طوق الياسمين 1

طوق الياسمين    1

كانت تجوب الشارع ومن ورائها شعرها المتطاير مع حركة الرياح والمطر  وأنا أسير بخطوات بطيئة خلفها دون أن تشعر بأني أراقب حركاتها حتى توقفت فجأة كأنها تذكرت شيئا ما قامت بالاقتراب مني صوتها كان رنانا في الظلام جعله يتردد مرات ومرات وكأن السماء هى الأخرى قد أحبت عذوبته فجعلته يتكرر كصدى مرارا وتكرارا لحلاوته انا بعشق المطر احب امشى تحته انها أمطار خفيفة شعرت بالخجل ولم أنطق بكلمة واحدة وأنا أردد مع نفسي اغنية طوق الياسمين

هذا المساء في حانة صغرى رأيتك ترقصين..تتكسرين على زنود المعجبين

تتكسرين و تدندنين

في اذن فارسك الامير

لحنا فرنسي الرنين ..لحنا كأيامي حزين

وبدأت اكتشف اليقين

وعرفت أنك لسواي تتجملين , وله ترشين العطور وترقصين

 بحركاتك مع المطر بخطوات راقية تمشين وانا مكتوف اليدين لااعرف ماذا اقول ابجدية الاحرف اختفت انعقد لساني عن الكلام وانا ارى جمال المساء في عيناها خطوط من شعاع تخترق النافذه كقاتل خفى صغير متجه نحو وجهه الشئ الذي جعله يفيق من حلمه ويبدد الصورة الحالمة التى تراءت له وياليته ما أفاق كان يتمنى أن يستمر الحلم أوقات وأوقات كان يتمنى أن يسجن في هذا العالم البعيد حتي وان لم يعد مرة أخرى يكفي أنها هنا فتاة احلامه وكأنها نجمة سينمائية تتقدم لتعلو خشبة المسرح وجميع الأضواء مسلطة عليها ياالله خلقت وأبدعت ،الوجه الصافي الملائكي وعليه قطرات المطر والانف الصغير والعينان الخضراوان أكاد اجن هذا المساء من هذه الفتاة التي خرجت لي مع المطر بثوبها الأسود الفاتن وبياض كتفيها وقطرات المطر عالقة بجسدها انها فاتنة

قام عمار بالرد عليها بصوت عجز عن الارتفاع أمام جمالها فقال:

 – ولا يهمك انت عيشي حياتك انت مثل ماترغببن ممكن ان اوصلك لأي مكان تريدين سيارتي قريبة من هنا رحبت بالأمر ولم ترفض

 جلست بقربي وانطلقت بخطوات بطيئة كي يطول الطريق والحديث معها تحدثت أسمي هاجر أعيش مع امي وحيدة في المنزل أعمل عارضة ومصممة ازياء احب اللون الأسود والأزرق والارجواني برجي العذراء واثقة بنفسي لااخاف من شيء هذه صفاتي كنت مقيمة في عمان حيث مكان عمل أبي هناك وامي رغبت بالعودة إلى العراق مللت من غربة العيش بعد زواج أبي لم تعد تتحمل البقاء هناك لذا قررت العودة إلى البلد وانا لااستطيع مفارقنها وعدت معها وفتحت محل ازياء اشارت الى قرب الشارع المؤدي الى منزلها واقتربت من البيت الذي تقطن فيه وقد شكرتني وطلبت مني أن اعطيها رقمي أن احتاجت لأي شي سوف تتصل بي وشكرتني كثيرا وعدت الى المنزل وانا تساورني الظنون بين الاعجاب والحب بتلك الشخصية التي عاشت مع حلمي هذا المساء انها تختلف عن كل النساء نوع آخر كنت أظن انها عابرة سبيل للحب والمتعة لكن انها راقية وعملية أكثر في تعاملها اتصلت بي في الصباح وقالت تريد أن تذهب إلى السوق بصحبتي وقبلت الأمر مادمت بقربها لن أتخلى عنها الحب سيأتي مع الوقت هكذا كانت أمنيتي كنا نسير معا وكنت أشعر وكأنني في حلم لا اريد افيق منه تحدثت لي عن أحلامها وامنياتها ونجاحها في العمل من خلال تصاميم فساتين الفرح والسهرة وطلبت مني ان اعلمها السياقة كي تقتني سيارة جديدة وان اختار لها افضل سيارة وبقيت اتردد على منزلها بعدما عرفتني بامها جميلة جدا كانت تعمل مترجمة في القنصلية العراقية بعمان عائلة ثرية جدا وانا متوسط الحال صعب جدا ان اخترق بعاطفتي واصارحها بحبي وهي دائما معي وفي كل وقت أرى ذلك الجمال الساحر الفاتن وأخشى أن أفقدها كان حبي لها معذب البنوك ابدا أشعر فيه كل يوم ربما تريدني فقط صديق أقوم بمساعدتها هي وامها تمدحني كثيرا تحملني مسؤولية البيت بأكمله حتى مللت من ذلك الشعور ورغبتي في مصارحتها بعدما علمتها السياقة واشترت السيارة التي تحلم بها وخفت أن تتركني وقالت لي لن أتخلى عنك ستبقى معي ومنحتني قبلة على خدي جعلتني أشعر بالحب والتقرب إليها لكن خائف من مصارحتها تريدني بقربها دائما وانا احلم بالارتباط معها أحلام وامنيات كثيرة وانا أشعر وكأنني عاشق لا املك من الحب شيئا علاقتي بهاجر تختفي وربما سوف تنتهي لكنها مازالت تتصل بي تطمئن بين فترة وأخرى تتنقل بسيارتها بين مكان عملها والبيت فكرت أن انقطع فترة عنها أغلق هاتفي ابتعد قليلا عنها وجدت اكثر اتصال رسائل كثيرة تبحث عني تشتاق لي لاتعرف احدا كي تعتمد عليه انا حائر

