الدبكة الكردية تناغم الجوبي العربي بإحتفالات حصد لقب خليجي 25
عائلات ألمانية وهندية وشباب من النيبال و بنغلاديش يهتفون بتتويج العراق
اربيل – أمجاد ناصر
منذ الساعة الثالثة عصرا امتلأت المقاهي والكافتريات في محافظة اربيل بالمشجعين من مختلف اطياف الشعب العراقي و بمختلف الاعمار ، جاءوا و حجزوا مقاعدهم قبل بدء المباراة باربع ساعات ، يصفقون و يرقصون و يصرخون بحب المنتخب الذي يجمعهم و المنفذ الوحيد لفرحتهم .
عدد كبير من الجماهير وخاصة العائلات كانت تنظر في الشوارع و تشاهد المباراة من خلال الشاشات الخارجية للمقاهي و المطاعم والاسواق بعد ان شغلت جميع المقاعد فيها ، ولم يهتموا للأجواء الباردة لان حرارة الموقف ولهفة التتويج اشعلت مشاعرهم بالدفء .
بدأت اصوات منبهات السيارات تتعالى مع التلويح بالعلمين العراقي و الكردستاني قبل انتهاء المباراة ، الا ان الفرحة لم تكتمل بعد ان عادل المنتخب العماني النتجية ، ربما كان احباطا خاصة اني اشاهد دموع الفرح تحولت الى دموع الاحباط ، لكن المشجعين كانوا يصرخون الكاس عراقي ، و تشنجت اعصاب الجماهير في الشوطين الاضافيين في المباراة المجنونة بتسجيل هدف الفوز للمنتخب العراقي ولحقه هدف التعديل بعد دقيقة لتصبح المباراة مارثونية و تنتهي عراقية باللحظات الاخيرة .
مجموعة من الفتيات يلوحن بالعلم العراقي و يصرخون عاش العراق ، و بالروح بالدم نفديك يا عراق وعندما تعرفت عليهم تبين انهم من سوريا و الحديث لسما التي قالت (العراق يحتوينا و يحتوي جراحنا و كل ما يفرح العراق يفرحنا كشعب سوري مقيم في العراق الذي لم نعرف الغربة فيه بالعكس نعيش فيه وكانه بلدنا ، و تعلمنا من الشعب العراقي ان فرحتهم الاولى يرسمها فوز المنتخب الوطني لكرة القدم وهذا الهوس المجنون زرعوه فينا وحتى اصبحنا ننتظر مباريات المنتخب بفارق الصبر مثلما ينتظرها الشعب العراقي ومن خلال الفوز نصرخ من قلوبنا لتندمل جراحنا).
عائلات المانية و هندية وشباب من النيبال و بنغلادش يهتفون بحب العراق
عائلة المانية ترقص و تهلهل كالنساء العراقيات ، ولله الحمد تعرف عربي ( شوية شوية ) و الحديث لها : جلسنا في هذه الكافتريا نشجع المنتخب الالماني في مونديال كأس العالم 2022 في قطر و كان الجمهور العراقي يشاطرنا التشجيع و تعلمنا منه طريقة تختلف عن جميع الشعوب بالتشجيع واليوم لا نرد الدين فقط لهم بل اصبحنا جزء منهم ونشاركهم فرحة الفوز والتتويج ( وهذه هلهولة لكم ) . الدبكة الكردية تعانق الجوبي العربي بأحتفالات تتويج المنتخب بخليجي 25
بمنتصف الشارع تعالت الدبكة الكردية و الجوبي لابناء الغربية ( وعلى حس الطبل خفن يا رجلية ) حيث رقص ابناء الجاليات الهندية و البنغلادشية والنيبالية ، و الحديث لاحد المواطنين من الهند (جميعنا نعمل في احد الشركات في اربيل و لا توجد لدينا مثل هذه المظاهر الساحرة و الهستريا المفرطة بالتشجيع ، وهي اجواء جدا جميلة لنا حتى اننا تخيلنا الاغاني الاستعراضية الكبيرة في الافلام الهندية ، شعور لا يوصف ونحن نصور و ننشر في صفحاتنا بالتواصل الاجتماعي ، وهذا الشعور انعكس على من يشاهد هذه الصور و الفديوهات في بلدنا).
حسين العراقي ابو ليث رئيس رابطة المشجعين في كردستان و المعروف بفقدان اعصابة بالتشجيع و خروجه عن السيطرة لاول مرة اشاهده فوق السيارة يصرخ (هذا هو العراقي الاصيل هذا هو منتخبنا الغيور الذي لم ينسى جمهوره الوفي الذي سانده و وقف معه في الملعب و في الشارع و الساحات و البيوت و المقاهي ، الشعب يتنفس كرة قدم ، والمنتخب هو الرئة التي نتفس بها ، المنتخب لم يجمع العراقيين باطيافهم فقط بل جمع العالم بغيرته التي لا توصف ، فهذه الجاليات العربية والاجنبية تشاطرنا الفرحة و الرقص و الغناء و الاحتفال وهذا دليل محبتهم للشعب العراقي الذي يعشق منتخبه الوطني).
المغتربون و المهجرين و النازحين تناسوا جراحهم و احزانهم بتتويج المنتخب. كما يضيف الاعلامي خالد جمال البنا ، الذي يرتدي العلمين العراقي و الكردي مع التعليق بواسطة مكبر الصوت عن الحشود الجماهيرية في شارع عنكاوا (شكرا لجميع لاعبي المنتخب الذين يوحدون الشعب بفرحتهم ، شكرا الى من يجمع العراقيين و يخفف جراحهم ، شكرا لمن ساهم بزرع الابتسامة والتأخي بين الشعب العراقي الذي انعكس على الجاليات العربية والاجنبية في العراق وتعلموا معنى فرحة الشعب عندما يفوز المنتخب ، ونتمنى هذه الافراح ليس فقط المنتخب يصنعها بل الحكومة تصنعها بالاعمار و البناء و الازدهار و فتح المعامل والمصانع و توظيف الخريجين و عودة النازحين و المهجرين الى ديارهم للم الشمل و العيش في هذا البلد الامن الواحد الموحد ، العالم جميعه نشاهده من خلال صفحات التواصل الاجتماعي يحتفل معنا ، هذا ليس كأس العالم حتى تنتظره شعوب الكرة الارضية بلهفه بل هو خليجي 25 التي شرفتنا محافظة البصرة بتنظيمه وما قدمته من كرم فاق التصور و احتضان اهالي الخليج والعراق معا).