مثقفون وأدباء وفنانون يحتفون في عمان بوداد الأورفه لي
عاشقة القباب والمآذن والموسيقى تكتب مذكراتها – نصوص – فائز جواد
احتفل البيت الثقافي العراقي في عمان وعلى قاعة رابطة الكتاب الاردنيين بسيرة التشكيلية الرائدة العراقية المبدعة وداد الاورفه لي الحفل اقيم بمناسبة عيد ميلاد الاورفلي وضيف عدداً من الفنانين التشكيليين العراقيين والنقاد والمهتمين بالفن التشكيلي حيث ضيفت الناقد مؤيد اليصام والنحات المبدع ليث فتاح الترك ،النحات هيثم حسن الفنان ، مطيع الجميلي ،الفنان هاني دلة ، الفنانة راجحة القدسي الفنان علي زيني ،
احتفل البيت الثقافي العراقي في عمان وعلى قاعة رابطة الكتاب الاردنيين بسيرة التشكيلية الرائدة العراقية المبدعة وداد الاورفه لي الحفل اقيم بمناسبة عيد ميلاد الاورفلي واستضاف عدداً من الفنانين التشكيليين العراقيين والنقاد والمهتمين بالف التشكيلي حيث تمت استضافة الناقد مؤيد اليصام والنحات المبدع ليث فتاح الترك ،النحات هيثم حسن الفنان ، مطيع الجميلي ،الفنان هاني دلة ، الفنانة راجحة القدسي الفنان علي زيني ،الفنان علي التاجر ،الفنان شنيار عبد الله ،الفنان ماهود احمد وفنانون اخرون للحديث عن تجاربهم ومعارضهم امام الجمهور الذي حرص على حضور الامسية اضافة الى حضور عدد نجوم الابداع والثقافة والاعلام والفن العراقي منهم المهندس معاذ الالوسي ، الفنان حسين الاعظمي ،الفنان جواد الشكرجي ،الفنان اسماعيل الفروجي ، الفنان علي عبد الله و المهندس احسان فتحي وغيرهم . الامسية اقيمت على قاعة رابطة الكتاب الاردنيين بجبل اللوبيدة ادارها الفنان والباحث التشكيلي ضياء الراوي . الفنان النحات المغترب هيثم حسن حرص على حضور الامسية قال وهو يستذكر رحلة طويلة مع الفناة وداد ومع اساتذة النحت العراقي المتميزين .. ان الرائدة وداد الاورفه لي التي انا اليوم سعيد ان نستذكرها ونعيد بعضا من اعمالها وتاريخها الحافل بالابداع في امسية رائعة وبحضور حشد من المثقفين والفنانين وعشاق المبدعة الاورفه لي ، وباعتقادي هي مبادرة كريمة ورائعة واتمنى ان تتكرر مثل تلك المبادرات التي للاسف فقدناها مؤخرا داخل العراق ولكن بهمة الخيرين من المبدعين الفنانين والاساتذة والرواد خارج العراق ستتواصل مثل تلك الامسيات والاستذكارات الرائعة والتي تعيد للفنان العراقي هيبته ومكانته بين فناني العالم . ويضيف ان الحديث عن الاستاذة وداد الاورفه لي يطول ويطول وخاصة اننا عرفناها كاتبة وتشكيلية مبدعة ومتجددة وموجودة دائما وهي تدخل التاريخ الثقافي المعاصر في العراق، منذ اقامتها في العام 1983وعلى قاعتها للعروض الفنية والتي حملت اسمها العائلي الذي نعرفه ويعرفه المثقف والفنان العراقي والجمهور العاشق للنحت والرسم في حي المنصور الذي كان ايضا سكنا للنخب الأرستقراطية البغدادية كانت قد تجاوزت الخمسين سنة من عمرها، قضت الجزء الأكبر منه وهي تتنقل بين عواصم دول شرقية وغربية برفقة زوجها حميد عباس العزاوي الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي. يومها كانت وداد قد دخلت التاريخ الثقافي المعاصر في العراق من جهة كونها المرأة العراقية الأولى التي تقيم قاعة للعروض الفنية. وهو ما سيوفر لها مكانة خاصة في الوسط الثقافي، حيث صار الحضور الدوري إلى تلك القاعة طقسا يبناه الكثير من المثقفين، لا من أجل حضور حفلات افتتاح المعارض التي كانت متميزة ورفيعة المستوى دائما، فحسب بل وأيضا للتمتع بما كانت القاعة ترعاه تلقائيا من لقاءات بين مبدعين في مختلف فروع الثقافة. نعم كانت الاورفلي سيدة المكان بكل ما تملك من أريحية واسترخاء تضفي على تلك اللقاءات الشيء الكثير من نزعتها الثقافية الشمولية العابرة للحدود بين الأنواع الفنية، فكنت ترى الرسام والمعمار والموسيقي والشاعر والمفكر والمغني والروائي والنحات وقد اجتمعوا معا في خلية، كانت وداد نفسها تدير شؤونها برقة أحاسيسها.