يامن ملات قلبي عشقاً

فقد أحببتك وغيرت كل شي في حياتي  وسرقت من الزمن لغة العاشقين التي لم اعد اتذكر ماذا افعل عندما اكون بقربك يزداد فرحي وسروري وتصبحين أنت ! اغنية ارددها من ذاكرة الماضي ياحبيبتي هل يكون الجنون في الحب نزوة تاتي في هذه اللحظة حيث لامكان في قلبي من الحب ولأنني أحببتك أصبح حديثي تراتيل أستمع إليها خاشعة لأقول في النهاية انه قدري وادعو  آيارب لاتحرمني من صوتها وحديثها فـأردد احبها احبها فلا تحرمني حقا ابكي من كل قلبي اعترافات عاشق مجنون ” يارب أجعلها لي أخر حب لي وأخر عشيقه اعطيها كل اهتمامي لاأنني أحببتك وعشقي لك مجوسي لايعرف الحرمان.

ماذا افعل اخاف ان انجرح ان اعلنت الحب خائف من الرد وعندما التقي بها تضيع كلماتي امام صرح جمالها اعلم ان قلبها لايوجد فيه شيء للحب لكن بيني وبينكي غفوة غرام وهمس أنفاس ولوعة حنين ولهفة نبضات وشهقة شوقٍ تحرق الاحساس بيني وبينكي قبلات لاتنسى كانت تحت المطر بللت شفاه أرواحنا وتعطرت أنفاسنا حين اللقاء لايمكنني نسيان ذلك انت حبيبتي أعلنها هل تسمعين ما اقول فأنت حبيبتي أتحدث بقوة أمام المرايا لأرى مايحدث لي أمثل أمام نفسي الشجاعة في الحب وعندما أراها لااستطيع تخيل ذلك عدت إليها بشوق لم أصدق مااراه احتضنتني وطبعت قبلة على خدي وقالت لي اشتقت إليك يا صديقي لما رحلت عني كان صوتها حزينا وتجمد الدم في عروقي ولم أستطع التحدث كتمت أنفاسي أمام جرحي هاجر لا استطيع البقاء معك لكن انت كل شيء بالنسبة لنا انا وامي لانعرف أحد في بغداد فقط انت ولا تحاول الابتعاد عنا انت افضل صديق مقرب لي بماذا تفكر وقفت مكتوف اليدين شخصيتها قوية لا يمكن ان اعلن حالة الحب شعرت بالخجل أمام نفسي وأغلقت أبواب قلبي لم يعد لي حلم او أمنية أعيش من أجلها انتهى كل شيء بالنسبة لي ويجب أن أقف على حدود لااتخطاه ابد وعرفت انك لسواي تتجملين وانا لااعني لك شيئا رفقا بقلبي الذي حبك دون أن تعلمين اني معذب حزين لااستطيع العيش بدونك نعم احببتك انت حلم عاش معي منذ سنين ليتك تعلمين معنى طوق الياسمين بالنسبة لي وانت نوع آخر من النساء اقوى مني وانا ضعيف أمامك لااعرف باي طريقة أعشقك.

احمد جاسم محمد – بغداد

مشاركة