أثار إعجابي تصريح لدولة رئيس مجلس الوزراء قبل أيام، ربما أثار أعجاب الكثيرين غيري، في هذا التصريح أشار دولته إلى شعوره بالقلق، الألم، الإدانة لما تعرضت له عشيرة آل السعدون في الجنوب في الآونة الأخيرة، وهذا موقف يشكر عليه رغم انه من واجبه، لكن للأنصاف سبقه إلى ذات الموقف جل المسؤولين في الحكومة، البرلمان، الرئاسة، الأحزاب الإسلامية صاحبة النفوذ والسلطة، رؤساء العشائر، المحافظين، المجالس بأنواعها، الإسناد، المحافظات، العشائر، الهيئات المستقلة وغير المستقلة، رجال الدين بكل ألوانهم، منظمات المجتمع المدني على تعدد مشاربها، واعتذر سلفاً لم فأتني ذكرة. كل هؤلاء الإجلاء يشجبون، يستنكرون، يشعرون بالأسى، الحزن، القلق لما الم بآل السعدون في البصرة، الشبك في الموصل، التركمان الشيعة في طوز خرماتو، عشيرة الجبور في ديالى، أهل بلد والدجيل، المواطنين الأبرياء في بغداد الجريحة، في بابل بلاد حمو رابي، وكي لا أطيل عليكم فاني أجزم أن المحن والفواجع طالت كل قرية ومدينة في عراقنا العزيز، واجزم إن السياسيين الإجلاء دائمي المواساة وهي شغلهم الشاغل، جزأهم الله خيراً..! بيد إني حين طالعت الخبر تذكرت قصة الفلاح الجنوبي الذي سرقت بقرته قبل سنين، المسكين عجز في العثور عليها رغم استنجاده بأكابر الحرامية والعلاسة، أبدى استعداده لدفع الحلاوة أو الخاوة سمها ما شئت ووفق العرف السائد في مجتمع الحرامية، لكن لا فائدة، تصادف بعد الحادثة مباشرة إن حلت زيارة الأربعين، احتشدت الجموع زاحفة إلى كربلاء المقدسة مشياً على الإقدام في هجير الصيف اللاعب كي يؤدوا مراسيم الزيارة لضريح الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، متوسلين إليهما الشفاعة يوم الحشر والثبات على الإيمان. خطرت لصاحبنا فكرة وهو يرى تلك الحشود الهادرة، أن يسأل ولده الذي يقف جنبه. إلى أين هؤلاء قاصدين؟ أجابه ببديهية: إلى كربلاء المقدسة، عندها اخذ يحك ذقنه وقد تذكر بقرته العزيزة والأسى يعصره، قال ببراءة القروي (إذا كل هؤلاء مؤمنون، يخشون ربهم بالسر والعلن، يخافون الوقوف في البرزخ وما بعده يوم الحشر الذي تشيب منه الولدان، فمن ذي الذي سرق البقرة، هل نزل عليها نسر من السماء، أم ابتلعتها دابة الأرض ثم هتف عباد الله، اتقوا الله)، والحر تكفيه الإشارة.
عبد الله البهادلي -بغداد