لقد شكلت قاعة الأورفه لي كما يشير الكاتب فاروق سعيد نقطة تحول في الحياة الثقافية العراقية، وبالأخص في مجال حرصها على مستوى عروضها الفنية، حيث كان كل عرض من تلك العروض بمثابة حدث مهم، يؤرخ لقفزة نوعية في مسيرة الفن التشكيلي المعاصر في بلد، كان يومها مسرفا في عطائه الثقافي. وقد يكون مناسبا هنا أن أشير إلى الدور العظيم الذي لعبته قاعة الأورفه لي في تحرير الفنانين من وصاية المؤسسة الفنية الرسمية. فبعد أن كان الفنان العراقي مقيدا بشروط العرض في القاعات الرسمية التي كان بعض منها سياسيا وجد في قاعة الأورفه لي الفضاء الذي ينفتح من خلاله على حريته واستقلاله في قاعة عرض مترفة لا تفرض عليه شروطا مسبقة إلا في ما يتعلق بالمستوى الفني الرفيع. ويضيف .. درست وداد الأورفلي الرسم مرتين، حين كانت طالبة في كلية الملكة عالية وكان معلمها الرسام العراقي الشهير خالد الجادر ثم حين انتسبت إلى القسم المسائي في معهد الفنون الجميلة وتخرجت منه عام .1960 غير أن صاحبة القاعة لم تطغ على الرسامة في شخصية وداد الأورفه لي. فالأورفه لي المولودة في بغداد عام 1929 كانت قد درست الرسم مرتين: مرة حين كانت طالبة في كلية الملكة عالية وكان معلمها الرسام العراقي الشهير خالد الجادر ومرة أخرى حين انتسبت إلى القسم المسائي في معهد الفنون الجميلة حيث تخرجت منه عام 1960. لهذا يمكننا القول إن تجارب الأورفه لي في الرسم تعود إلى مرحلة كانت قد شهدت نضوج فكر وأساليب الحداثة الفنية الأولى في العراق. وهو ما يجعل البحث عن تفسير للقطيعة التي عاشتها الفنانة مع تحولات الفن في تلك المرحلة مبررا. وفي سيرة وداد الأورفلي نجد ما يفسر وقوع تلك القطيعة. فالمرأة التي رافقت زوجها في تنقله بين بون ونيويورك وعمان ومدريد والخرطوم وتونس ولندن لم تعش حياة مستقرة تجعلها قادرة على الاطلاع على تجارب الفنانين العراقيين، بالرغم من أنها لم تقطع الخيط الذي يصل فنها بعدد من تلك التجارب وبالأخص ما كان معنيا منها باستلهام الجانب التراثي. فكان معرضها الشخصي الأول الذي أقامته في ألمانيا عام 1964 يحمل في طياته نوعا من الحنين إلى حياة فنية، كانت تود لو أنها لم تنفصل عنها. كانت وداد في ذلك المعرض لا تزال خاضعة لتأثيرات معلميها ولم تكن قد اهتدت إلى أسلوبها الشكلي الخاص.
