، الاكتفاء بهذه العينة من الباحثين، التي يمثلها المكتب التنفيذي للمركز، وانما الانفتاح على كل الباحثين المتخصصين في حقول معرفية ذات الصلة والارتباط بمجال الاعلام والاتصال، وهذه العينة من الباحثين يحتويها المجلس العلمي التابع للمركز، وتضم نحو 20 باحثا من مختلف المؤسسات الجامعية.
وبالنسبة لوسائل العمل المادية واللوجستي. تعلمون أن العالم يعيش قرنا يحق بامتياز أن يوصف بقرن البحث العلمي. سنحاول بداية ابرام شراكات مع مؤسسات عمومية تعي جيدا أهمية الاستثمار في مجال البحث العلمي المتعلق بالاعلام والاتصال، كما سنعمد الى الاعتماد قدر المستطاع على قدراتنا الذاتية.
الحقول المعرفية والتقنية
من جهة أخرى، اتخذتم صفة قانون الجمعيات وليس مؤسسة أو شركة فما مجال الحرية المتوفر لديكم لتوسيع مجال الأنشطة التطوعية والمبادرات الشخصية لضمان استمرارية المركز؟
ــ غالبية مراكز البحث بالمغرب ان لم أقل جلها، تنتظم في اطار جمعيات علمية، نظرا لوجود فراغ قانوني ينظم ويؤطر الشركات ذات الصبغة العلمية والتي تختص في مجال البحث العلمي بمختلف الحقول المعرفية والتقنية أيضا. كما أن عددا مهما من الفاعلين في قطاع البحث العلمي ينتمون لقطاع الوظيفية العمومية، والعمل في اطار شركة أمر يتنافى ومبادئ الانتساب الى القطاع العام.
لكن، التحديات التي بات البحث العلمي بمختلف حقول المعرفة، تفترض فعلا، اصدار قوانين جديدة تسمح بتأسيس شركات تختص في هذا المجال، تعفى من الضرائب وتسمح للباحثين بالانتساب اليها دونما الوقوع في تنافي قانوني.
صحيح، هناك امكانية انتساب الباحثين للمساهمة في أشغال البحث العلمي ومختلف الحقول العلمية والأدبية والابداعية لبعض المقاولات والشركات الخاصة، كما يقع مثلا مع عدد من المنتسبين لوسائل الاتصال والاعلام و الصحافة، من أبناء الوظيفة العمومية. لكن المسطرة القانونية المتبعة لرفع حالة التنافي القانونية عنهم، معقدة للغاية، وغالبا ما يضطر بعض منهم للجوء الى طرق تتنافى والقوانين مما يصبحون معه في حالة تنافي واضحة. وبالتالي، فان هذا الأمر، يعوق ليس مجال الابداع فحسب. وانما تطور البحث العلمي ككل. ولذلك، من الضروري جدا اصدار قوانين تسمح للباحثين والمبدعين المنتمين للقطاع العام، الانتساب الى شركات ومقاولات البحث العلمي. وأظن على مستوى الفعل الاعلامي، مثلا، الحكومة المغربية الحالية في شخص وزارة الاتصال بتعاون مع الفاعلين المعنيين بصدد انجاز قانون صحافة جديد يسمح لبعض الصحافيين المنتسبين والمحسوبين على قطاع الوظيفة العمومية الانتساب بشكل قانوني واضح الى القطاع.
الشركاء
من الشركاء المفترضون الذين سوف تتعاونون معهم؟ وهل ستركزون فقط على المجال المحلي أم سيتعدى ذلك مناطق المغرب؟
ــ شركاؤنا هم طبعا، المنتمون الى قطاع التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، من أساتذة باحثين بمختلف حقول المعرفة ذات الصلة والارتباط بوسائل الاعلام والاتصال، وطلبة باحثين، اضافة الى المشرفين على بحوث الطلبة في محاور تقترب من الاعلام والصحافة ووسائط الاتصال. ناهيك عن الانفتاح من خلال المجلس العلمي على كل المؤهلين لذلك من داخل وخارج الوطن من مؤسسات البحث العلمي المتصل بقطاع الإعلام والاتصال.
AZP02