الموسيقى في حياة الاورفه لي
عند أسوار قصر الحمراء بكيت” تقول الأورفه لي وهي تشير إلى اللحظة التي ستتذكرها كلما وضعت فرشاتها على سطح اللوحة، وهي لحظة امتزج من خلالها تاريخ التربية الثقافية الشخصي بالمعطى الفني الخارق الذي انطوى عليه ذلك الأثر الجمالي العظيم. بعدها لم يعد لدى وداد ما تقوله خارج شغفها الأندلسي المحلق، حتى بغداد الحاضر كانت بالنسبة إليها نوعا من أندلس مستعادة. غير أن أهمية تلك اللحظة المشرقة التي عصفت بحياتها لم تكن تكمن في علاقتها بالرسم بشكل مباشر، بل بفن آخر كان قد استولى في وقت مبكر على كل اهتمامها وظل يرافقها في كل مراحل حياتها هو فن الموسيقى. هل تذكرت الأورفه لي وهي تحث الخطى بين أروقة الحمراء مقولة كاندنسكي “كل الفنون تسعى إلى أن تكون موسيقى؟ في عمرها سنوات درست وداد العزف على البيانو، بعده تعلمت العزف على الأوكروديون، غير أن العود بأنغامه الشرقية كان له أكبر الأثر في إطلاق موهبتها التي صارت توأم بين الرسم والموسيقى كما لو أنهما الشيء نفسه. تتذكر أنها بعد زيارتها الأندلسية كانت قد رسمت امرأة، ولكنها ليست كالنساء. لم يكن فن البورتريه يستهويها، فكانت تعيد صياغة الشكل البشري بما يشبه إعادة التوزيع الموسيقي. كانت المرأة التي أنجبت ابنتين وولدا تود أن تعيد خلق الأشكال بعد دوزنتها موسيقيا. وهو ما دفع بها في ما بعد إلى التعلق بالنظام الداخلي لفن الزخرفة. وهو نظام لا تكشف عنه الأشكال بشكل مباشر، بل توحي به وتشي بعناصره. لقد أعادها شغفها بالزخرفة إلى بغداد القباب والأهلة والمنائر والأقواس والأروقة. بغداد التي حرمت من رؤيتها زمنا طويلا ولم تكن تحضر إلا من خلال المقام العراقي الذي كان بالنسبة إليها بمثابة هاجس سمعي كان يرافقها أينما ذهبت. وتعد وداد الأورفه لي بنشر مذكراتها. في عمر السادسة والثمانين لا تزال ذاكرتها متقدة، غير أن الأهم من ذلك أنها لا تزال قادرة على مداعبة أوتار العود بأصابع كفّت عن الرسم منذ سنوات. فالرسامة التي غادرت بغداد منذ أكثر من عقد من الزمان لتقيم في الأردن لم تعد تقوى على رسم مشاهد صارت بعد الاحتلال ضبابية. بالنسبة إليها فقد اختفت بغداد، مشهدا كونيا كانت تطل من خلاله على العالم. لا تزال أصوات تلك المدينة وحدها حاضرة في خيالها. لذلك تفضل أن تكون الموسيقية التي تجسد بأنغامها قيامة عالم من صمته على أن تكون الرسامة التي تصور انهيار ذلك العالم. ولن يكون مفاجئا أن نقرأ أن الأورفه لي تستعد الآن لإصدار إسطوانتها الموسيقية الأولى. هل استيقظت طفولتها لتكون معادلا موضوعيا لزمن صار ينوء بعاطفته من غير أن يهبها معنى الخلود الذي انطوت عليه مباهج زيارتها الأندلسية؟
الاورفه لي في سطور
وداد مكي الأورفلي ..وداد الأورفه لي، ولدت في بغداد سنة 1929. درست الفن والخدمة الاجتماعية في الجونير كوليج في بيروت، وتركته في السنة الرابعة وأكملت الدراسة في كلية الملكة عالية، وتخرجت بدرجة أولى قسم الخدمة الاجتماعية. درست 4 سنوات في مرسم الدكتور خالد الجادر في كلية الملكة عالية وتخرجت من معهد الفنون الجميلة فرع الفنون التشكيلية قسم المسائي سنة 1960.
وهي عضو نقابة وجمعية الفنانين العراقيين. شاركت في كل معارض الكلية والنقابة وجمعية الفنون التشكيلية وشاركت في أول معرض للفن العراقي للرواد والشباب سنة 1957. درست مادة الرسم في مدرسة الثانوية الشرقية. عينت في مركز وسائل الإيضاح لرسم وسائل إيضاحية للمدارس. عملت كمسؤولة للدعاية والإعلان في أكبر معمل ألبان في العراق. عملت في مديرية التراث الشعبي كمسوؤلة للمتحف واجرت دراسة ميدانية شاملة لتوثيقسوص الصفارين و حرفة الطرق على النحاس. درست فن المينة على النحاس في وفن الباتيك على القماش في باريس. غادرت العراق ملتحقة بزوجها حميد عباس العزاوي وتنقلت بين عدد من الدول والعواصم، ألمانيا ونيويورك وباريس وعمان وإسبانيا والسودان وتونس ولندن واطلعت على المتاحف والكلريات في هذه البلدان.



















